23 ديسمبر، 2024 5:35 م

وقفة مع التظاهرات ..

وقفة مع التظاهرات ..

التظاهر سلوك حضاري جميل يمارسه مواطنو البلدان المتحضرة والمحكومة بقوانين فاعلة ومؤثرة وغالبا مايكون سبب التظاهر هو اما خروج الحكومة او السلطات عن القانون وتجاوزها عليه او تلكؤها في تنفيذ فقراته لذا يأتي التظاهر رادعا لها ومجبرا على اعادتها لجادة القانون والسير عليها حسب المواد والفقرات بخصوص عملها وفي حالة التلكؤ يكون التظاهر دافعا قويا للاصلاح وقبله الاعتذار او الرحيل عن السلطة وتركها لمن يعمل وفق الدستور وحصل في دول واماكن كثيرة من العالم نجاح المظاهرات في اسقاط الحكومات المتجاوزة على القانون او المتلكئة في عملها وليس بعيدا عن الاذهان او الذاكرة مظاهرات الطلاب التي اجبرت الرئيس الفرنسي (ديغول ) على التنازل عن السلطة في نهاية ستينات القرن الماضي او تظاهرات التونسيين التي اجبرت رئيسهم بن علي على الهرب من تونس ومظاهرات المصريين التي اسقطت رئيسين ( مبارك ومرسي ) في زمن قياسي . والمظاهرات التي ادت الى متغيرات واضحة وكبيرة لم تكن مظاهرات عشوائية او تصادفية او ذوات اغراض متعددة وانما كانت عملا جماهيريا مدروسا ومخططا له بدقة ومنفذ حرفيا . وفي العراق اليوم تعم مناطق الجنوب والوسط مظاهرات تقترب من شكل المظاهرات المؤثرة لكن لم ولن تكون فاعلة مالم يسعى القائمون بها الى توفير شروط المظاهرة الناجحة والقادرة على التغيير واول هذه الشروط هو معرفة دقيقة بالوضع القائم في العراق من اجل حرمان الطرف الاخر ( السلطة المتلكئة ) من سوق المبررات والتحايل على المظاهرات وتفريغها من محتواها وهذا الحرمان يتخلص بمايلي :
1- التعامل مع الحكومة على انها جهة واحدة تجاوزت على الدستور وتلكأت في اداء واجبها وتقديم الخدمات الضرورية للمواطن .
2- التخلي عن المسميات الطائفية والمذهبية والعنصرية والاكتفاء بهوية الانتماء الوطني الكبرى .
3- حصر المظاهرة بهدف معين دون غيره حتى يتم انجازه ثم التحول بمظاهرة اخرى لهدف اخر وللمثال ( لما تكون المظاهرة بخصوص النقص الحاصل في تجهيز الكهرباء يجب ان لانذهب لغيره لكي لايشتت الجهد ونعطي للحكومة والجهات المسؤولة عن الكهرباء فرصة لالتقاط الانفاس والمناورة بل تتم مواصلة الزخم حتى رضوخهم لمطابنا او رحيلهم وهذا الرضوخ يجب ان يتمثل بحل جذري ودائمي للازمة لكي نطوي صفحة الكهرباء نهائيا .
4- كلنا يعرف انها ليست حكومة بالضبط وانما عبارة عن غرماء اتفقوا وتحاصصوا غنيمة باردة وفرها لهم الامريكان منذ سنوات طويلة ولهم قدرة على الخداع باسم الدين والطائفة والعرق والمذهب والمنطقة والتحشيد الطائفي عندما يواجهون امرا يهدد وجودهم وعلى المتظاهرين عدم الانجرار الى مخططهم هذا ونبذ كل التقاسيم التي يعتمدونها في تفريقنا والسيطرة علينا وفي المظاهرة يجب ان نكون جهة واحدة لا مسلمين ولامسيحيين ولاسنة ولاشيعة ولاعربا ولا اكراد ولاقوميات اخرى وانما عراقيين فقط لكي نحقق اهدافنا ونسترد حقوقنا من سراقنا .
 متى ما وجدنا القدرة على تنفيذ هذه الامور سنكون عراقيين فعلا والمظاهرة في البصرة يقوم بها نفس المتظاهرون في بغداد وديالى وتكريت والرمادي وغيرها والهدف واحد هو اجبار السلطات على القيام بواجبها وتوفير الخدمات واستعادة حقوقنا وثرواتنا من السراق وقبلها استعادت هويتنا الوطنية المحددة .. هل نستطيع ذلك ؟ وهل يمكن تحقيق نجاحات من خلال التظاهر مثل المصريين والتونسيين وغيرهم ؟ ذلك ما يعتمد على صدق نوايانا وعمق انتماؤنا للعراق.

