عيد مهجور في العراق!!

عيد مهجور في العراق!!

انتهى رمضان بغصة و حل العيد باخرى أكبر منها مرات مضاعفة فالابتسامة يحاصرها الجوع و العطش و انعدام المن و الخدمات ، وفي الأفق ما لا يرتجى من أمل بسبب مكائد الساسة ، التي وزعت الشعب على ملل و طوائف بخارطة اولويات سياسين لم يجن منها المواطن غير الحسرة، فالضحايا في تزايد مستمر و الاحلام الى انكفاء مقابل سياسيين ينظروف الى شظف عيش المواطن من بروج عالية .

ملايين من العراقيين بلا بيوت او ذكريات فكل شيء حولهم غريب بسبب النزوح و مواكب الشهداء و انتهاك الحريات من داعش و أخواتها و الخطاب السياسي غير العابر للمحاصصات و التوافقات، أنه الزمن الأصعب في تاريخ العراقيين لأنهم غرباء في وطنهم يجمعهم البكاء و النظر الى المستقبل من وراء كثبان الحزن و الخوف، بينما كان البيت العراق عامرا بالأفراح و التجانس الاجتماعي و رفض الخنوع للغرباء قبل أن تنقلب الأمور رأسا على عقب، وكأن بغداد لم تكن يوما عاصمة الخلافة الراشدة و مدينة العلم والثقافة والأدب..

ويختلف العيد هذا العام عن سواه في استثنائية التحديات فالعيون شاخصة صوب تحرير المدن والعودة بالوطن الى بر الأمان بعد رحلة محفوفة بالمخاطر بسبب تنازع السياسيين أمرهم خارج مصلحة الوطن و آهله، لذلك تتعمق هوة التواصل بين الفريقين ، فهناك الباحث عن مجد اضافي فوق جماجم الأبرياء و آخر يبحث عن الحياة الكريمة بين فتات الوطن، الغني بكل شيء الا بعقلانية الحكم.

ويردد العراقيون كثيرا هذه اليام مقولة” عيد باي بلاد حللت يا عيد” وهم ينظرون الى مواقف حكومية تهرس أبناء و تهجرهم و تؤصد الأبواب أما أخوتهم الحقيقية، التي تمثل ردا حازما على دعوات الفتنة و الاحتراب و التخندق وراع فروع الأديان، حيث يحتاج العراق الى كلمة سواء خارج قمع الحاكم ورغبة دفن ماضي الأخوة العراقية للابقاء على حالة الاحتقان التي تحرم الأطفال من الابتسامة و تزيد من سوداوية المشهد أمام الآف العوائل المنكوبة بسوء تقديرات سياسيي الصدفة و دعاة الجاه المفقود.

ويطالب العراقيون السياسيين أن يتذكروا وهم يتبادلون التهاني بالعيد على موائد عامرة أن هناك دماء تراق لحماية الوطن ثمنها أرواح متناخين لحماية حدود الوطن و وحدة آهله بعيدا عن مغامرات البعض التي تحولت الى خنجر بالظهر بأموال الدولة العراقية لا تأخذها الرحمة بملايين المهجرين و القابعين في خرائب الأحزان و العوز و الفاقة و غياب المعيل في عراق كله خيرات و بركة باستثناء القيادة الرشيدة ، التي بات الحنين

اليها اشبه ببكاء على الأطلال ، في زمن شح فيه التواصل بين الحاكم و شعبه الا عبر شاشات التلفزة ليتحول تقدير الموقف الى سوء طالع كما يقولون.

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات