لم يمتلك هذا العالم شعب تطلع للتخلص من طاغيته كما تطلع الشعب العراقي للتخلص من صدام حسين المجرم ، فتخلص هذا الشعب من صدام وبعثه الظالم كانت الغاية التي يتطلع لها كل مواطن عراقي عانا من ظلم هذا الدكتاتور ، فلم يفكر هذا الشعب بما يقوم القادة الجدد من فساد إداري أو بما تقوم به التنظيمات الإرهابية من قتل وتدمير ، لأن المهم والأهم كان التخلص من صدام وبعثه الجائر مع توفر الأمن وبعض الخدمات والحريات الشخصية ، ولكن بعد مرور هذه السنين الطويلة من حكم القادة الجدد وما رافقه من فساد إداري نتج عنه إفلاس الخزينة وترهل في جميع مفاصل الدولة العراقية وإنعدام الخدمات بشكل كامل بالإضافة الى إنتشار الإرهاب بشكل مخيف في أرض العراق مما دفع المرجعية الرشيدة المتمثلة بالسيد السستاني أن تواجه الإرهاب بفتواه المقدسة الجهاد الكفائي ، وفي كل هذه الظروف والسياسي العراقي لم يفكر ولو للحظة بمصلحة هذا الشعب المظلوم الذي قدم التضحيات الجسام من أجل التخلص من طاغية العصر ، ولكن هذه القيادة كان كل همها الحصول على المكاسب الشخصية والحزبية ولم تقدم اي حلول أو مواقف حقيقية لكل ما يعاني منه شعب العراق من إنهيار الحالة الأمنية أو سوء الخدمات بل الذي يتحمل كل المعانات هو المواطن العراقي فقط ، وأما المسؤول ففي حياة أخرى من ترف وسفرات سياحية ومشاريع شخصية في مختلف بقاع العالم ، وبقى المواطن العراقي مابين الإرهاب وفساد القيادة فهذا يقتل ويذبح ويحرق ويدمر وذاك يسرق ويفسد ويعذب ، فصبر هذا الشعب كثيراً لعل هذه القيادة تفكر في أمرها ويحركها ضميرها فينتابها الندم وتعود الى قواعدها الشعبية التي كانت تنتظر منها الكثير ، ولكن دون جدوى كأن الرحمة قد أنسلخت من قلوب هذه القيادة فلم يبقى فيها إلا الغرائز السيئة كالأنا وحب الذات والملذات والوجاهة هي التي تحركها وتقود زمام عقلها ، وعندما علم الشعب أن هذه القيادة لا يمكن لها أن تصحوا وتقود المسيرة الى بر الأمان مع غياب المؤثر الحقيقي على هذه القيادة أنتفض وخرج الى الشوارع بمظاهرات عفوية سلمية رافعة شعارها الأول حب العراق وشعبه ، فالذي دفع هذه الجموع الى الشوارع أعمال القيادات الفاسدة التي يرفضها كل إنسان حر ويتطلع الى حياة حرة كريمة.