5 نوفمبر، 2024 6:19 م
Search
Close this search box.

حيدر العبادي الرجل المناسب …في المكان غير المناسب‎

حيدر العبادي الرجل المناسب …في المكان غير المناسب‎

لقد تعاقب على العراق رؤساء وزارات مختلفين ، وكان لدى اغلبهم كاريزما ومواصفات قياديةتمكنهم  من ادارة شؤون الدولة . والعراق دولة معقدة بتركيبته العشائرية والاجتماعية والنفسية  .وقد رأينا رؤساء وزارات عديدين مثل نوري السعيد وفاضل الجمالي وصالح جبر وتوفيق السويدي واحمد حسن البكر وناجي طالب  .. وبعض رؤساء الوزارات لم يلبثوا الا فترة قصيرة لعدم استطاعتهم المسك بزمام الامور التي تفلت بين فترة واخرى .    واذا ما قارنا السيد حيدر العبادي بهم فأننا لا نريد ان ننتقص من شخصيته ،  فهو رجل متعلم وحاصل على شهادة عليا من دولة متقدمة ، وربما كان جيدا بعمله كمهندس .  ولكننا نستطلع شخصيته لمعرفة عما اذا كان يستطيع قيادة هذا البلد في مثل هذا  الظرف  العصيب ام لا .  ومن اولى الاعراض التي ظهرت عليه ( ان صح التعبير.  )  بعد توزيره انه غير صاحب قرار وانه متردد وهذه صفة تتعارض تماما مع مواصفات القيادة الادارية اوالسياسية .  فالقائد الاداري او السياسي  يتوجب عليه اتخاذ قرارات لتسيير امور الادارة ، بل ان من اولى مهمات القائد الاداري او السياسي هي اتخاذ القرارات . لان ادارة الدولة عبارة عن مجموعة مشاكل انية او معقدة بحاجة الى اتخاذ القرار لحل هذه المشكلات . وعلى ما اعتقد فان السيد العبادي ليست لديه القدرة على اتخاذ اي قرار فاعل ، اما لعدم الثقة بنفسه او الخوف  من الفشل . وعلى ما اعتقد ايضا فهو قد دخل بالمسلك المتدين ليكون اتكاليا مع ان الدين قائم على مبدأ اعقل وتوكل .   .ويضاف الى كل هذا التراكمات الاجتماعية  من المبالغة بمبدأ التقية والخوف من الاخرين والتي تنطبق عليه اكثر مما تنطبق على غيره . وهو من المؤمنين بمبدأ  الوقوف على التل اسلم ، مع ان العراق يمر بمرحلة الغليان ولا يكفي اتخاذ القرارات العادية فقط وانما ينبغي اتخاذ قرارات جريئة وفاعلة .     فكيف يمكن ان يحل مشكلة الحكم الذاتي مع المركز     . ومشاكل تصدير النفط وكيف  يستطيع   التوفيق بين الحشد الشعبي والجيش وهناك ميليشيات اخرى تعيث في الارض فسادا .   ثم كيف يستطيع الموازنة بين التدخل الامريكي والتدخل الايراني في العراق ويضاف اليها اياد تركية وقطرية وسعودية تنغمس بهذا الواقع المعقد والمتشابك من المصالح البركماتية والانانية للدول المحيطة والكبرى.   .     ومشكلة الفساد السياسي والاداري  والتوفيق بين مصالح فئات وطوائف الشعب المختلفة .  والتوزيع العادل للسلطة والثروة
           ان السيد العبادي كانسان لا غبار عليه من جميع الوجوه ولكن ان يكون رئيسا لوزراء العراق في هذه المرحلة المصيرية التي يتهدد فيها وجود العراق شعبا ووطنا ويتعرض مواطنيه لشتى صنوف التعذيب والتهجير والبطش والفقر من جهات متعددة ليس لديها اي رحمة او دين وتجردت من الانسانية.     ،فهذا امر يصعب عليه كثيرا ولا يستطيع احد ان يطالبه باتخاذ قرارات فاعلة لانتشال العراق من هذا المستنقع الذي اوقعنا فيه  الاعداء والاشقاء .  وعلى المنتفضين والثائرين الكف عن مطالبته بالاصلاح .       اصلاح ماذا واين ومتى     .     .       ولما كان غير قادر على كل هذا فأنه يتوجب عليه العودة الى العمل الوظيفي  الذي كان يمارسه        ،   والعودة الى اتكاليته. لعدم قدرته على ادارة شؤون الدولة  ..حيث ان العراق اليوم احوج ما يكون الى جنرال مثل سوار الذهب في السودان عندما وضع البلد في نصابه الخقيقي انذاك . اننا فعلا بحاجة الان الى جنرال عادل وقوي ليعيد وضع القطار على السكة  . وان لدينا ما يكفي من الشخصيات الممتازة للاضطلاع بهذا الدور .  ولكن ذلك بحاجة الى موافقة الامريكان بالدرجة الاساس لان مثل هذا الجنرال يحتاج الى      القوة . حيث ان الحكمة والعدالة بحاجة الى من يحميها ويفرضها على اولاءك الذين لم يرعووا في الاستهتار بمقدرات الشعب .
        وفي انتظار فجر جديد سنظل نتظاهر وننتفض  بل ونثور  اذا ما اقتضى الامر ذلك.  . فنحن شعب ثائر على مدى التاريخ.

أحدث المقالات

أحدث المقالات