كتب التاريخ ومتاحف العالم زاخرة بتفاصيل وآثارالحضارات البشرية الراقية التي صنعتها القوميات المتعددة التي خلقت على ارض العراق وبلاد الشام وايران قبل اكثر من سبعة آلاف عام ، تلك الحضارات ( كالسومرية والاكدية والبابلية والكلدانية والاشورية والسريانية والفارسية وغيرها) كانت وستبقى رمزا تفخر به البشرية ، حيث قامت باختراع اول حروف الكتابة في التاريخ البشري ، كما اخترعت العجلة والساعة الزمنية ، واخترعت او اكتشفت الكثير من الاسس المهمة في الطب والصحة والبناء والهندسة بفروعها المختلفة وكذا في الصناعة والتعدين والزراعة والتعليم والادارة والاقتصاد والتجارة حيث وضعت اولى النظم او القوانين التي تنظم حياة الدولة والمجتمع ، لكن كتب التاريخ وكذا الآثار تنبؤنا بشلل او موت تلك الحضارات عام 633 ميلادية نتيجة نشر الاسلام فيها اجباريا بقوة سيف البدو العرب في عهد الخليفتين ابو بكر وعمر بعد أكثر من احد عشر عام من حروب الغزو لكل من مناطق ايران والعراق وبلاد الشام .
فالعراق كان ساعة الغزو الاسلامي له تحت حكم الامبراطورية الفارسية الساسانية المجاورة ، تلك الامبراطورية التي كانت حدودها تمتد من شمال جزيرة العرب لغاية حدود الصين ، وكذلك فان تاريخ 633 ميلادي هو تاريخ بدء الغزو البدوي الاسلامي لبلاد الشام التي كانت حينها تحت حكم الامبراطورية البيزنطينية .
الكم القليل من الآثار التي يرجع تاريخها الى فترة ما بعد الغزو البدوي الاسلامي لكل من العراق وايران وبلاد الشام والمتمثل بآثار بعض دور العبادة وغيرها هي آثار لابنية صمم وبنى اغلبها ( ان لم يكن جميعها ) اشخاص ليسوا عربا وليسوا بمسلمين حيث ان الكثير منها كانت كنائس يهودية ومسيحية حولها الغزاة حينها الى مساجد اسلامية بعد ان كانت بنيت من قبل سكان ايران والعراق وبلاد الشام الذين كانوا فرسا يتدينون عموما الديانة المجوسية اوالزرادشتية اوالمانوية كما في ايران ، او كلدانيين اواشوريين اوسريان ويتدينون عموما الديانة الصابئية اواليهودية اوالمسيحية في كل من العراق وبلاد الشام .
قبل ظهور الاسلام بقرون عديدة تعرضت الاقوام العريقة في ارض العراق الى احتلال الامبراطورية الفارسية الساسانية التي احتلت كامل ارض العراق ، وتعرضت بلاد الشام الى احتلال الامبراطورية الرومانية والبيزنطية التي احتلت كامل بلاد الشام ، الا ان كلا الاحتلالين لم يقوما باجبار سكان العراق اوسكان بلاد الشام على تغيير دياناتهم ولغتهم الام ، حتى ان هناك من المؤرخين ما يعتبر كلا الاحتلالين بمثابة فرصة مثمرة لتفاعل وتعايش الحضارات فيما بينها حسب ظروف تلك المرحلة من الزمن .
