17 نوفمبر، 2024 9:43 م
Search
Close this search box.

صناعة الحوار في.. (حافة كوب ازرق) للشاعر مقداد مسعود

صناعة الحوار في.. (حافة كوب ازرق) للشاعر مقداد مسعود

2- 2
أن صناعة الحوار مع الاخر : .الاخر /الند:الاخر/المثال:الاخر/ القسيم.يمثل جانبا مهما من تجربة كتابة القصيده لدى مقداد مسعود.ووجود الكائن المهم /الكائن القلق لم يكن حاله تزويقيه للنص الشعري بل أن الشعر ذاته يعتمد في كل رؤيته على موقف هؤلاء الانداد من الحياة والكون حيث اللاتوافق بين الانسان المتمثل بالشاعر وجنوده من جهه والحياة برمتها عامة وخاصة من جهه أخرى .القارئ سوف يجد نفسه وسط مجموعة شعراء وأنداد سيجد نفسه بين سركون بولص /المتنبي /ويتمان/ادجارالان بو/السهروردي/مندلستام/زينون/ميرسيا دينسكو/…..الخ أن علاقة مقداد مسعود بجنوده لم تكن علاقه فرديه أن قصيدة الشاعر تعمل على صناعة نسيج حياتي يكون مركزه وحوافه/لمحيط جنود المعرفة حتى يتحول الواحد الفرد الى جمع /كل

**

مقداد مسعود ( في حافة أزرق) يكتب قصيدة نثربعيدة عن مرجعيات سواه قصيدة قد تضع المنجز الابداعي الاخر أمام عينيها ولكنها لن تتخذ منه مثالا تحتذى به ويتعكز عليه جيش من الشعراء والمبدعين كل له منجزه ولمقداد مسعود منجزه كذلك .

(6)

هل من الممكن أن تشكل الاسئله بمجموعها المائة والخمسين أو كثرمن ذلك كل هموم الشاعر وكل مالديه من تساؤلات أستطاع أن يطلقها عندما وجد نفسه الوحيد جمعا بين مجموعة من الاصدقاء والرفاق في قصيدة ليلة مندلستام / ص171

يجد الشاعرمقداد مسعود في الشاعرالروسي مندلستام أكثر من رفقه أفكارومعتقد أراء وجد فيه الشاعر والانسان والكائن البشري الذي لم يستطع الجوع والرأي الشاطب أن يدمر الروح /الشعر وان أستطاع يدمرالجسد

(من أجل مسرات خفيفة النبره أتنفس

من أجلها يواصل صفيري تخصيب الظلمة

: بضوء الاشرعة/ ص179)

**

مقداد مسعود صانع ماهر للنص الشعري فالقارئ المعاصر أستقبل الكثير من النماذج وضمن تجارب متميزة والتي تشكل حالة إقصاء وأزاحة للنمطية . لابد لهذا القارىء من ان يحاكم نماذج الشاعر وفق رؤية مختلفة .تعتمد البحث عن الإزاحات . ان التطعيم / التهجين الذي يتبعه كنسق يقترب من القانون – نسق غير مدّمر – يشكل الكثير من الفعل الفردي . الذي قد يذهب بالقارىء

بعيداً نحو الغاء قناعات القراءات السابقة . بل ان المغامرة / مركب المغامرات الذي يتخذ منه الشاعر سرجا .يشكل الأكثر من جينات النص ..القارىء لابد له من ان يضع يده على مايمكن ان يسمى نصا شعريا على الرغم من أنه لم يعلن عنه كمادة شعرية . بل كان مادة ً تقف خارج منصة

الشعر وضمن مادة الفهرس وأعني به (فهرس أول)..أنا شخصيا بأستطاعتي ان أعتبر (فهرس أول) نصا شعريا وبأمتياز..لقد استطاع مقداد مسعود ان يكتب نصاً. لم يكن له وجود في حساباته كشاعر وماكان يشكل خطوة في التجريب .انه محاولة تجريبية قراءاتية ..هذا الموجّه بأمكان القارىء ان يجد له أوليات / وجود سابق يتمثل ببعض التعريفات / البؤّر الموجودة ،ضمن النصوص السابقة، أعني مجموعته الشعرية..(بصفيري أضيء الظلمة واستدل على فراشتي)

فالمتابع لكتابات مقداد ،لابد له من ان يمتلك كل الحق في تحويل المادة / اللغة ، الصورة/ الرؤية

…الى شعري..

