17 نوفمبر، 2024 8:49 م
Search
Close this search box.

اليزيديون والمسيحيون – بين الاصالة والمعاناة

اليزيديون والمسيحيون – بين الاصالة والمعاناة

ان السرد التاريخي للاحداث التي وقعت لاي تجمع حضاري، بعيدا عن العواطف الظاهرية، وبشكل نزيه وشفاف، ما هي الا الأمانة الصادقة للقلم الحر، وقبل ان ندخل في صلب الموضوع وحسب العنوان أعلاه . لا بد ان نعرف وبشكل مختصر معنى الحضارة ونقول :

فالحضارة : ليست الا ذلك التراكم الكمي لمفردات الحياة اليومية عبر قرون وقرون من السنين، لتجمع بشري في موقع جغرافي معين، تتفاعل قيمه وعاداته ومعتقداته معا . مكونة نمط خاص لحياته، وهو الحاصل الثقافي والاجتماعي والفني والفكري والاقتصادي وغيرها .

ولابد ان نقول، ان الكثير من الباحثين والمؤرخين لحياة الشعوب من المستشرقين الغربيين والمحليين قد تمكنوا من دراسة مخلفات العديد من الاقوام التي سكنت وادي الرافدين (وهو ما يخصنا حاليا) وساهموا بهذا القسط وبغيره عبر مسيرة طويلة لاحداث ذات تاثير مباشر إيجابي او سلبي على مجرى الحياة اليومية المتراكمة. ولابد ان نقول ان الحروب والنزاعات الداخلية والإقليمية وحتى الكونية سابقا ولاحقا كان لها ولازالت تؤدي الى تشتت الكثير من الاثنيات والاقوام او حتى الى اندثارها جزئيا او كليا.

واذا تناولنا ما يهمنا عن اليزيدين والمسيحين حاليا كاقليتين رئيسيتين ولهما جذور مشتركة من عمق التاريخ والمتمثلين بما تبقى منهما كمكونين اجتماعيين وما اصابهما بسبب الاضطهاد والتعسف على يد العديد من الاقوام التي سكنت سابقا هذا الوادي او خارجا عنه، ولا زالت باقية كاكثرية دينية او قومية ولها التاثير الكلي والهيمنة على سير الاحداث والتحكم بها مباشرة والتي أدت الى تهميش او اقصاء ما يسمى حاليا بالاقليات الدينية والقومية، وكأن قيمة الانسان بعدده وليس بجنسه، ومنها نحن المسيحيون بصورة عامة ومكوناتهم الخاصة وذات جذور تاريخية في هذا الوادي (العراق الحالي وامتداده سوريا) كمكون حضاري، هم الكلدواشوريين

السريان ترافقهم أيضا ومن عمق التاريخ، كمكون حضاري اليزيديون فعلا عدا ما يوجد على ارض الواقع كمكونات اجتماعية مهمشة او مقصية ولسنا بصددهم حاليا.

الا ان ما يجب ان نخوض به لهذين المكونين بالذات من العلاقات التاريخية، وما هو فعلا مشترك بينهما في الكثير من الأعراف والتقاليد الاجتماعية وحتى الدينية رغم الاختلاف الحاصل حاليا في معتقديهما وهي :

ان المكون اليزيدي له من المقدسات الأساسية والتي يعتز بها ويقدسها ويحتفل بها سنويا . هو (رأس السنة التاريخية) والتي تسمى باللغة الكردية (سري صال) . سواء يعلم او لا يعلم هذا المكون الاجتماعي ، ما هي الجذور التاريخية لهذه المناسبة واهمية قيمتها لديه . والتي هي فعلا ارث قديم بقدم الحضارة السومرية والبابلية والاشورية والمسمى في العهد السومري (زاك – موك) وفي العهد البابلي والاشوري بـ (اكيتو) والذي كان يتم الاحتفال به وبشكل مهيب منذ اليوم الأول لشهر نيسان من كل عام ولسنا بحاجة الى تحديد عدد الأيام التي يتم بها الاحتفال في هذه المناسبة منذ القدم .

