مراجعة التصريحات و المواقف الصادرة عن المسٶولين الايرانيين و تقارير وسائل الإعلام الحكومية على خلفية التوصل لاتفاق نووي شبه نهائي، يصبح جلياً أن حكومة حسن روحاني تحضر لإقامة عرس نووي، يمهد لتسويق ما توصلت إليه مع الدول الكبرى حول الملف النووي، الذي شغل العالم على مدى عقد ونيف، من أجل التغطية على خط(التقويض العام)الذي تعرض له البرنامج النووي و إنقياد طهران مجبرة الى الشروط الدولية و تبدد الخطوط الحمراء لخامنئي و تجرعه لکأس السم النووي کما تصف ذلك العديد من الاوساط المعنية بالشأن الايراني.
طهران التي ذهبت أساسا للمفاوضات النووية مع الدول الکبرى مجبرة و رغم أنفها لأنها و بسبب من سياساتها المشبوهة و التوسعية و تفاقم مشاکلها و أزماتها على أکثر من صعيد وخصوصا من الناحية الاقتصادية حيث صار أکثر من 70% من الشعب الايراني يعيشون تحت خط الفقر و يواجه أکثر من 12 مليون مواطن المجاعة و معاناة أکثر من 11 مليون عائلة إيرانية من الادمان على المواد المخدرة الى جانب تفشي البطالة و التضخم اللذين سجلا مستويات قياسية، کل هذا الى جانب التورط الايراني في المنطقة و الذي کلفها الکثير، قد دفع لطهران کي تستجدي إتفاقا ما يحفظ لها ماء وجه مرشدها الذي بلع الوفد الايراني خطوطه الحمراء في المفاوضات.
إستعداد طهران المزعوم لإقامة مايسمونه بعرس نووي، يأتي من أجل لفت الانظار و تحريفها عن النقاط السلبية الاساسية في الاتفاق و التي کسرت الکبرياء الفارغة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و وضعت حدا لغطرسة و تعنت قادته و مسٶوليه وعلى رأسهم خامنئي نفسه، ولذلك فإن وصف الزعيمة الايرانية المعارضة مريم رجوي الاتفاق بأنه تراجع مفروض وخرق للخطوط الحمراء المعلنة من قبل خامنئي وإنه سيؤدى لامحالة إلى تفاقم الصراع على السلطة في قمة النظام وتغيير ميزان القوى الداخلية على حساب الولي الفقيه المنهوك، هو وصف وکلام في محله تماما، لأن الفترة القادمة ستبين للعالم نتائج و تداعيات هذا الاتفاق على طهران ويتوضح عندئذ کم دفعت ثمنا فادحا من أجل هذا الاتفاق الهزيمة.
الاتفاق لم يبارك التدخلات الايرانية في المنطقة و لاغض النظر عن کون طهران بٶرة التطرف الديني و الارهاب، ولذلك فإن هذه الامور تبقى تلاحقها بما يمکن تشبيهه باللعنات التي ستردي بها حتما ذات يوم.
email.commonasalm6@googl c