والقليل الذي لايشكل مساحة بينة / علامة فارقة والذي قد لايلفت نظر أحد إلاّالمهتم بالشأن الشعري هذا القليل من الابداع سابقا. كفعل نائم من الممكن ان يتحول الى قانون راسخ بمقدوره ان يبسط سلطانه على طول القصيدة وعرضها.. فصاحب حافة كوب أزرق : شاعر غير منتج للضجيج قد لايلفت النظر ولايثير انتباه لدى اللاقارىء . انه لايتوقف عن المغامرة وعن انتاج الخرافة ودفع القصيدة الى ان تستثمر كل مايدور حولها من حيوات . وإذا كان التجريب والتغريب قد يتحولان في الكثير من الاحايين الى نوع من الحشو واللامعرفة وضمن افعال غير مقصودة فأنهما اعني التجريب والتغريب ،يتحولان على يد شاعر مقتدر متحرر وباحث الى الكثير من القصدية .

( ومن أشرعتي يتدفق نهري لن يطمثه

زنجار الفلكيين

على حافة كوبي الازرق أراني

ملعقة ً من فضة .محكومة بالموازنة القلقة

هل الحياة ماء في صينية في فوضى السوق

نحملها بيدين مقيدتين بالحرية

صعودا الى جبل سنام / ص203)

ولأن القصيدة لدى مقداد : نص مفتوح .نص غير معني بصناعة النهايات أو الإلتزام بالغرض وان هذا النص بأمكانه التحول والأختلاف وعدم الألتزام بنسق سابق .فأن القصيدة هذه تعمل على تشكيل بنيتها من تعدد الكتل الشعرية / المقاطع أومن تعدد القصائد داخل القصيدة الواحدة.ان محاولة الكتابة فعل لايتخلى عن حراك ما. إلاّ بعد ان يتأكد من وجود حراك آخر لذلك فسوف نرى الشاعر وكذلك القصيدة غير ملزمين بالتوقف بل انهما ملزمان بالتواصل ومنظومة التواصل لاتحدق خارج النص .بل تنمو وسط فضاء النص المفتوح والذي يتخذ منه الشاعر منصة للقفز الفراغ / المكان.. الحجر. وليعلم القارىء ان (الحجر) هو أول دواوين الشاعر اوسيب مندلستام

صدر1913 ..والشاعر مسعود يتخذ من القفز الى القصيدة : خط شروع الكتابة وما ان يكتمل الفراغ حتى يكمل الشاعر فعل الكتابة متخلصا من الجاهز..منتظراً مايتشكل في طور التكوين / المستقبل . لذلك فهو بحاجة لكل ذخائره .لكل ماينتمي الى البوصلة من وعي وادراك ومعرفة وحلم ومخيال ومن قدرة على الانتقاء والفرز ومن قدرة على الحذف والتبديل والتعويض فلا اكتمال لنص شعري ما. وما من شاعر بقادر ان يقول كل مالديه لحظة يريد فالذاكرة لاتمنح خزينها لصاحبها مرة واحدة ولاعاشرة .فلابد من وجود شيء مافي قاع البئر/ الذاكرة .وعلى القارىء ان لايتوقع وجود نهاية خاصة للقصيدة .أو ان الشاعر بأمكانه ان يطلق كل مالديه مرة واحدة والى الأبد ، متخلياً عن المستقبل .لأن الحياة ذاتها لايمكن استنفاذها من خلال جيل أو حضارة .من خلال ثورة أو أنقلاب أو شطب فتجدد الحياة الذي يتم على ايدي المنتمين اليها يتطلب ثقافة متجدة تنتجها مدينة جديدة واناس جديدون..هكذا تتوالد الحيوات ومعها ماتنتج من مدينة وثقافة وحضارة..

(7)

قصائد حافة كوب أزرق ، لاتشتغل ُ على صناعة الرمز .وكذلك كان الشاعر لايعمل على تشويش ذهنية القارىء ،بل ان كل عمل الشاعر في القصيدة، ينصب على صناعة الصورة، صناعة اللغة،الشاعر يعود الى لغة الأسماء الجميلة والهادئة ، لا الى لغة الافعال المركبة الضاجة بالحراك وفعل الدراما ،لذلك سيجد القارىء ان قصيدة الشاعر : قصيدة بسيطة رغم فوضى الشخوص . قصيدة خالية من الصراعات الشاطبة .حيث تتوفر بشكل شامل الجملة الاسمية .وإذا ماتوفرت مجموعة أ فعال فهي لاتنتمي الى الشطب أو التغيير بقدر انتمائها للسكونية. حيث يتحول القلق الى مادة اثرية غير فاعلة :

(مع الطيور أقتسم :

*البهجة والغضب…

*غدد إنتاج الخلايا…

*الهرمونات الجنسية…

*الخوف والنشوة…

*رؤية اللون وأستعماله..