اما ما يخص شبه جزيرة العرب فقد كان العرب في جنوبها اناسا متحضرين يعتنقون اليهودية والمسيحية واديان قديمة اخرى لكنهم كانوا يبنون ويمارسون الزراعة والتجارة والصناعة والتعدين وصناعة معادن الفضة والذهب والحديد والنحاس وبرعوا في تقويم الطبيعة ببناء اشهر واقدم سدود العالم ، أما عرب صحراء شمال ووسط شبه الجزيرة العربية فكان أغلبهم بدوا او اقوام متنقلة ، معدمة البناء والتحضر ، تعتاش في الغالب من قطع الطرق ومن تربية حيوانات معينة للاستفادة من منتوجاتها ومن لحومها او جلودها كما كان هؤلاء البدو يقايضون فائضهم بالمنتوجات الزراعية والمصنوعات مع الاقوام الاجنبية المجاورة ، وخاصة اقوام الامبراطوية البيزنطية ( الرومانية سابقا ) ، تلك الامبراطورية التي كانت تضم قبل ظهور الاسلام اجزاء واسعة من اوربا وأجزاء واسعة من تركيا الحالية وكامل مناطق شرق البحر المتوسط كسوريا ولبنان والقدس والاردن اضافة الى اجزاء من شمال افريقيا ، حتى ان تسمية ( فلسطين ) هي أسم يوناني كان يحمله قوم نزحوا من احدى جزر البحر الى بلاد الشام في الالف الثاني قبل الميلاد ، كما تخبرنا بذلك اغلب الكتب والمصادر التاريخية المحايدة ، رغم ان بعض تلك المصادر يشير لكون تلك التسمية آرامية الاصل وتشير الى ( أرض اسرائيل ) نسبة الى اللغة الآرامية التي كان يتحدث بها سكان العراق وبلاد الشام .
كانت التجارة بين سكان جزيرة العرب وبين سكان الامبراطورية البيزنطينية سببا رئيسا لانتقال العديد من عشائر بلاد الشام الكلدانية والسريانية ، اليهودية منها او المسيحية ، لغرض العمل والعيش في ( اليمن ) وفي مكة و يثرب ونجران وغيرها من مناطق شبه الجزيرة العربية حيث امتهنوا وبرعوا وتميزوا في التجارة والصناعة والزراعة اضافة الى امتهانهم لمهن الطب والتضميد وكذا في مهن وفنون الكتابة والثقافة والترجمة والتدوين ، متأثرين بتاريخهم الحضاري الممتد عمقا لاكثر من سبعة الاف عام اضافة الى ما املاه عليهم تفاعلهم وتماسهم المباشر مع الثقافة والحضارة الرومانية واليونانية ، فكان ان تعلم الكثير منهم اللغة العربية التي يتعامل بها العرب كلغة اضافية للغتهم الارامية الام ، وتسرد لنا قصص التاريخ كيف ان البدو العرب كانوا يفضلون الاستنجاد بالاطباء المسيحيين والذين كانوا يتميزون بحملهم لشارة الصليب في اعناقهم لكونهم افضل الاطباء في جزيرة العرب خبرة وعلما وتعاملا .
المسيحيون واليهود والوثنيون ومعتنقي اديان عديدة اخرى في جزيرة العرب عاشوا وتعايشوا سوية بانسجام ووئام لقرون طويلة من الزمن حيث كان كل منهم يتقبل اختلاف الآخرين في المعتقدات الدينية ، واستمر ذلك حتى عام 613 ميلادي حيث ظهر الاسلام على يد ( محمد ) المتزوج من الغنية التاجرة خديجة ذات الديانة المسيحية التي تكبره باكثر من خمسة عشر سنة ، وهي قريبة الكاهن المسيحي المتمرد ( ورقة بن نوفل ) الصديق المقرب لـ (محمد ) ، والذي كان معروفا بفصاحة لسانه في اللغة العربية بشكل منقطع النظير حيث كان متمكنا من السجع حتى في ابسط خطبه او احاديثه ، وكذا كان معروفا باتقانه الكامل للغة الآرامية ولغات اخرى عديدة وبحفظه ومعرفته بالكثير من الاحاديث و القصص الدينية المتوارثة اجتماعيا وكذا القصص الواردة في التواراة والانجيل غير انه كان على خلافات مادية كبيرة مع كنيسة القدس وكنيسة اوربا ، وظهر تأثير ورقة بن نوفل في ورود العديد من الكلمات الآرامية والاجنبية الاخرى ( والغير مفهومة حينها بالعربية ) في فحوى الايات القرانية ، وتبين أثر وفاة ورقة بن نوفل واضحا حيث توقف او فتر نزول الآيات القرآنية على محمد ( حسب ما اقرت بذلك ايضا زوجة محمد عائشة بنت ابو بكر الصديق ).
