الاخ واثق تحية طيبة اولا … و ارجو ان يتسع صدرك لبعض النقاط حول مقالك الاخير فيما يخص الاعلامي انور الحمداني و وصفك له بانه ( بوخه ) … و هي كلمة فيها من القسوة و عدم الموضوعية ما فيها … و هي لا تنسجم مع ما قدمه الحمداني من عمل متواصل و جهد شاق … كاشفا عن حقائق لم يكن العراقيون يعرفونها لولاه … و لولا برنامجه الشهير … تسارع الاحداث في العراق و خاصة ثورة الشعب الاخيرة … ربما يجعل المرء و المتابع يطلق احكاما متسرعة تجانب الصواب و إن كان ذلك بدون قصد … لذلك لا بد من التفكير بهدوء و روية لمعرفة اسباب هذه الظاهرة أو تلك … برنامج الحمداني ( ستوديو التاسعة ) يشاهده ملايين العراقيين يوميا … إن لم يكن غالبية العراقيين و المسؤولين ايضا … و هذا يعني انه برنامج ناجح بلا جدال … و يجب المحافظة على استمراره و نجاحه … بعد ان اصبح الملاذ الوحيد للثوار و المظلومين … و ربما هذا يفسر حرصك على ان يكون البرنامج في غاية الكمال … بحيث لا تفوته شارده او وارده مما يجري في البلد … هل يمكنك ان تتصور حجم الخداع و الظلم الذي كنا نرزح تحته لولا نافذة البغدادية ؟ و لولا ستوديو التاسعة بالذات ؟ مع وجود هذا السيل القذر من الفضائيات المنافقة و المظللة و الإعلاميين عبدة الدولار … فكر في هذا الأمر قليلا لو سمحت .
من المؤكد ان لكل سلوك أو تصرف سبب … و العبد لله كان مثلك يسأل نفسه ايضا لماذا لا يتطرق الحمداني الى النفوذ الايراني و أذنابه في العراق كالعامري و المهندس و من لف لفهم … و الكثيرون من العراقيين مثلك و مثلي يسألون نفس هذا السؤال … و لابد من جواب لهذا السؤال … فهل الجواب ان انور الحمداني عميل ايراني ؟ الجواب كلا طبعا … و هل الجواب ان انور الحمداني خائف على حياته ؟ كلا مرة اخرى … لانه يعيش في القاهرة في أمان و يبث برنامجه من هناك … إذن ما السبب في سكوت الحمداني و عدم التعليق أو الإشارة الى زيارة العامري و المهندس الى مدحت المحمود و هو لم يتوقف عن المطالبة بازاحة المحمود عن القضاء … السبب ، و هذا رأي شخصي طبعا ، هو الخشية من انتقام ميليشيات العامري و المهندس الايرانية من كادر البغدادية العامل في العراق… و هناك سوابق عن تعرض كادر البغدادية للإغتيال ( اطلاق الرصاص على الاعلامي عماد العبادي ) عدا تعرض مكاتب القناة للإغلاق بين فترة و اخرى … أو إقتحامها و تدمير محتوياتها و غير ذلك من انتهاكات … و عندما يطالب الشعب باقالة المحمود لدوره المخزي في خراب البلد … فمن الطبيعي أن كل من يدافع عن المحمود يضع نفسه في خانة اعداء الشعب … و لا و لن يختلف اثنان على هذه الحقيقة … و هذه الزيارة المشؤومة للمحمود لا تشكل مفاجأة … المفاجأة تكمن في التوقيت و العلنية و الصلافة … بعد ان أصر الشعب على قلع المحمود من كرسيه … فسارع المنتفعين من حماية المحمود الى طمأنته بأنه باق في منصبه و انهم سيضربون كل من يحاول ازاحته … و هم في الحقيقة مرعوبين من خسران نفوذهم بزوال المحمود قبل أي شيء آخر … و الكثير من العراقيين كان مخدوعا بإن العامري كان يحارب دفاعا عن الشيعة … و هذه الزيارة كشفت بما لا يقبل الشك ان العامري ليس مع الشيعة بل ضدهم … بدليل ان المحافظات المطالبة بقلع المحمود محافظات شيعية .
لا عتاب و لا لوم على الحمداني لعدم التطرق لهذه الزيارة ، رغم انه أشار اليها بشكل غير مباشر ، أو قل مباشر ، عندما أكد على إقالة المحمود مباشرة بعد الزيارة موجها رسالة ضمنية ذكية للعامري و المهندس دون ان يذكر اسمائهم ، و لو كان قد ذكر الأسماء فمن المحتمل ان يتعرض كادر البغدادية داخل العراق للإغتيالات … و ما أسهل ذلك عند المليشيات الايرانية التي يغمض حيدر العبادي عينيه عنها … و لا يزال حادث تعرض دار الاعلامي نجم الربيعي لإطلاق نار قبل أيام طريا في الذاكرة … و واقع الحال يشير الى أن هذه المليشيات قد بدأت حملة التصفيات الجسدية تجاه رموز الثورة العراقية … حيث قتل لحد الآن تسعة من هذه الرموز … شهداء سيذكرهم و يخلدهم التاريخ … في ظل صمت حكومي مشين … يا سيد واثق الرماحي علينا ان ننظر لصورة ما يجري بالكامل … لا أن نركز على جانب أو زاوية و نترك بقية الصورة … وإن كانت الناس تمدح الحمداني أو الدكتور عون الخشلوك فهذه ليست بالمسألة المهمه و لا تستحق التوقف عندها … و الناس المبتلين بألف بلوى و بلوى غير مصدقين ان هناك قناة فضائية اعطتهم فرصة مفتوحة لعرض بلاويهم و مشاكلهم على الحكومة … و لكي يسمعها ايضا ملايين العراقيين … و اذا كان ٩٠ بالمئة من القدح مملوء فلماذا نركز على ال ١٠ بالمئة منه ؟
السيد واثق الرماحي ، من خلال اطلاعي على آرشيفك في موقع ” كتابات ” المحترم عرفت بانك قد كتبت ما يقارب ١٤٥ مقال ، وهذا يعني انك مهتم و متابع و حريص على متابعة الشأن العراقي بدليل عدد مقالاتك ، و نحن جميعا ككتاب تحصل عندنا بعض الهفوات عند تناول هذه القضية أو تلك ، فالكمال لله وحده ، و ذلك لن يقلل من سمو الهدف و صدق المقاصد في ما نكتب ، و الغرض من كتابتي لهذا المقال هو لتوضيح ما قد يلتبس على القاريء من فهم لسبب او لآخر ، و ليس الغرض هو مدح انور الحمداني أو البغدادية ، رغم انهما يستحقان المديح و الثناء ، و العبد لله قد كتب مقالين قبل أشهر في موقع ( كتابات ) موجها النقد فيهما للبغدادية في موضوعين مختلفين يمكنك قرائتهما ان احببت ذلك.
اخيرا … شكرا لك لقراءة المقال … مع خالص الود .