وها هو المكون اليزيدي ذو الجذور التاريخية لازال يقدس هذه المناسبة من كل عام وحسب التقويم الشرقي من شهر نيسان . والتي يتم فيها زيارة قبور موتاهم وتقديم بعض الأطعمة والطقوس الدينية المطابقة للماضي البعيد ولنفس الأهداف الفكرية العقائدية، وهي ترضية لالهة العالم السفلي ليرحموا ذويهم من الأموات ويحرروهم من عالم الظلام الى عالم المطهر كمحطة ثانية الى عالم النور الابدي . ولازالت هذه العقيدة الدينية بجوهرها الفلسفي موجودة وبقدسية خاصة لدى جميع مسيحيي وادي الرافدين من الكلدواشوريين السريان بصورة خاصة . وان غالبية القرى المسيحية في سهل نينوى تحديدا الذي هو الامتداد الطبعي الجغرافي لحضارة وادي الرافدين . والتي أيضا يتم الاحتفال به كعيد يسمى (جمعة الموتى) والذي يقع أيضا في شهر نيسان وتهيأ فيه أقراص خاصة مقلية بالدهن تسمى (جَلِ مزوبي) وتوزع في نفس اليوم على الجيران في كل محلة او قرية وتقام زيارة لقبور الموتى

وتقرأ بعض الصلوات والتراتيل الدينية او ما يسمى (بالمدراش) تيمناً بخلاص ذويهم من نار جهنم وصعودهم الى (محطة المطهر) أيضا وبنفس المفهوم لما هو سائد لدى المكون اليزيدي فعلا .

هناك تطابق تام بين الزي الاشوري والزي اليزيدي للرجال أيضا وخاصة في منطقة سنجار، المتكونة من قبعة مخروطية الشكل والمصنوعة من الصوف المكبوس (كجة) مع الجدائل لشعر الراس لكلا الرجلين والمتدلية على الوجنتين والرقبة، الى جانب القباء الطويل مع الحذاء المصنوع من الجلد (النعال) .

ولا بد ان نضيف أيضا ان كلا المكونين اليزيدي والاشوري سابقا والى الان هم من سكنة المثلث الاشوري، علاوة على التداخل التاريخي لسكنة اقوام كثيرة في هذه المنطقة خاصة ووادي الرافدين عامة من الاقوام الارية – كالميدين والفرثيين والحوريين الى جانب الحثيين وغيرهم، وان النزاعات الداخلية والحروب الإقليمية كانت ولازالت تسبب التداخل القسري لسكنة مجموعة اقوام بصورة وقتية او شبه دائمية في كل بقاع الأرض . ولا يعني هذا ان ماسببته الحروب من هجر اقوام عديدة لمناطق سكناهم الاصلية سابقا وسكن غيرهم فيها . تسقط حقوق كلا الطرفين في الحياة الكريمة والقانونية .

وخير دليل على ذلك وفي القرن الحالي هجرة فصائل كثيرة من الشعوب القديمة لمنطقة الشرق الأوسط عامة وشعوب وادي الرافدين خاصة ومنهم في المقدمة الكلدواشوريين واليزيدين والصابئة والاكراد ثم العرب وغيرهم أيضا بسبب النزاعات الداخلية والحروب الإقليمية المستمرة .

وهناك عامل اكثر مشتركاً بين المكونين لا يقل أهمية من العامل الأول لا بل بنفس القدسية والاحترام والالتزام الشديد . وبالنسبة للمكون المسيحي الكلدواشوريين هو صوم (الباعوث) وهو ثلاثة أيام في شهر شباط الشرقي من كل عام . ولا يوجد في اية بقعة جغرافية خارج وادي الرافدين ولدى المسيحيين او غيرهم ذكر لهذا الصوم . والذي هو منسوب الى النبي يونان، ولدى المكون اليزيدي تسمى هذه

الأيام الثلاثة أيضا بصوم (العامة) وهو أيضا يقع في اول كانون الأول للايام – الثلاثاء – الأربعاء – الخميس – ضمن التقويم الشرقي وهو فرض على المكونين صيامه كبيرا وصغيرا وحتى الحيوانات أيضا .

ولا بد من العودة الى الميثلوجيا الرافدينية والتي تقول ان الاله (نابو) هو نفسه (الملك طاؤوس) وحتى بعض المصادر تشير ان تموز او ديموزي محبوب عشتار هو نفسه (طاؤوس الملك أيضا) .

مقارنة بسيطة بين ما هو سائد لدى المرجعية الدينية للكنيسة الشرقية وما هو ممثل في الديانة اليزيدية كمرجعية دينية ودنيوية الى هذا اليوم ولا اعتراض على قراراتهما .

وكلا المرجعيتين الدينيتين يمثلان المركزية التاريخية لمكونيهما الاجتماعي من عمق التاريخ أي ان جذورهما مشتركة عقائديا واجتماعيا .

وقبل اكثر من 1400 عام.