ظهور الاسلام عام 613 ميلادية ، عنى بدء صفحة دموية في تاريخ البدو العرب تتمثل في اعلان ولادة دين جديد يدعى الدين الاسلامي على يد ( محمد زوج التاجرة المسيحية خديجة ) ، وكان طبيعيا ان يبتدأ محمد مسكينا في اولى اياته القرآنية التي ادعى نزولها عليه من الله في مكة ، فهو اعترف بداية بالديانات الصابئية واليهودية والمسيحية ، معلنا ان اتباع هذه الديانات لا خوف عليهم ولا يحزنون ، وقال ان كتبهم بين ايديهم ، لا بل ان محمدا جامل الوثنيين في مكة ايضا حينها قائلا بلسان الله : لكم دينكم ولي ديني ، كما تحدى ذلك وابقى على كامل تفاصيل طقوسهم الوثنية في الحج داخل الكعبة ليمارسها المسلمون ايضا .
الا ان محمدا ما ان اشتد ساعده في يثرب بعد تحالفه مع المقاتلين ( الصعاليك ) الذين كسبهم باغرائهم بحصة من غنائم الاموال والغلمان والنساء بعد كل غزوة ، حتى تغير اسلوب آياته الى التهديد والوعيد بقتل كل انسان لا يعترف به نبيا مهما كان دين ذلك الانسان ، وابتدأ محمدا نشاطه بالتحرش بقوافل قريش وغزوها ، وبعدها باحتلال مكة واشهار السيف على رقاب كل معتنقي الاديان الاخرى في الجزيرة العربية دون استثناء حتى استطاع المسلمون بقوة السيف من افراغ كل الجزيرة من جميع الاديان عدا الاسلام ، او فرض الجزية المهينة والمذلة في افضل الحالات ، وكل ذلك حسب اوامر الله وبنصوص قرآنية منزلة على محمد حسبما ادعى ، كما ان محمدا قام باغتيال الكاهن المسيحي ( بحيرة ) ورمي جثته في بئر زمزم بعد بدء محمد تغيير مطالبه في اياته القرآنية مما اثار الخلاف بينما ، علما ان الكاهن بحيرة كان هو الآخر احد الاصدقاء المقربين من محمد بعد وفاة الكاهن ورقة بن نوفل .
بعد وفاة محمد عام 632 ميلادية ارتد الكثير من عرب الجزيرة عن اسلامهم مما اضطر الخليفة ابو بكر الصديق ( وهو والد عائشة احدى زوجات محمد ) الى خوض معارك عديدة مع المرتدين طيلة اكثر من عام كامل لاعادة تفعيل قوة السيف على رقاب عرب الجزيرة ، وليكون الاعدام او القتل هو مصير كل انسان يرفض دفع الاموال الى خليفة محمد او انه يتجرأ ويعلن عن رأيه الصريح في عدم الايمان بدين محمد ، وكانت مثل هذه المعارك والحروب الداخلية بحاجة الى موارد مالية والى امتيازات واغراءات تمنح للمقاتلين الذين يدينون بالولاء للخليفة المسلم ، ومن هنا نشطت فكرة غزو الاقوام المجاورة وسرقة اموالهم ونسائهم بحجة نشر الاسلام بها ، وكان العراق وايران وبلاد الشام هي اول واقرب البلدان التي قام الخليفة ابو بكر عام 633 ميلادية وبعده الخليفة عمر ( وهو والد حفصة الزوجة الاخرى لمحمد ) وطيلة حوالي احد عشر عاما بغزوها وسرقة اموال سكانها لكونها ( غنائم حرب ) بحسب الشريعة الاسلامية ، كما تنعم المقاتلين من البدو المسلمين بقتل كل من لا يعلن اسلامه وبممارسة الجنس في عمليات اغتصاب للنساء والفتيات العذارى الجميلات من الفرس والكلدان والسريان والاشوريين في كل ايران والعراق وبلاد الشام تنفيذا لنصوص آيات القرآن والسنة النبوية التي تسمح للمسلم ليس فقط باغتصاب اولئك النساء وامتلاك العبيد والغلمان وانما تحدي حدود جريمة الاغتصاب الى حال امتلاك تلك النساء كعبيد للمسلم يأمرهن متى يشاء ويمارس الاغتصاب الجنسي معهن وقت ما يشاء ويبيعهن مع العبيد للغير وقت ما يشاء ، وكل ذلك وفق آيات قرآنية واضحة وسيرة نبوية لا خلاف عليها بين المسلمين لحد اليوم .
