قرَّرنا أن نعارض سياسة الاتحاد، لا عن طريق الكلام في الخفاء أو في المجالس الخاصة كما يفعل أغلب الأدباء، بل قررنا أن نعارض علانيةً جهاراً، بالأسماء الصريحة، والصور المعلنة، لا نخاف ولا نخجل ولا نتردد، ولمَ الخوف والخجل والتردد، من زمرةٍ لم تترك إجحافاً بحقِّ الأدباء إلا ارتكبته، ولا حقاً لهم إلا ضيعته، ولا مودةً بينهم إلا فرَّطت بها وجعلتها في مهبِّ الريح.
الحقّ اننا لا نراه الآن اتحاداً للأدباء، بل نراه اتحاداً للانتهازيين والنفعيين والمتملقيين والساعين خلف مصالحهم الشخصية إلى أبعد حدٍّ، دون مراعاةٍ حتى لأبسط قواعد العمل الصحيح والإدارة الناجحة في المؤسسات الثقافية الهامة التي هي في موقع ومكانة اتحاد الأدباء.
لا نريد الاستفاضة في الكلام الإنشائي الذي لا يقدم جديداً على مستوى معرفة جميع الأدباء –وإن كانوا لا يصرحون به علناً كما نفعل نحن- بجميع التفاصيل والحيثيات التي تعتبر مبرراً موضوعياً للقيام بهذه الانتفاضة، بل لقد تأخَّر توقيت هذه الانتفاضة كثيراً عن الموعد الذي كان يجب أن يكون موعداً صحيحاً ومناسباً لانطلاقها، بناءً عليه، فإننا نكتفي بإعلان مطالبنا في هذه الورقة المختصرة، لتكون باباً للتفاوض مع
رئيس الاتحاد، إن شاء فعلاً أن يتوجَّه توجُّهاً حقيقياً ومخلصاً نحو إجراء سياسة الإصلاح في الاتحاد.
ما نريده هو:
1- تغيير القوانين الظالمة للأدباء الجدد التي سنَّها الاتحاد كي تكون مانعاً أمام هؤلاء الأدباء الشباب من الالتحاق بالاتحاد، وهم يتبنون بالتأكيد ذهنية التغيير.
2- نحن نوافق -كاشتراطٍ ليحصل الأديب الشابّ على الهوية- أن يقدّم المجموعتين الشعريتين أو المجموعتين القصصيتين، لكن نعترض بشدةٍ على اشتراط الطباعة مع افتراض عدم تمكن الجيل الشبابي الصاعد من تحمل تكاليفها الباهظة، فيكون من المعقول أن يقدم الأديب المجموعتين بنسختين ألكترونيتين، مضافاً إلى عشر نسخٍ استنساخيةٍ مجلَّدة، لتقوم اللجنة المتخصصة على هذا الأساس بمناقشة المتقدم كما يناقَش طلبة الدراسات العليا في الجامعات، ثمَّ يُصار إلى اتخاذ قرار منحه الهوية على أساس ذلك.
3- نطالب كذلك بأن يكون المجال مفتوحاً أمام الأديب في الاتحاد لتقديم شكوى ضدَّ أيِّ رئيس اتحادٍ فرعيٍّ، أو ضدَّ أيِّ شخصٍ في إحدى الهيآت الإدارية للاتحاد المركزي أو الاتحادات الفرعية، بل ضدَّ رئيس الاتحاد المركزي نفسه، على أن يصار إلى تكوين لجنةٍ من جميع أدباء المحافظات، تكون لها صلاحية النظر في الشكاوى المقدمة والبتِّ بالحكم في القضايا بناءً على النظر الموضوعيّ الحاسم الذي لا يقبل الردّ ولا النقاش.
4- نطالب كذلك بعدم الاحتكام إلى هذا المنهج الجزافي والاعتباطي الإخواني والمجاملاتي في اختيار الأسماء ذاتها في كلِّ عامٍ، للمشاركة في المهرجانات الكبرى داخل العراق أو خارجه، فلا بدَّ من العمل على تأسيس منهجٍ موضوعيٍّ آخر يتمُّ على أساسه الاختيار، بحيث تكون الفرص متكافئةً أمام جميع الأدباء للمشاركة العادلة في تلك المهرجانات.
5- نطالب بوجود ذات المنهج في وضع برامج الأمسيات داخل الاتحادات الفرعية، والأصبوحات في الاتحاد المركزي العام.