وقفة مع التظاهرات ..
التظاهر سلوك حضاري جميل يمارسه مواطنو البلدان المتحضرة والمحكومة بقوانين فاعلة ومؤثرة وغالبا مايكون سبب التظاهر هو اما خروج الحكومة او السلطات عن القانون وتجاوزها عليه او تلكؤها في تنفيذ فقراته لذا يأتي التظاهر رادعا لها ومجبرا على اعادتها لجادة القانون والسير عليها حسب المواد والفقرات بخصوص عملها وفي حالة التلكؤ يكون التظاهر دافعا قويا للاصلاح وقبله الاعتذار او الرحيل عن السلطة وتركها لمن يعمل وفق الدستور وحصل في دول واماكن كثيرة من العالم نجاح المظاهرات في اسقاط الحكومات المتجاوزة على القانون او المتلكئة في عملها وليس بعيدا عن الاذهان او الذاكرة مظاهرات الطلاب التي اجبرت الرئيس الفرنسي (ديغول ) على التنازل عن السلطة في نهاية ستينات القرن الماضي او تظاهرات التونسيين التي اجبرت رئيسهم بن علي على الهرب من تونس ومظاهرات المصريين التي اسقطت رئيسين ( مبارك ومرسي ) في زمن قياسي . والمظاهرات التي ادت الى متغيرات واضحة وكبيرة لم تكن مظاهرات عشوائية او تصادفية او ذوات اغراض متعددة وانما كانت عملا جماهيريا مدروسا ومخططا له بدقة ومنفذ حرفيا . وفي العراق اليوم تعم مناطق الجنوب والوسط مظاهرات تقترب من شكل المظاهرات المؤثرة لكن لم ولن تكون فاعلة مالم يسعى القائمون بها الى توفير شروط المظاهرة الناجحة والقادرة على التغيير واول هذه الشروط هو معرفة دقيقة بالوضع القائم في العراق من اجل حرمان الطرف الاخر ( السلطة المتلكئة ) من سوق المبررات والتحايل على المظاهرات وتفريغها من محتواها وهذا الحرمان يتخلص بمايلي :
1- التعامل مع الحكومة على انها جهة واحدة تجاوزت على الدستور وتلكأت في اداء واجبها وتقديم الخدمات الضرورية للمواطن .
2- التخلي عن المسميات الطائفية والمذهبية والعنصرية والاكتفاء بهوية الانتماء الوطني الكبرى .
3- حصر المظاهرة بهدف معين دون غيره حتى يتم انجازه ثم التحول بمظاهرة اخرى لهدف اخر وللمثال ( لما تكون المظاهرة بخصوص النقص الحاصل في تجهيز الكهرباء يجب ان لانذهب لغيره لكي لايشتت الجهد ونعطي للحكومة والجهات المسؤولة عن الكهرباء فرصة لالتقاط الانفاس والمناورة بل تتم مواصلة الزخم حتى رضوخهم لمطابنا او رحيلهم وهذا الرضوخ يجب ان يتمثل بحل جذري ودائمي للازمة لكي نطوي صفحة الكهرباء نهائيا .
4- كلنا يعرف انها ليست حكومة بالضبط وانما عبارة عن غرماء اتفقوا وتحاصصوا غنيمة باردة وفرها لهم الامريكان منذ سنوات طويلة ولهم قدرة على الخداع باسم الدين والطائفة والعرق والمذهب والمنطقة والتحشيد الطائفي عندما يواجهون امرا يهدد وجودهم وعلى المتظاهرين عدم الانجرار الى مخططهم هذا ونبذ كل التقاسيم التي يعتمدونها في تفريقنا والسيطرة علينا وفي المظاهرة يجب ان نكون جهة واحدة لا مسلمين ولامسيحيين ولاسنة ولاشيعة ولاعربا ولا اكراد ولاقوميات اخرى وانما عراقيين فقط لكي نحقق اهدافنا ونسترد حقوقنا من سراقنا .
 متى ما وجدنا القدرة على تنفيذ هذه الامور سنكون عراقيين فعلا والمظاهرة في البصرة يقوم بها نفس المتظاهرون في بغداد وديالى وتكريت والرمادي وغيرها والهدف واحد هو اجبار السلطات على القيام بواجبها وتوفير الخدمات واستعادة حقوقنا وثرواتنا من السراق وقبلها استعادت هويتنا الوطنية المحددة .. هل نستطيع ذلك ؟ وهل يمكن تحقيق نجاحات من خلال التظاهر مثل المصريين والتونسيين وغيرهم ؟ ذلك ما يعتمد على صدق نوايانا وعمق انتماؤنا للعراق.