علما ان الامر لم يتوقف على هذا الحد من جرائم الغزاة المسلمين والتي تتميز عن اي جرائم مماثلة ( ربما قد تكون حصلت هنا او هناك بفعل بعض القادة الدكتاتوريين من السياسيين او الدينيين على طول مدى التاريخ البشري ) بانها جرائم كانت وما تزال واجبة وملزمة التنفيذ من قبل المسلمين لانها مقرة بوضوح في نصوص الايات القرآنية والشريعة الاسلامية والسيرة النبوية اي بمعنى انها ليست اخطاء محسوبة على القائمين بها في ذلك الحين من الزمن حيث ان المسلمين الحقيقيين في هذا الزمن يصرون على الدفاع عن صحة وعدالة تلك الجرائم باعتبارها تنفيذ فعلي لاوامر الله الواردة نصا في القرآن وفي السيرة النبوية !!
نعم ، تمادى البدو الغزاة في جرائمهم هذه والى حد وصل بهم ايضا الى اجبار سكان العراق وبلاد الشام على تغيير لغتهم القومية الآرامية الى اللغة العربية اضافة الى اجبارهم على تغيير دياناتهم الى الاسلام ، بينما لم يتمكنوا من انجاز ذلك مع الفرس سوى تغيير ديانتهم الى الاسلام وتغيير حروف ابجديات اللغة الفارسية الى الحروف العربية .
وهكذا تحولت ايران وكذا كل من العراق وبلاد الشام منذ ذلك الحين وليومنا هذا الى دول ذات اغلبية اسلامية وظلت البقية القليلة الباقية من الصابئة واليهود والمسيحيين سواءا في ايران او في العراق وبلاد الشام ( ممن استطاعت ان تفلت بنفسها من شفرات السيوف ساعة الغزو البدوي الاسلامي ) تعيش في مجتمعات هذه الدول ولكن تحت ظروف مؤلمة من الانعزال عن الفكر والحضارة الانسانية وفي ظل تمييز واضطهاد قومي وديني مما ادى ويؤدي سنويا الى انخفاض اعدادهم عن طريق هجرة بلدانهم الغنية .
وهكذا تحول حال شعوب كل من ايران والعراق وبلاد الشام منذ تاريخ غزوها من قبل البدو العرب المسلمين ولحد اليوم من حال شعوب ترفد العالم بتقدمها وحضارتها الى حال شعوب متخلفة حضاريا ، شعوب يسوء التعامل مع حقوق الانسان فيها يوما بعد آخر كنتيجة لاتباع الشريعة الاسلامية المليئة بالاحكام البعيدة عن العقل والمنطق والتي تسيء للانسان المسلم نفسه قبل ان تسيء لبقية بشر الارض من غير المسلمين .
وهكذا ، فبعد ان كانت تلك الشعوب صاحبة ارقى الحضارات واكبر الانجازات في عصرما قبل الغزو العربي الاسلامي عليها ، تحولت هذه الشعوب الى صاحبة اثقل حمل على نفسها وعلى البشرية ، وكذا الحال في جميع المجتمعات والدول الاخرى التى كانت سيئة الحظ بوقوعها تحت ظلم الغزو الاسلامي مثل تركيا والباكستان وافغانستان والشيشان او مصر ( التي كان تسكنها القومية القبطية صاحبة المعجزات الحضارية ومنها مثلا معجزة الاهرامات ) وكذلك الشعوب الامازيغية شمال افريقيا ،وكذا القوميات الافريقية الاخرى العديدة في اريتيريا والحبشة والصومال وغيرها من الدول والاماكن في شتى ارجاء العالم والتي ما تزال جميعا تشترك بصفة عامة واحدة هي انها اكثر شعوب العالم تخلفا واهانة لحقوق مواطنيها لحد اليوم ، بحيث اننا وفي القرن الحادي والعشرين حاليا فاننا ما ان نسمع عن مشاكل او صراعات دينية في اي منطقة في العالم الا ويكون المسلمون احد طرفيها ، وان لم يجد المسلمون ديانة اخرى يحاربونها فانهم يتحاربون مع انفسهم !!