فهناك وثيقة تاريخية بخصوص التداخل الجذري المشترك بين المكونين المسيحي واليزيدي والتي تقول:-

في عهد الخليفة عمر بن خطاب , وفي عام 20/هـ . واثناء الفتح الاسلامي . ولى القائد عتبة بن فرقد السلمي على منطقة الموصل. وبعد ان دخلها , وجد فيها ؟ إنها تتكون من ستة (سناجق) أي مقاطعات جغرافية سكنية. ومنها منطقة المرج الواقعة الى شمال شرق الموصل. وكانت تضم بعض القرى القديمة ومنها باعذري وجتون وحيالة وغيرها. وكان هذا الموقع – أي – السنجق – يسمى – بـ (داسين) وسكنته من اليزيديين الحاليين .

ولابد ان ندعم هذا الموقع التاريخي والجغرافي وتسميته المذكورة .بان هناك في الجهة الشمالية الغربية لقرية القوش القديمة, وضمن مسطح جبلي مكشوف وشبه بيضوي, حفرة كبيرة وبأبعاد تقريبية هندسية 0/5X85/4م . حسب القياسات الحالية. وتعتبر هذهالحفرة مع مسطحها الصخري بقايا معبد لاله (داسن) أي القمر وهو معبود القرية منذ العهد الاشوري القديم.

وكان الكاتب ادمون لاسو وقبل اكثر من خمسة عشرة عاماً قد نزع الاتربة الاثرية الزاحفة عليها وعلى ماحولها.

والى جنوب هذا المعبد مباشرة تقع محلة قديمة وباسم (محلة سينا) وكما ان هناك بعض القطع الزراعية الصغيرة والتي تقع الى جنوب شرق البلدة القوش الحالية. والى الان تسمى (بي سينت) أي جمع سينا. ويعتقد انها كانت وقفاً للمعبد المذكور ايام زمان.

والسؤال الذي يطرح نفسه وبألحاح :-

هو هل هذا التداخل التاريخي بين المكونين سابقاً عقائدياً وحالياً جغرافياً, هو بدون جذور تاريخية؟

علماً أن أهل القوش, منذ القدم والى اليوم يسمون المكون اليزيدي بـ (دسناي) فقط ؟

ومن الارث التاريخي الاجتماعي المشترك بين المكونين المذكورين :

هو ان العروس كانت تنتظر قدوم عريسها وهي قابعة في زاوية معينة من غرفة ما . تفصلها قطعة قماش سميك – كشر- لفراش العروسينعن باقي اجزاء الغرفة . وكان يتم ذلك من قبل الرجل الدين المسيحي الى ما قبل عدة عقود مضت . وكان يسمى ذلك – قطارا كنونا . (ربط الستار) وشرايا كنونا اي حل الستار . (وغالبا كان يستعمل إمَّا – كالا- او جاجيم . وكان هذا التقليد كما مذكور موجودا لدى الديانة اليزيدية نصا وروحا فعلا ويمتد هذا الارث من ايام الملك كلكامش . وكان – الستار – عبارة عن شبكة تعقد امام فراش العروسين كما ورد اعلاه ايضا.

والى هنا ناتي وباختصار كبير ما كان مشترك ولازال فعلا حيا بين المكونين ولابد ان ننتقل الى وضعيهما حاليا، وما آل اليهم في ظل الكثير من الحكومات المتعاقبة والمستبدة عبر قرون وقرون سابقا ولاحقا وحتى في هذه الأيام من القرن الحادي والعشرين . وما لحق بهما من الظلم لا بل من الإبادة الجماعية وتحديدا ضمن الدولة العثمانية وما هو موثق فعلا عدا الحروب والصراعات الدموية التي حصلت بين حضارة وادي الرافدين وما جاورها من الحضارات الفارسية والرومانية والفرعونية وغيرها .

ولابد ان نسرد بشكل جدول تاريخي ما حل بهذين المكونين من الغبن والتشرد والتشتت ومنها ما جاء بهجمات مباغته على سكان جميع قرى سهل نينوى

بصورة خاصة وعلى العراق بصورة عامة وكان المستهدف الرئيسي مسبقا المكونين المسيحي واليزيدي، وفق الجدول ادناه :

1- هجمة القبائل الكردية على منطقة حكاري وسهل نينوى في العهد العثماني عام 978/ م وهو اقدم عدوان موثق تاريخيا . ولم يستثنى اية شريحة او ديانة او مكون اجتماعي عن العدوان المباشر .

2- هجمة تيمور لنك على قرى المنطقة وبدون استثناء أيضا منذ عام 1393 حتى عام 1401 م .

