وعمّار هو عمّار بن عبد العزيز بن السيد محسن الحكيم، الذي افتى بوجوب دفع الخمس لياسر عرفات من اجل تحرير فلسطين، والايجة هي المرأة المتزوجة التي تعدت الثلاثينات او الاربعينات، فصب جسدها ونضجت مفاتنها، وصارت باللهجة العراقية ( ايجه)، ولم اعثر لهذه المفردة عن جذر لا في السومرية ولا في الآشورية ولا حتى في اشعار عبود الكرخي، وعائلة الحكيم هي من العوائل العريقة، وقد اعطت الكثير من الشهداء، حتى يقال انهم تجاوزوا ال( 65) شهيداً، اتذكر منهم اثنين اثروا بي، اولهما السيد مهدي الحكيم، وقد جاء الى مدينة الثورة قطاع 55 ليفتتح جامع السبطين، فهرولت بدشداشتي المقلمة والتراب الذي يعلو وجهي ويدي، وفمي الملطخ بالمرق، واتخذت مكاني في طابور كبير.
لم ادرٍ ما الامر، انا كنت طفلا لا اتجاوز السابعة من عمري، ووجدت الناس قد وقفوا في طابور كبير، شيبا وشبابا، يصل طول الطابور الى اكثر من 500 متر، المهم بعد عناء اكتشفت ان الامر لا يعدو عن تقبيل يد السيد، ولم يعد لي مجال للانسحاب، فانا كنت اخجل ان اقبل يد ابي، فكيف بتقبيل يد انسان آخر، واستمرت لدي هذه العادة، اكره تقبيل الايدي، المهم قبلت يدأً بيضاء ناصعة وجميلة وانصرفت، لم يتقزز الرجل من ثيابي المتسخة والتراب الذي كان يغطيني.
اما الثاني فهو السيد محمد باقر الحكيم، بكيت كثيرا لاستشهاده، لانني علمت من خلال حربه مع صدام، انه رجل ثوري، ومات ميتة قاسية جداً، مما اثار شهيتي بالبكاء، وانا اكتب ترددت كثيراً، خوفا من ان يحسب المقال ضدي وليس لي، لكنني بكل صراحة، لا ارتاح لعمار، كما لم ارتح لوالده عبد العزيز لمطالبته بالفيدرالية، وهذا الامر لايجعل مني بذيئاً اتهم الناس بشرفهم كما فعل بعض المتظاهرين، حين رفع شعاراً كبيراً ونادى بصوت عالٍ: عمّار ابو الايجات، من حيث اعلم ان فاقد الشيء لايعطيه.
هل هي مثلبة ان يحب عمار الايجات، وهل هو رئيس جمهورية قام بتعيين ابنته في مكتبه، وهي متزوجة في لندن، ام هو رئيس وزراء، ام هو وزير، الرجل لايمتلك منصبا في الحكومة، وحتى وزراءه لم تثبت ادانتهم في شيء حتى الآن، ما اريد ان اقول، اننا ربما حملنا فشلنا معنا، وهذا الفشل ينبع من لافتة او تصرف اواهزوجة، وعلى تنسيقيات التظاهرات ان تمنع البذاءة، وكيل التهم المجانية، كونوا متحضرين
وطلاب تغيير، ولا تسلكوا سلوك الصحف الصفراء، انا اعرف احد المتظاهرين، بل ممن يشرفون على التظاهرة، هذا الرجل صرح لي بعد جلسة ليلية انه يحب الفتيات الصغيرات، وانا اعتقد انه حق من حقوقه، بالرغم من انه نيّف على الستين.
اضف الى ذلك بعض اللافتات التي تحمل العجب، وجدت رجلاً مسناً، يضع العقال والكوفية، ويحمل لافتة كتب عليها: (ياحكومه اريد اتزوج)، اما اللافتة الاخرى، فكانت: ( ياحكومه خلصونه من ام عباس الحاروكه، تره طيحت حظ المنطقه)، لا ادري كيف يصبر البعض ويصمت امام هذه المهزلة الكبيرة.
مهزلة الشعارات غير الموجهة، والتصرفات غير المنضبطة، نحن نعلم ان كل مايقوله الشعب هو صحيح، لان الشعب حين يجمع على امر، فمعنى هذا انه وصل الى مرحلة خطيرة لم تعد معها اساليب العلاج البطيئة كافية، والامر ينذر بالثورة العارمة التي من الممكن ان تجتاح البلاد، لكن مع هذا علينا حين اخترنا ان الكلمة سلاحنا، فعلينا ان نختار الكلمة المؤثرة والمهذبة ونبتعد عن شعار، عمار ابو الايجات، او عمار جبنالك حلو.