من جانب آخر نذكر بانه طيلة اكثر من الالف والاربعمائة عاما الماضية ، أي منذ ظهور الاسلام ولحد اليوم ، لم تنشأ في مكة او يثرب او اي مدينة سعودية اخرى اي نهضة حضارية او علمية متميزة عالميا حتى يقال ان تلك الحضارة نشأت بسبب كونها مركز ولادة الاسلام فيها ، بل ان ما يحصل فعلا هو العكس المضاد تماما ، فمكة ويثرب والسعودية كانت وما تزال هي اخصب ارض لرفد الانسانية بالارهابيين والشريعة والاصول الارهابية بشتى صنوفها !!
المؤسف حقا ان الكتاب والمؤرخين والقائمين على الدين الاسلامي من العرب والمسلمين يحاولون فاشلين اخفاء هذه الاحداث والوقائع التاريخية او انهم في الاقل يحاولون تحويرها او صياغتها بشكل يوحي للقاريء وكأن الاسلام لا علاقة بما آلت اليه اوضاع الدول والشعوب الاسلامية ويلقون السبب على المسلمين انفسهم وعلى سوء تطبيق الاسلام ، ولا ندري كم الف سنة اخرى تحتاجها هذه شعوب المسلمة لتدرك ان علة استمرار تخلفها ليست في سوء تطبيق الشريعة الاسلامية والسيرة النبوية ، كما ان تلك العلة ليست في الانسان المسلم نفسه ، وانما العلة تكمن فعلا في السيرة النبوية والشريعة الاسلامية نفسها التي تجعل من المسلم انسانا يؤذي نفسه ويرهب الاخرين ، وليس غريبا ان يتقاتل المسلمون فيما بينهم ايضا حينما يفسر كل منهم ايات القران او السيرة النبوية لصالحه وليكفر او يقتل الطرف الاخر من المسلمين ايضا كما حصل ذلك منذ الايام الاولى لنشوء الاسلام ولحد اليوم ، مذكرين بان المسلمين الحاليين وحينما يظهر ويتقوى اي تنظيم ارهابي اسلامي فانهم يفرحون ويعلنون بان ذلك التنظيم هو الذي يمثل الاسلام ، وان الاسلام لابد من ان ينتصر يوما على جميع بقية شعوب الارض ، لكن ما ان يضعف ذلك التنظيم الارهابي حتى يدعي المسلمون بان ذلك التنظيم لا يمثل الاسلام ، حيث ان الاسلام دين محبة وتسامح وسلام ، وان الصهيونية وغيرها هي من صنعت ذلك التنظيم ، ولا يتجرأ اي من المسلمين على قول الحقيقة المتمثلة بكون كل ما ينفذه اي تنظيم ارهابي اسلامي انما يمثل الفكر والشريعة الاسلامية حقا ( سواءا اكان ذلك التنظيم الارهابي اسلامي الصنع ام اجنبي الصنع حسب ادعاء البعض )، والا لكان المسلمون طالبوا انفسهم بادانة او الغاء مئات الكتب والمصادر الاساسية الاسلامية من التي سردت سيرة النبي محمد وهو يمارس حرفيا كل ما تفعله التنظيمات الارهابية الاسلامية حاليا ، وكذلك لطالب المسلمون من انفسهم بالغاء اكثر من مائة وعشرين اية من آيات القرآن والتي توجب على المسلمين مقاتلة وارهاب كل الملحدين او معتنقي الاديان الاخرى في العالم ، ناهيك عن عشرات اخرى من الايات التي تسب وتلعن وتتوعد كل بشر لا يعترف بمحمد نبيا.