3- هجمة يرياك بيك المغولي على قرى المنطقة عام 1508 م .

4- هجمة نادر شاه – طهماسب الفارسي – على قرى المنطقة عام 1743 .

5- هجمة عمر رشيد باشا الراوندوزي الملقب (الصدر الأعظم) على قرى المنطقة عام 1826 – 1832 – 1836 م وبتحريض من الحكم العثماني .

6- هجمة بدر خان بيك على قرى المنطقة عام 1843 – 1846 م .

7- هجمة زين باشا الكردي (عمر وهبي باشا) تحالف كردي عثماني 1895 – 1896 .

8- مذبحة ما سميت بـ (سيفو) بحق ملايين المسيحيين من الأرمن وثم الكلدواشوريين عام 1915 .

9- هجمة بكر صدقي (القائد العسكري العراقي) عام 1933 مسببا مذبحة سميل الشهيرة والتي تعتبر من ابشع الجرائم التي ارتكبت وكان ضحيتها اكثر من (3000) شخص بينهم نساء وأطفال ورجال من شيوخ وشبان وذبحوا بدم بارد ونهبت قراهم ونساءهم وممتلكاتهم . وكان قد سبق هذه الجرائم التي ارتكبت بحق المسيحيين في عام 1915 من قبل الحكومة العثمانية ولم يقتصر على الأرمن فقط بل شمل جميع المسيحيين في شمال العراق .

ولابد ان نواصل ما آلت اليه الأمور لهذين المكونين وحتى هذا اليوم . سواء كان من التحريض المباشر من السلطات الرسمية الحاكمة او بتحريك من قبل الجهات الدينية او القومية المتطرفة وبدعم من المخابرات الدولية الغربية وفي مقدمتها الامريكية .

وما حل بالمكونين من التأمر المكشوف والمبرمج ومنذ مدة طويلة بغية تضيق الخناق عليهما واجبارهما . اما الى التشتت داخل الوطن كاجزاء متناثرة غير متماسكة اجتماعيا ودينيا وبدون اية حقوق، ثقافية إدارية اجتماعية او هجرهم الوطن على شكل مجموعات عبر الدول المجاورة – مع التسهيلات لهم أحيانا – ومنها تركيا – سوريا – اردن – لبنان وغيرها .

وما مسرحية دخول ما يسمى (داعش) الى العراق عبر سورية وبشكل مبرمج ومنهج زمني دقيق . ومباشرته بالهجمة الشرسة على جميع القرى الكبيرة والصغير لسهل نينوى بالذات بدءا من منطقة سنجار الغالبية اليزيدية عبر تلعفر – الغالبية المسلمة الشيعية عبورا الى جميع قرى وقصبات سهل نينوى بما فيها من المكونين المسيحي واليزيدي ولم يمهلوا جميع السكان الا ساعات قليلة بدءا من داخل مدينة الموصل حتى اخر قرية وقصبة غربا وشرقا وجنوبا للمدينة المذكورة .

مما أدى الى ترك قراهم بما فيها من الأموال المنقولة وغير المنقولة طلبا للنجاة بارواحهم وهروبهم عبر الجبال والوديان وصولا الى أراضي إقليم كردستان ومدنه عدا مما قام به الفصيل الديني المتطرف (داعش) من سبي النساء والأطفال . حتى بلغ عدد الذين تركوا قراهم من كلا المكونين اكثر من ربع مليون نسمة ولازال غالبيتهم ضمن مخيمات بدائية وقسم منهم عبروا حدود تركيا املا بالوصول الى عدة دول غربية طلبا للخلاص الى المصير المجهول وبدون اية رعاية اجتماعية او صحية تناسب كرامة الانسان كحد ادنى .

واياض لابد ان نشير عن أسباب المعاناة الشاقة لهذين المكونين بالدرجة الأساسية علاوة على الجذور التاريخية المشتركة التي وردت في الموضوع .

واليكم بعض أسباب المعاناة الممنهجة ومبرراتها التاريخية حسب رأينا .

1- لكون المكونين يمثلان عائقا تاريخيا وحسب ما توصلت اليه الجهات المعتدية عبر المرجعيات الدينية والقومية للاكثرية الاجتماعية لكلا القوميتين العربية بالدرجة الأولى والكردية.

ولكلا القوميتين ذات مرجعيات دينية متشددة مما أتاح لعناصرهما المتطرفة شن الهجمات والتنكيل بالمكونين حسب ما جاء سابقا وبعلم الحكومات سواء بصورة مباشرة ومدعومة منها او متغاضية عنها مسبقا .