ليس لديها ذاكرة..

: بوصلة ٌ توصلها الى سريرها الشجري../23)..

ان النموذج أعلاه هو حالة واضحة، لأعتماد الشاعر على الإسم .أو المفردة غير المنتمية للفعل في صناعة الشعر. هذا النموذج هو جزء من قصيدة بعنوان (سيرة غير شخصية /ص33) يتكون هذا النص من (250) مفردة – وأسم فعل ، حروف واسم اشارة متميز، عدد الأفعال لايشكل أكثر، بل أقل من (24) فعلا، أي ان الفعل لايشكل من بنية النص سوى اقل من 10%

وهناك العديد من النماذج التي تتوحد مع سواها. تتشكل القصيدة الأسمية حيث تحتاج الى فضاء من

الغرائبية والى كم هائل من المخيلة البريئة من أجل اقناع القارىء بأن الذي بين يديه نص شعري ينتمي الى المغايرة.. ان نصوص – حافة كوب أزرق – مدونات تعتمد على الدراية والمخيال والمعرفة، أكثر من أعتمادها على السليقة أو الموهبة .أي أنها صناعة لتراكمات استطاعت عبر قداحة غير واقعية ان تنتج حريقا هائلا قُدّر له ان يكتسح جمودية الكثير من مفاصل اللغة وان يطيح بالخوف من أن تتحول هذه التراكمات الى ماينتمي الى الثرثرة والكتابة العشوائية أو الى محاولة أستغفال القارىء والفعل الشعري. فما يكتبه الشاعر لاينتمي الى الرسائل المعنونة / الشخصية .بل انه يكتب الى المجهول القارىء غير المتعارف عليه.

**

في صفحة الفهرس ص211 سيجد القارىء ان هناك أجنحة لأماكن .ومن الممكن ان يعيد تلك الاجنحة الثلاثة الى انتماءاتها .وهذا مايجب ان يحدث .هذه الأجنحة لاتخرج في أمتداداتها عن : النبات والمكان والإنسان وسيجد القارىء ان هذه الامتدادات تبدأ ب :

*الجناح الثاني / كلوروفيل

*الجناح الثالث/ الصحراء ترجمان الشجرة

*وأخيرا الجناح الاول : الجياد في عروجها

وإذا كان الكائن النباتي يشكل فضاء الشعرية في الجناح الثاني فأن الكائن المكاني هو الذي يشع بضوئه ومتاهته على النص الشعري في الجناح الثالث ليجد الكائن الحيواني/ البشري أولاً والكائن الشاعر ثانياً وجودهما في الجناح الاول ، عبر هكذا تشكيل قصدي يتحرك الشاعر، ليقول بعض مايريد قولهُ : فاضحاً وكاشفاً ومبيناً مانحاً اللغة والأشياء مَن كان أولاً ومَن سيكون مِن بعد .مانحاً مايحيط به روح المغامرة وقدرة المختلف على صناعة الجمال ,

**

ربما تشكل الكتابات الحديثة – في السرد – الشيئية والأنسنة – مجالا خصباً للكتابات التراثية .او جزء منها – فالمتابع للأ دب العربي – الشعر والحكاية – كما هي الحال في ترجمة ابن المقفع لسرديات كليلة ودمنة – سوف يجد الكثير من شخصيات السرد لا تنتمي بالضرورة للانسان . فقد حفلت القصائد التي كتبها الشعراء الاوائل بالكثير من الحيوانات التي يستحضرها الشاعر ليحاورها وليتحدث عنها .واصفاً وكاشفاً كما هي الحال مع الخيل والذئاب وسباع الصحراء .ومن الممكن ان يسترجع القارىء الكثير من الآيات القرآنية التي تدور حول مخلوقات حيوانية .كالافاعي والنمل والبقرة والذئب والحوت والكلب والحمار والخيل..وقد أستنطقت هذه النصوص الدينية والدنيوية حيوانات البر كما أستنطقت حجارة الديار..

* مقداد مسعود – يعاود الكرة ويحاول أفعال الآخرين في استنطاق الجنس النباتي .القارىء المتابع قد يجد نفسه أمام شجرة أو وسط غابة .قد يجد نفسه مصاحبا الخلية النباتية الأولى

أحدث المقالات