تجمع جميع كتب التاريخ الاسلامي مثلا ، ان ( سعد بن ابي وقاص ) وهو (خال ) محمد وثالث ( المبشرين بالجنة ) وهو ايضا احد القادة البارزين في غزو مدينة الكوفة في العراق انه دافع عن نفسه وتفاخر بها امام الخليفة عمر قائلا :
بانه ( أول ) من اراق دماء العراقيين في سبيل ارغامهم على الاسلام ، وانه جاهد كثيرا بعدد كبير من ملكات اليمين من الفتيات العذارى من اهل الكوفة اللائي كان يغتصبهن يوميا ليصبحن له عبيدا يبيع ويشتري بهن وفقا لالتزام حرفي ودقيق بنصوص الايات القرآنية والسيرة النبوية .
وجاء دفاع سعد بن ابي وقاص عن نفسه امام الخليفة العادل (عمر ) حينما استدعاه الخليفة لمكاشفته بما يدعيه عليه رفاقه المسلمين من سوء التعامل معهم وانصرافه للهو والمتعة والصيد وانشغاله وتقاعسه عن المزيد من الغزوات داخل اراضي العراق ما يعنى حرمان جيش المسلمين من الحصول على المزيد من الغنائم والنساء !!
وتجمع جميع كتب التاريخ الاسلامي ، للمثل ايضا ، انه في احدى المرات وبينما كان الخليفة عمر بن الخطاب (وهو والد حفصة وهي احدى زوجات محمد ) يتفحص ما جلب له من حصة ( الله والرسول ) من غنائم المصوغات الذهبية التي تم الاستيلاء عليها من اهالي العراق وبلاد الشام وبلاد الفرس أثناء غزوات ارغام تلك الاهالي على اعتناق الاسلام ، فاذا بالخليفة العادل يرفع كفه الممتلئة ببعض تلك المصوغات وهو ينظر اليها للحظات لحين ما ادمعت عيناه ، وحين سأله أحد المســلمين المجاورين له عن سبب حزنه ، اجاب عمر قائلا :
اخاف ان تفرق هذه الاموال بيننا !!
فيا لانسانية وعدل وحرص الخليفة الراشد ، فهو لم تدمع عيناه لاحساسه بالذنب عن جريمته في الاستحواذ عنوة على اموال غيره من البشر ، بل لم تدمع عيناه ( في الاقل ) لانه كان يتمنى ان يسلم اصحاب هذه المصوغات قبل ان يتم سرقة اموالهم منهم ، كما لم تدمع عيناه حزنا على البشر الذي تعذب او مات في حروب الغزو ، وانما ادمعت عينا ( الخليفة) خوفا على نفسه واهله واقاربه الذين يعملون معه في بيت المال لئلا تثير تلك الاموال والمصوغات الذهبية الطمع والتناحر بينهم لانه في دواخل نفسه يدرك جيدا ان اهم الدوافع الحقيقية لما يسمى نشر الدعوة الاسلامية هو حصول المقاتلين البدو على المزيد من الاموال والمزيد من اغتصاب النساء !!
سؤالنا المشروع عن ايران والعراق وبلاد الشام ، تلك البلدان الغنية الموارد وذات الحضارات العريقة :
كيف كان سيكون حال هذه البلدان لو انهم لم يرغموا على اعتناق الاسلام ؟
كيف كان سيكون حال هذه البلدان لو انهم اعتنقوا اي دين آخر ، ايا كان غير الاسلام ؟
كيف كان سيكون حال هذه البلدان لو انهم بقوا بلا اي دين ؟
الاجابة المنطقية هي :
ان هذه البلدان كانت لتوؤل الى افضل واقوى دول العالم : حضارة وتقدما ، اقتصادا وعلما ، انسانية وعدلا ، حرية ورفاها .
وا أسفاه على حضارات اغتيلت !!!!!