عندما تغيب المنظومة القيمية في الامة تبرز المزاجيات الشخصية ويسمح للفرد بحرية التصرف وفق اهوائه وفرضها على الطبقات العامة حيث تسود وتحكم المصالح القبلية والعائلية والجهوية وتتصاعد الكراهية والعداء يشتد والبغضاء ينتشر بين طبقات المجتمع مما يضعف وحدته ودوله وتنتج عنها تمزيق اوصاله وتفريق بلدانه.
فلهذا يتضامن معي الكثير من المتابعين بأن مصير الأمة كيانا ووجودا وتاريخا وقوة وحضارة أصبح منذ الثمانينيات ولغاية اليوم في وضع صعب وحرج وغير مستقر ينذر بمستقبل يرثى له اكثر مما كان فيه سابقاً. و بأن مستقبل أمتنا الاسلامية بات في وضع خطير يهدد أمنها و وحضارتها ولغتها وتاريخها و مصيرها من الوجود ، والسبب في كل هذا أن أنظمتها اصبحت تنادي زيفا وكذبا وتظليلا بالقومية والعروبة والاسلامية وتلبس عباءتها وحسب قياستها وهي لاتؤمن بها .
ابناء شعوبها يخشون من توسع عملية الرعب والانفلات الامني والنهب والتقطع والسطو المسلح المستمر والقتل واقلاق السكينة العامة وزلزلة الحالة الاجتماعية واخافة الناس والرأسمال الوطني والعربي والاجنبي من الاستثمار وتقبيلها المستمر للارهاب الممنهج ومايعتمل داخل اروقة العصابات الاجرامية المصنعة وهوس الزعامات المفتعله والدفاع عنها وتحولها الى أداة طيعة بيد أعداء الأمة لأجل تدمير وتقسيم وتفتيت شعوبها أينما وجدت سواء كان في العراق أو في القارة الأفريقية من دول المغرب العربي و بلاد الشام ولن تنجوا دول الخليج من نارها حيث يسمعون حسيسها .
بعد ان رفعوا شعارات طائفية جعلت شعوبها تثق وتصدق بتلك الشعارات المزيفة ، وان هذه الثقة العمياء أوصلت شعوبها ان تصدق من خلال تمريرهم تلك الشعارات والخطابات والتصريحات الكاذبة في القومية والعروبية التي لا نزال نسمعها مع الأسف الشديد بين الحين والآخر في خطابات البعض من الحكام العرب الذين يظهرون بين الحين والآخر في مؤتمراتهم ولقاءاتهم مغفلين بعض أبناء الامة بالثقة العمياء التي تحملها تجاه هؤلاء الحكام بعد أن اشترت ضمائرالضعفاء في مواقفهم، والمعروف عن الشعب العربي بالطيبة يعتز بقوميته، ولا يمكن ان تنطلي عليه ولايصدق بكل ما يقال عن طريق وسائل الإعلام من هؤلاء الحكام والذي ملأوا الدنيا من خلال شعاراتهم المزيفة بالتهديد والوعيد وتحرير ارض العرب من الأعداء،
ونشاهد اليوم النكبة فى اليمن أحد أوجه النكبة الكبرى التى تعيشها الامة من جراء القتال العبثي الدائر على أرضه، والتجاهل العربي لقضيته، وتعثر محاولات التوصل إلى حل سياسي ينهي المأساة التى ستظل وصمة عار في جبين الأمة العربية إذا ما فشل الجميع فى أن يضعوا لها حدا. إن نكبة اليمن أحد أوجه إشهار جديد لنكبة الأمة.
وأن الأقصى اليوم ينزف دماً ويحتاج الى توحيد الصفوف وهذه خدمة كبرى لاسرائيل التي انشغلت الأمة عنها بحروبها الداخلية، بينما انصرفت اسرائيل لتحقيق أهدافها، وفي الطليعة منها هدم المسجد الأقصى، وأول ذلك دعم الارهابيين والتكفيريين ومن خلال إغراق الأمة في حروب داخلية تستنزف ثرواتها وقدراتها المادية والبشرية فوق أنهم يفرقون صف الأمة ويضعفون قدراتها على المواجهة، ولا تكفيه الإستنكارات والتنديدات .
والطريق الوحيد لتحريره الجهاد والمقاومة ووحدة صف العرب والمسلمين.
