رغم الخلاف بين من يحب ايران ومن يبغضها , لكن الطرفين يقرون بالدور المؤثر لها على العراق وهذا الامر ليس بجديد بل وجد منذ ان راى العراقيون انفسهم جيرانا للايرانين وما نتج لهذا التجاور من تبعات سلبة مع القطع لا توجد ايجابية لاي جار للعراق … لقد عشنا وتحملنا محنة ومرارة ثمان سنوات من الحرب الضروس مع ايران التي اكلت الاخضر واليابس وقد افتعلت بتحريك من اسرائيل ودول الجوار التي اوعزت للمتهور صدام اطلاق شرارتها تحت ذريعة ايقاف تصدير الثورة الايرانية الى المنطقة العربية … وبعد ان سقط صدام ونظامه المتكبر تحركت هذه الوجوه الكالحة لتعلن العداء لايران تحت ذريعة جديدة هو التوسع الشيعي في المنطقة وخوفا من امتلاك ايران البرنامج النووي , ولم يشفي غليلهم فقدان مليون عراقي بين قتيل ومعوق في الحرب الطاحنة اعلنوا حربهم من جديد على العراقين بالقتل والتهجير واستهداف المؤسسات الحكومية والحوامع والكنائس بارسال الانتحارين من كل مكان لينفذوا جرائمهم البشعة
ان الاسباب السابقة واللاحقة التي روجوا ويروجون لها حكام وملوك وامراء عرب ماهي الا اكاذيب وافتراءات فاحت منها رائحة الطائفية البغيضة لتفريق الامة الاسلامية خدمة للصهيونيىة العالمية .
ايران ورغم صفة الحكم الاسلامي فيها الا انها تتطلع الى مواكبة التطورات العلمية في العالم في مختلف المجالات ومنها استخدام التكنلوجيا النووية , هذا التوجه اثار حفيظة اسرائيل وازعج امريكا واقلق ملوك وامراء الخليج ولكل من هؤلاء تبريراته ومبرراته لا داعي الخوض فيها لانها معروفة للجميع وانني مستغرب بسكوت هؤلاء جميعا عن المفاعل النووي الباكستاني رغم انه منتج ؟؟؟ لا يقلق احد لا اسرائيل ولا امريكا ولا اي من دول المنطقة العربية , في حين ايران تعرضت الى مقاطعة اقتصادية وعقوبات دولية بمجرد ان شرعت ببرنامجها النووي , لكنها صمدت وسارت في طريقها الذي اختطته الى ان جاءت اللحظة الحاسمة التي حصل فيها التفاهم النهائي في هذا الشهر العظيم رمضان الكريم بعد ان صبرت ايران 12 عاما على مائدة المفاوضات واظهرت درسا في الصلابة والقوة والشجاعة وادارة التفاوض بكفاءة قل نظيرها, فاليوم ايران تحقق نصرا كبيرا بعد ان احتفظت بالحق في التخصيب والحق في الاحتفاظ بأكثر من 20 الف جهاز طرد مركزي، وبقاء جميع مفاعلاتها النووية كاملة مع بعض التعديلات في بعضها وقد حصلت ايران بموجب هذا الاتفاق على 120 مليار دولار كانت مجمدة وسيرفع الحصار الاقتصادي المفروض عليها، وسيسمح لها بتصدير منتجاتها الى اي بلد تشاء فسيزدهر اقتصادها وتنتعش الحياة فيها … ايران تخلت عن عداءها لامريكا وامريكا ادركت مصلحتها ان الحرب مع ايران ليس بصالحها بعد ان تعبت من انظمة كالسعودية وقطر لا تستطيع حماية مصالحها , كما ان هناك حقيقة عرفتها امريكا وهي ان القضاء على داعش لا يتم الا بالتعاون الايراني …قد يسال سائل ماذا يربح العراق من هذا الاتفاق ؟ او ما هو تاثير الاتفاق الامريكي الايراني على العراق ؟ نقول ان ربح العراق من هذا الاتفاق سيجنية المحب والمبغض لايران من العراقيين على حد سواء فقد دفع شرا كبيرا كان جاثيا على صدورنا وهو خطر ضرب امريكا واسرائيل لايران وما ينتج عنه ان يصبح العراق ارضا مباحة للطرفين يصفوا حساباتهم العسكرية فيها حيث ستعود القوات الامريكية لدخول الاراضي العراقية من جديد وستستهدف من قبل الايرانين داخل اراضينا كما ستتضرر صادرتنا النفطية المارة عبر مضيق هرمز وهذا هو الربح الذي تمثل ليس بالكسب الربحي بل بدفع الضرر … ورغم ان العالم ابدى سعادة وسرور من هذا الاتفاق بعد مفاوضات شاقة، لكن إسرائيل التي لم تخف توترها منه، وقد اصابتها الهستريا وكذلك السعودية اصابتها الصدمة وان النوم سيجافي عيون امراء ال سعود , وهذا عكس بوضوح ان هؤلاء الملوك والامراء المتخلفين لا يريدوا اي تقارب بين امريكا وشعوب المنطقة الاسلامية حتى يبقوا كلاب حراسة في المنطقة على اساس حماية المصالح الامريكية بنفس الوقت هم يعيشون عقدة طائفية بغيضة وحسد اعمى قلوبهم قبل عيونهم , ايران ادركت هذه النوايا الخبيثة وتفاوضت وجها مع وجه مع الولايات الامريكية وحققت ما تصبوا وتروم اليه فهل تتعض الشعوب المعادية لامريكا بنظرية المؤامرة وتفهم الدرس المستنبط من هذه التجربة وبالتاكيد سيكون النجاح حليفها وستنتهي داعش ومن يقف وراءها التي تهدد امن هذه البلدان واستقرارها .