في الوقت الذي اعرب الجميع عن مفاجاته باعتذار المدرب الاجنبي جمال حاجي عن تدريب المنتخب العراقي بعد حضوره الى بغداد حسب الاتفاق والتوقيتات المتفق عليها مع اتحاد الكرة؛فان الشخص الوحيد الذي لم يفاجأ بهذا الحدث هوالكابتن كريم صدام .فقد كان يعرف ذلك قبل وقوعه .
ففي احدى الحلقات الرمضانية التي كانت تبث من قناة الاتجاه والتي خصصت لمناقشة القضايا الرياضية وبحضور الكابتن كريم صدام والكابتن حكيم شاكر والكابتن رياض عبد العباس واحد الصحفيين الرائعين في ارائهم والذي للاسف لم يحضرني اسمه الان؛سأل المقدم الكابتن كريم صدام في نهاية البرنامج عن رأيه في المدرب جمال حاجي فاجاب واثقاً كأنه يتحدث عن فيلم سينمائي سبق له مشاهدته قال بالحرف الواحد سيعتذر المدرب وسيعود الاتحاد الى المدرب المحلي وسيكون الكابتن حكيم هو الاقرب لتدريب المنتخب.
مع ان راي الكابتن كريم صدام كان مفاجئا للحاضرين والمشاهدين على حد سواء الا انني سرعان ما اقتنعت به وسألت نفسي على ماذا بنى الكابتن كريم صدام رايه هذا؟ولم اجد اية صعوبه في الاجابة…. في لحظة وقفت امامي اسباب كثيرة لعل اولها وضع البلد الذي نحاول ان نخفيه على الاخرين او ان نقنع الاخرين على تقبله بأي شكل من الاشكال في انه وضع طبيعي .
وايضاً الواقع الرياضي وتدني كل شيء فيه فالرياضيون ماعادوا يقبلون بأي شيء ولديهم الاعتراض حاضر وجاهز على اي شيء وكذلك وجدت ان امانينا واحلامنا اكبر بكثير من افعالنا وتخطيطنا فنحن اصبحنا نحلم ونتمنى اكثر مما نعمل وهذه مسألة خطيرة …وتذكرت اننا استطعنا اقناع الكابتن اكرم سلمان من تقديم استقالته مجبرا ليعود من حيث اتى.فكيف لنا لانهزم المدرب الاجنبي ..اسباب كثيرة وقفت امامي في لحظة استماعي لرأي الكابتن كريم صدام ومن بينها وقوف عدد كبير من المدربين المحليين من الشباب والكبار في السن والصغار ايضأ وجميعهم يحلم بتدريب المنتخب بعيدا عن مسيرته وخبرته في التدريب …فكل منهم يجد في نفسه الأفضل والاحق في تولي هذه المهمة وفي حالة عدم ترشيحه فانه سيكون من المهمشين والمظلومين والمحاربين .
ورغم ان اعضاء الاتحاد قد جاءوا عن طريق الانتخابات ويفترض في هذا ان يعطيهم القوة في اتخاذ القرارات الا انهم وللاسف اضعف ما يكون,ولعل القوي من بينهم سرعان ما يحارب ويبعد لأي سبب ؛ولشدة ضعفهم وحيرتهم راحوا مع مسألة اختيار مدرب الاجنبي وهم غير مقتنعيين بذلك ولكن لكي يتخلصوا من مسالة اختيار مدرب واحد للمنتخب من بين طابور يضم اسماء معروفة مثلت العراق ورفعت علمه واسمه ولكن ليس جميعها يصح لتدريب المنتخب …وهكذا راى الاتحاد ان
افضل طريقة للتخلص من هذه الازمة هو اختيار المدرب الاجنبي…اسباب كثيرة اخرى وقفت امامي لحظة استيعابي لرأي الكابتن كريم صدام لعل من بينها المنافسة غير الشريفة بين المدربين والمشرفين والتي طفح على السطح منها ما حدث في اختيار حارس مرمى للمنتخب …وقبلها اختيار مستشار او مدرب مساعد او اي شخص لاية مهمة وباية تسمية!! اشياء غريبة تحدث في الرياضة اليوم وقد سبق لنا وان قلنا ان المشكلة وصلت الى الاخلاق الرياضية التي اصبحت في خطر كبير؛والأخطر من ذلك نرى الجميع يتحدث مهاجماً ومدافعاً ومحرضاَ تحت شعار(العراق)ورفع اسم العراق وعلم العراق.واذا كان توقع الكابتن كريم صدام قد اصبح حقيقة في جزءه الاول وهو اعتذار المدرب الاجنبي فانه لم يتحقق في جزءه الثاني وهو تكليف الكابتن حكيم شاكر بتدريب المنتخب ولهذا الموضوع حديث اخر.