6- نطالب أيضاً بكشف الذمة المالية لرئيس الاتحاد المركزي وسائر قيادات الاتحاد المركزي، وكذلك كشف الذمة المالية لجميع رؤساء الاتحادات الفرعية في المحافظات، للتأكد من عدم استغلالهم لمواقعهم في حيازة أموالٍ خاصةٍ، سواءٌ عن طريق العلاقات بدوائر الدولة، أو مجالس المحافظات، أو الوزارات، أو رئاسة الوزراء، أو رئاسة الجمهورية وإلخ.
7-تحديد رئاسة الاتحاد وأمانته بدورتين انتخابيتين لا غير، لا يحقّ بعدها لرئيس الاتحاد وأمينه الترشيح مجدداً، إلا بعد مضيِّ ما لا يقلُّ عن دورتين انتخابيتين أخرَيَين، ويطبَّق ذات الإجراء على رؤساء الاتحادات الفرعية وبعض المناصب الإدارية فيها، وفق نظامٍ يتمُّ الاتفاق عليه بين الأدباء في تلك الاتحادات.
8- سنُّ قانونٍ يسمح للإخوة في نادي الشعر ونادي السرد بالمشاركة في الانتخابات دون أن يكون لهم حقُّ الترشيح، فهؤلاء أدباء على كلِّ حالٍ، ويجب أن يكون لهم دورٌ في انتخاب قيادات الاتحاد بطبيعة الحال.
9-أ ساء وجود البار في الاتحاد وسكر بعض الإخوة الأدباء داخل حرم الاتحاد العام والاتحادات الفرعية إلى سمعة المثقف العراقي والأديب العراقي، بحيث أصبح لفظ الشاعر في نظر الإنسان البسيط مرادفاً للسكير والمعربِد، وبناءً عليه، فإننا نطالب بإلغاء وجود البار في الاتحاد، دون أن يعني هذا الاعتداء على الحرية الشخصية للأدباء، فمن شاء منهم أن يشرب الخمر، أو أن يمارس الدعارة، أو أي شيءٍ آخر، فليذهب إلى الأماكن المخصصة في بغداد خارج الاتحاد.
10- لا بدَّ من التنسيق مع الجهات المسؤولة في وزارة الثقافة وسائر المؤسسات الثقافية في البلاد، من أجل إحداث طفرةٍ نوعيةٍ في عدد المطبوعات، ويجب أن تكون المطبوعات مختارةً طبقاً لمنهجٍ موضوعيٍّ في التقويم والترشيح، لا بالطريقة الجزافية والاعتباطية والإخوانية المعهودة حالياً في الاتحاد.
11- نطالب أيضاً بأن يمارس رئيس الاتحاد ضغطاً واقعياً على الجهات الحكومية من أجل الحصول على ما يلي:
أ- حق الأدباء في امتلاك قطع الأراضي في الأماكن المناسبة داخل محافظاتهم، بغضِّ النظر عن مسقط الرأس، أسوةً بأقرانهم من الصحفيين والفنانين وإلخ.
ب- حقهم في أن تكون لهم الأولوية في الحصول على الدرجات الوظيفية باختصاصاتهم القريبة من حرفة الأدب، فإنَّ هذا حقٌّ مشروعٌ لمن جمع بين الاختصاص والموهبة، وعلى رئيس اتحاد الأدباء أن يسعى سعياً جاداً إلى تحقيق ذلك.
هذه هي مطالبنا بشكلٍ أوَّلي، ويمكن أن تضاف إليها مطالب أخرى حال اتفاق الأدباء على مقترحاتٍ جديدةٍ يرون معقولية اقتراحها وتنفيذها، وعلى رئيس اتحاد الأدباء بذل الجهد وعدم التقصير في مجال التفاعل معها من أجل تحويلها إلى واقعٍ ملموس.
هذه هي مطالبنا التي عارضنا رئيس الاتحاد من أجلها، فإن استجاب السيد فاضل ثامر إلى هذه المطالب وأعلن استعداده لقبولها والتفاوض بشأنها، قابلناه بإنهاء المعارضة، وكنا له عوناً في كلِّ شيءٍ، وإن رفض ذلك ولم يبدُ منه اتخاذ خطوةٍ في هذا الاتجاه، كان لنا الحقّ طبعاً في استمرار المعارضة، بما في ذلك حق التظاهر والاعتصام حتى تتحقق أمام مبنى الاتحاد في بغداد.
مجموعة المعارضة في الفيسبوك: من أجل اتحاد أدباء نزيه للجميع. يرجى الانضمام