ومن مدح وتضامن وتآمر على العراق وشعبه وأمته وما بين الاثنين أعلام خالي من التنديد والشجب والاستنكار ..
إن شعور وقناعة بعض أبناء الامة مع الأسف الشديد ومن خلال ما اكتسبوه من هؤلاء الحكام الذين عودوهم على المشاعر الكاذبة التي يطلقونها بين الحين والآخر عن طريق وسائلهم الإعلامية التي يتظاهرون بها أمام الأمة وبتوجيه غير معلن بعد ان كان ذلك التوجيه من أسيادهم الذين جاءوا بهم إلى السلطة، إنما هو شعور كاذب جاءوا به لأجل الوصول إلى دفات الحكم ثم ليتظاهروا بها أمام الأمة بأنهم قادة متحمسين ومتضامنين مع هذا الشعب المظلوم في هذه الدولة العربية أو تلك .
نعم انه شعور كاذب يراد به تظليل الشعب العربي عامة أو الشعب الذي يرضخ تحت إمرة هذا الحاكم أو ذاك، وانه بحد ذاته وسيلة لإعلان أنفسهم كقادة حقيقيين أمام مناصريهم في البلدان التي يحكمونها، وكذلك لكي تطلق عليهم وسائل أعلامهم بالحاكم العربي أو الزعيم القومي العربي .
والواقع ان وراء تظليل الشعوب هي وسائل الاعلام التي تعمل بموجب برنامج معد لها من قبل دوائرالأعلام الغربية والصهيونية، وتجارب الماضي خير دليل على ذلك إذ نلاحظ الإعلام الغربي والصهيوني كيف يضخم لنا هيبة وشخصية وقيادة هذا الحاكم عن ذاك أمام شعبه وأمته والعالم، وكيف يتم تحويل الحاكم من نظام دكتاتوري إلى نظام ديمقراطي وبالعكس، وكيف يتحول وبسرعة البرق نظام هذا الحاكم من نظام إرهابي إلى نظام معتدل ديمقراطي وبالعكس، إن هذه الحقائق باتت واضحة أمام الشعب العربي خلال ما مرت به الأمة من مصائب ونكبات وتجارب مريرة، إذ أظهرت اللقاءات العربية – الإسرائيلية والعربية -العربية حقيقة كذب هؤلاء الحكام أو تلك المؤسسة العربية مثل ( الجامعة العربية ) بل وخيانتهم المفضوحة للأمة وشعوبها ..
والدليل على ذلك المواقف اللاقومية للأغلبية منهم تجاه فلسطين، والمواقف اللا قومية ضد الشعب العراقي في محنته الحالية بل العكس دعمهم الارهاب، ولهم دور في دس وحياكة المؤامرات ضد مكونات شعبه. والحملة الشرسة ضد الشعب اليمني تحت شريعة التحالف العربي – الامريكي- الصهيوني.والاعتداءات المهينة على الجمهورية السورية منذ اربعة سنوات.
فثبت للشعب العراقي وبشكل قاطع لالبس فيه، بان الأغلبية من الحكام العرب كان لهم دور في تدمير وقتل العراقيين وهم ينظرون متفرجين اليهم دون ان يحركوا ساكناً في محنتهم ولايقفون معهم بل ينقلبون ضدهم ولصالح الارادة الغربية، بالرغم من أن المواقف المخزية لهكذا حكام هي ليست غريبة على احد وهم يسمعون وعلى مرالايام وأمام الأمة مواقف لا قومية ولا عربية ضد وحدة أرضهم وشعبهم . وما ديدنهم إلاتقسيم العراق إلى دول انفصالية وأقاليم شيعية وسنية وكوردية و التأييد في إقامة دويلات مقسمة بين العرب في سوريا وتركيا والعراق.. فمن حقنا كعراقيين أن نوجه لحكام الامة اللوم والعتب لتلك المواقف اللاقومية و اللاعروبية واللاسلامية ويسعون بكل صراحة لتدمير العراق والأمة وتقسيمهما وتفتيت الشعب العربي وإلغاء هويته الاسلامية والعربية؟
ايها العبيد ماذا تقولون للتاريخ غدا وأنتم تشاركون القتلة في تجزئة أراضي أشقائكم بتقطيع أوصال بلدان الامة ؟ وأخيرا اشفوا غليل شعوبكم ولو بموقف واحد يتسم بالإيجاب تجاه محنهم وشاركوهم في مصائبهم.