مفهوم ألوطنية في العالم ألعربي عموما وألعراق خصوصا ؛لم يعد له تعريف عقلي أو منطقي ؛بل أصبح شعار خالي من أي محتوى ؛وتكرار مصطلح ألمواطنة بمناسبة وبدون مناسبة عاري تماما عن أية مصداقية أو شعور بألأنتماء ألى تربة ألوطن .تحول ألوطن الى بقرة حلوب ؛وبعد أن تستنزف خيراته يتم ذبحه ؛وتركه لقمة زائغة للأغراب.بدأ أنحدار ألشعور بالمواطنة بعد أن تحول ألمواطن من عبادة ألله ؛ ومقولة حب ألوطن من ألأيمان ؛ألى عبادة ألحاكم أو عالم ألدين أو ألعشيرة أو ألقومية؛أو ألمذهب؟!!.ففي ألعراق وبعد تسلط ألحزب ألواحد والقائد ألواحد ؛أصبح الولاء ألمطلق للحاكم ألأوحد.ففي خلال فترة لاتزيد على عشرة سنوات ؛أصبح أعضاء الحزب؛ يزيد عددهم على أربعة ملايين بعثي!! ؛وتم ترسيخ عبودية ألفرد من خلال تدريس ألثقافة ألقومية؟ من رياض ألأطفال حتى ألجامعات ؛فالجيش أصبح لايمتلك عقيدة وطنية ؛بل شعور ألأنتماء ألى ألقائد وحزبه ؛ويتحرك حسب رغبته وأهوائه ؛مماأدى ألى ضياع ألوطن ومفهوم ألمواطنة .بعد ألسقوط تحول ألولاء من ألوطن ألى ألأحزاب ألطائفية أو ألعرقية ؛وبسبب ظروف ألحصار ألتي دمرت ألبنية ألسياسية ؛وانتشار ألفقر وألمجاعة ؛اصبح ألهم ألوحيد هو ألحصول على لقمة ألعيش للبقاء على قيد ألحياة.تحول ألمجتمع ألى مكون تنخره ثقافة ألشخصنة{أذا مت ظمأنا فلا نزل ألقطر} ؛وأخذ ألأبتعاد أكثر فاكثر عن معنى ألوطن وألمواطنة .وأول مظاهرها تحطم وانهيار ألبنية ألأجتماعية وألشعور بألأنتماءّ!!ومن ألأدلة ألدامغة على ذلك ممارسات ألمواطنين فيما يتعلق بالمال ألعام وألمؤسسات ألخدمية ؛بحيث تحول ألمجتمع ألعراقي يشبه مسلسل غوار ألطوشي {حارة كلمن أيده اله}.من ملاحظاتي ألتي أطلعت عليها ميدانيا 1-شيوع ألرشوة وسرقة ألمال ألعام ؛فلاتوجد مؤسسة واحدة في ألعراق لاتتعامل بالرشوة أوسرقة ألمال ألعام ؛فمثلا لايدفع معظم ألناس فاتورة ألماء أو ألكهرباء؛ولا يدفعون الا النزر ألقليل ؛بطرق سرقة علنية أما بالحصول على ألكهرباء من خلال {الجطل على ألمغذي ألرئيسي أو رشوة قارئ ألمقاييس }أما ألماء فيتم هدره بشكل لايصدقه ألعقل ؛يقومون غسل سياراتهم في ألطرقات ألعامة ؛حيث تتحول ألى مستنقعات تتجمع عليها ألحشرات ألضارة أو تننشر منه ألروائح ألكريهة ؛ومعظم توصيلات ألمياه المنزلية تسرب مياه ؛ومن ظواهر ألتردي ألأخلاقي وألأنساني ؛التجاوز على ألأطباء وألعاملين في ألمستشفيات وتهديدهم بالقتل أو أرغامهم على دفع تعويضات يقرها ألنظام ألعشائري ؛وأصبحت ألعدالة معطلة ؛وتحسم قضايا ألخلافات عن طريق ألعرف ألعشائري ؛ويحسم بعضها عن طريق دفع ألفصل وبيع ألنساء ؛ألتي يطلق عليها {بالفصلية} لحل ألخلافات ألعشائرية؟!!2-مؤسسات ألرعاية ألأجتماعية وألجيش وألشرطة ؛تستزف مليارات ألدولارات سنويا ؛فالكثير من الناس ؛يسجلون أسمائهم للحصول على ألأعانة بأماكن متعددة أو بأسماء مزورة ؛بعد دفع ألرشى؛وقسم منهم يمتلك عقارات وأموال طائلة؟