مزالق التوتر تحتفي عند بعض الساسة، وتزجهم في مهالك التقسيم الاعمى، ورياح الحرب تدق أبواب الوطن، وتعلن نصب المشانق في الطرقات، وهذا سلاح فتاك، يزرع الصمت في شوارع المدن، ويقتل الانسانية في روح التاريخ، ويؤسس إلى عالم جديد لونه أحمر، وفي منتصف الليل، تنتفض خفافيش الظلام، لتسرق ضحكة طفل من حضن أمه، وتسبى فتاة لتبيعها في سوق النخاسة المخزي.
وحش التقسيم الكاسر، يحمل الغل والكراهية، ولا يعرف للرحمة طريقا، ويبتلع كل من يقف امامه.
من يحمل فكرة التقسيم، من السياسيين السنة، يبدو عليه غفل عن أضرار هذه الخطوة، فأن السنة أكثر المتضررين من ذلك، نتيجة روح التنافس بين أحزابهم تارة، والصراعات والمصالح الحزبية والشخصية تارة أخرى، فكل من هذه القوى، تريد السيطرة والتحكم بالقرار السياسي، فضلا عن انهم يفتقدون للمرجعية الدينية الموحدة، لكي يلتفوا حولها، ويطيعون أمرها ويتبعوها، وهذا الامر سبب لهم كثير من المشاكل في الفترة السابقة، مما يؤدي إلى نشوب صراعات بينهم، تحرق الأخضر واليابس، من أجل التفرد بالسلطة.
الفكر المتطرف؛ يتبنى منهج الإقليم السني، لكنه يجهل حدوده، وما يترتب عليه، من أخطار وتداخلات الماضي والحاضر، ورسم الحدود ومشاكلها التي لا تنتهي، بين الكورد ومناطقهم المتنازع عليها، من جهة، وبين الشيعة، وديموغرافية البعث المشؤوم، وخرائط الدولة العثمانية، والاحتلال البريطاني، وبين المراقد الشيعية وما تعنيه من قدسية، والدليل عندما حصل تفجير سامراء، وما خلق من فوضى، وقتل طائفي في تلك الفترة العصيبة، التي مرت على البلد، فكيف سيكون الحال في ظل التقسيم؟
الإرهاب قتل الحياة في أرض السنة، وقطع أوصال الشباب في وضح النهار، لينشر الرعب في مدن الموت، ويسلب حلي النساء، بدون وجه حق، تلك الفعاليات رسخت مرارة، ورواسب لا تقبل القسمة على أثنين، فأما الحياة تحت رعاية الدولة، ومحاربة الفكر الدخيل، واما الرضوخ لسوق النخاسة.
في الختام؛ أتركوا عقلية الوحش المسلح الوافد، وأتبعوا العقلية السائدة للدولة، لكي نعيش بسلام.