2- وحسب لائحة حقوق الانسان والعهود الدولية والتي تضمنت بحق لكل شريحة او تجمع بشري (قومي – ديني – اثني) التمتع بما جاء في لائحة العهود المذكورة مهما كان التعداد – أكثرية او اقلية .

ولهم الحماية الدستورية من الحكومات المركزية والمحفل الدولي . وهنا اصبح وحسب مصالح الأكثرية المحلية والدولية (الغربية – الامريكية خاصة) .

ووفق حساباتهم مباشرة مهما عكس على غيرهم . آنيا ومستقبلا .

3- ان موقف المحفل الدولي الإعلامي المعلن . هو التعاطف ظاهريا مع المعتدى عليه وفي منطقة دول الشرق الأوسط ولأسباب اقتصادية وسياسية وعسكرية خاصة.

وواقعيا عدم رغبتها الدفاع عنهم وحمايتهم ضمن بقعة جغرافية محددة مسبقا . نظرا لتشتتهم وفقدانهم مقومات تجمع بشري ثابت ويجب ان يعترف به وبمجموع الحقوق الإنسانية في الحياة بما فيها نوع من الحكم الذاتي او الانفصال . كما حصل للشعب الكردي بعد معاناته لعقود من السنين من الاقتتال مع المكونات العربية المركزية وتقديمه مئات الالاف من الضحايا البشرية والمادية ولازال في نزاع مع المكون العربي الأكثرية في العراق كما هو حال الواقع .

وأخيرا لابد ان نشير الى القرار الذي تم اقراره في مؤتمر سيفو المنعقد في فرنسا عام 1920 والذي تم تأسيس دولة ارمنية في المنطقة الشرقية للدولة التركية الحالية وحددت منطقة كردستان ذات الحكم الذاتي .

اما بالنسبة للمكون المسيحي من الكلدواشوريين فقد اتفق اطراف المؤتمرين باعطاء ضمانات وتوفير الحماية لهم ضمن إقليم كردستان – متمتع بالحم الذاتي – وفق المواد 32 – 63 – 64 – من الباب الثاني من المعاهدة المذكورة أي (مؤتمر سيفو) .

وقد نصت المادة (62) على تاليف لجنة خاصة تقوم بتنظيم الحكم الذاتي الخاص في المناطق التي فيها السيادة للاكراد . على ان يتحقق ذلك خلال -6- اشهر .

اما ما يخص الكلدواشوريين . فكان هناك نصو يقول : (يجب ان تتضمن هذه الخطة ضمانات تامة لحماية الكلدواشوريين وغيرهم من الأقليات الاثنية او الدينية من الساكنين ضمن المناطق المذكورة أي (إقليم كردستان) ويقصد به المسيحيون واليزيدية بصورة مباشرة ولم يتحقق شيئا من ذلك من التاريخ المذكور الى هذا اليوم غير الاعتداءات المتكررة والتهجير القسري للمكونين المذكورين بصورة خاصة وتحت انظار وسمع هيئة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها وغيرها .

ـــــــــــــــ

ومن الوثائق التاريخية الخاصة بالاقليات الدينية والقومية بضمنهم بصورة خاصة المسيحيين واليزيدين .

ففي كان الثاني / 1923 طرحت بريطانيا مشكلة حماية الأقليات المذكورة على الحلفاء ومن بعد الحرب العالمية الأولى – بريطانيا – فرنسا – وكان ذلك من قبل اللورد كورزون البريطاني . الا ان حكومة تركيا الكمالية – أي كمال اتاتورك – رفضت الاعتراف بحقوق المسيحيين وغيرهم .

ثم ظهر المسمى (مَلِك قمبر ممثلا عن الجانب المنادي باستقلال الكلدواشوريين وكان ذلك ما بين عام 1924 – 1925 في جنيف لمناقشة الموضوع في عصبة الأمم لتحديد الموقع الجغرافي لهم ولم يحصل شيئا أيضا .

ـــــــــــــــ

المصادر

1- الانثروبولوجيا العامة، د . قباري محمد إسماعيل

2- الحياة العامة في بلاد اشور، د . جورج كونتنيو .

3- اليزيدية ديانة قديمة، مجلة روز Roj العدد 2 / 1997 .

4- بلاد ما بين النهرين، ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

5- اليزيدية بقايا دين قديم، جورج حبيب .

6- المسألة الاشورية بعد الحرب العالمية الأولى ، ك، مافيف .

7- اليزيدية عقيدة وتراث – يوسف زرا .

أحدث المقالات