؛ماصرف على ألجيش وألشرطة منذ السقوط يكفى لبناء مدن عملاقة تشابه ماحصل في دولة ألأمارات ؛معظم ألأموال سرقت بصفقات اسلحة وهمية وضباط وجنود وشرطة فضائيين ؛بالأسماء فقط ؛ويقوم ألضباط وألمشرفين على أدارة ألقوات ألمسلحة بتقاسم ألرواتب مع الجنود والشرطة ؛وهم لايحضرون ألا في وقت تسلم ألراتب ؛أما ألأسلحة فيقوم ألجنود وألضباط ببيعها للمجاميع ألأرهابية أو لمهربي ألسلاح ؟!!3-اصحاب ألسيادة وألفخامة. على كافة ألمستويات وأعضاء ألبرلمان ورؤوساء ألكتل ألسياسية ؛يستنزفون ربع ألميزانية ألمخصصة للخدمات ؛في مشاريع وهمية ؛تهرب الى ألخارج وتوضع في ألبنوك ألأجنبية مستغلين ألحصانة ألتي يتمتعون بهم ويحنثون بالقسم ألذي عاهدوا ألله والشعب فيه على ألحفاظ على ألوطن وموارده؟!!.4-علماء الدين ورؤوساء ألعشائر.يلعبون دورا هداما وتخريبيا في مسخ ألهوية ألوطنية ؛واختطفوا ألوطن وألمواطن ؛أما بأفكار طائفية تفرق بين ألمرأة وزوجها وبين ألجار وجاره ؛بحيث يصبحون غرباء عن بعضهم ؛ومن نتائجها أتساع ألفجوة بين أبناء البلد الواحد ؛ثم تحولت الى مجازر بربرية دموية منذ ألسقوط الى يومنا هذا ؛واخذوا يستعدون ألأجنبي على بعضهم ألبعض ألأخر وسقوط ألموصل وألأنبار وصلاح الدين كان بفعل ألعامل ألطائفي .ألعشائر ألتي كانت تحرص على وطنها في ألسابق ؛أصبحت تقدم ولائها وأصواتها للأنتخابات لمن يدفع أكثر؛فتارة مع ألحكومة وتارة أخرى مع ألمجاميع ألأرهابية؟!!والمعارك بينها ؛تصل الى حد أستخدام ألأسلحة الثقيلة كما حصل في جنوب ألعراق مؤخرا ؛ومايحصل بين العشائر في غرب ألفرات ؛حيث تنقسم العشيرة ألى فسطاطين ؛أحدهما يحارب مع داعش وألأخر مع القوات ألحكومية . 5- ألمدارس وألمعاهد. وألمؤسسات ألبحثية ؛اصبحت كتاتيب ؛يديرها ويشرف عليها أنصاف المتعلمين أو من يحملون شهادات من سوق مريدي ؛واصبحت المؤسسات البحثية التي يفتخر بها العراق ؛عبارة عن كتاتيب ؛تنشر بحوث نظرية في مجالات ألطهارات والنجاسات وعلوم أهل ألبيت والصحابة وقراءة ألفنجان ؛ومعظم ألشهادات لاتعرف مصادرها وهي لاتساوي ثمن ألأوراق ألتي كتبت عليها؛وأصبح ألعالم جاهل وألجاهل عالم { وأضاعت ألمطالب في بلاد ألله غالب}مع أعتذاري لقائد ألفاتح ؛وكتابه ألأخضر؟!!6.-تغليب ألأنتماء ألقومي على ألوطني ؛ألأكراد مثالا!!رغم حصولهم على شبه أستقلال تام وأدارة شؤونهم على كافة ألمستويات بشكل مستقل والحصول على نسبتهم من خزينة ألدولة ألمركزية ؛واحتفاظهم بمعظم موارد ألنفط ألمستخرجة من أراضيهم ؛وعدم تسليمهم للموارد ألتي يحصلون عليها من ألمنافذ ألحدودية وألمطارات والضرائب وغيرها ؛فأنهم يحتضنون ألخارجين على ألدولة ألمركزية ؛ويشجعون داخليا وخارجيا ألدول وألمجموعات ضد ألحكومة
ألمركزية من أجل أضعافها ؟!!أستغلت ما حصل مؤخرا بعد سقوط ألموصل وألأنبار وصلاح ألدين وانسحاب ألجيش من كركوك؛فقامت بأحتلال ألأراضي ألمتنازع عليها بحجة ألحفاظ على ألأمن فيها ؛بينما أعلنت مؤخرا ضم كافة ألأراضي ألمتنازع عليها رسميا ألى ألأقليم ؛وتصريحات مسعود مؤخرا بأن سنجار ستلحق بالأقليم وتصبح محافظة في حقيقته تهديد للدولة ألمركزية وأستخفافا بها وبسلطاتها ألدستورية ألتي وقع عليها ألكرد؟!!؛فلا يوجد ولاء أو أنتماء للأكراد بالدولة ألوطنية ألعراقية ؛وجودهم في بغداد فقط للحصول على ألمكاسب لصالح ألمكون ألكردي ليس ألا؟!!فهم عبارة دولة داخل دولة!!.يقول ألشاعر ؛بلادي وأن عزت علي كريمة وقومي وأن شحوا علي كرام ؟!!أما أنا فأقول {ألمشكلة وين؛ وين ألمشكلة ؟ألوطن ضعيناه … وضعنه معاه!!}