“باسم الدين.. باگونة الحرامية” صوت الشعب المنتفض الذي صعق صداه عمائم الدجل والنفاق , وكلمته التي اختزل فيها سلوكيات تجار الدين وكهنته , وشعاره الذي اهتز له عرش ربهم الأعلى إيران , فينبغي على الجميع أن يعي هذا الشعار , وخصوصا أولئك الذين يريدون ركوب الموج وتوظيف التظاهرات لتحقيق مكاسب شخصية أو تصفية حسابات أو الترويج للجهات التي كانت ولا تزال السبب الرئيسي في معاناة العراق وشعبه لأنها هي من أوصلت الأحزاب الدينية وكتلها وشخوصها الحرامية إلى سدة الحكم.
الشرع والعقل والمنطق والأخلاق والإنسانية يقر بأن من أوصل الحرامية وأمر بانتخابهم ودافع عنهم واسكت الشعب وخدَّره لا كثر من عقد من السنين هو اشد وطأة على الوطن والمواطن من الحرامية , فلولاه لما تسلط اللصوص , ومن يسلب إرادة شعب ويشل حركته ويُسكته ويُخدره بأفيون الدين والمذهب ويسرق جهوده , فهو إله الحراميه وخالقهم , ومن يروج له ويلمع صورته فهو أقبح من الحراميه المتسترين بالدين , وجنايته أقذر من الى من كان السبب في معانة الشعب وضياع الوطن فهو سارق من طراز أكثر دجلا ونفاقا وخسة..
السياسة التي تنتهجها وسائل الإعلام النفعية ومنها الفضائيات المأجورة ومن ورائها المؤسسة الدينية في تعاطيها مع التظاهرات تكشف عن انتهازية منقطعة النظير , فهي تسير عكس رياح التظاهرات ولكن بصورة مبطنة , وان أظهرت تعاطفها وتأييدها وتغطيتها لها , بل اتخذت منها مطية لتصفية حساباتها مع الخائن المالكي وإنها تمارس دور خطير لمهمة قادمة بعد أن تحقق مصالحها ومصالح مرجعية السيستاني التي ما فارقت لسان تلك الفضائيات وكوادرها والشخصيات التي تنتقيهم في لقاءاتها وحواراتها وبرامجها المتعلقة بالتظاهرات حيث صار لفظ المرجعية وردا لا يمكن تجاهله ويحرم تركه بل هو شرط إجراء الحوار واللقاء , فمن منا لم يسمع هذه الرطينة: أجرى العبادي حزمة من الإصلاحات التي دعت إليها المرجعية…. صوت البرلمان على حزمة الإصلاحات التي قدمها العبادي ودعت إليها المرجعية…ان ما حصل من استجابة جزئية هو بسبب تدخل المرجعية…الخ , وكأن المرجعية هي من تظاهرت وهي من طالبت…. وليس الشعب.
هذا المنهج الانتهازي أمر مرفوض وهو من مصاديق الخداع وسرقة جهود الآخرين، ولا يصح السكوت عنه لأنه سيؤدي إلى بقاء وتفاقم الفساد والمآسي والويلات، وهذا ما شار إليه المتظاهر والناشط الصرخي الحسني في بيانه الموسوم “من الحكم الديني(اللا ديني)..إلى..الحكم المَدَني” , الذي وجهه للمتظاهرين حيث قال:
(( 7ـ القوة للجماهير المتظاهرة والاستجابة الجزئية من المسؤولين أتت تحت ضغط الجماهير فقط لا غير ، اما اِقحام اسمِ المرجعية فهو انتهازٌ وخداعٌ وسرقةُ جهود وتضحيات ، وهذا لا يصحّ القبول به والسكوت عنه لانه يعني بقاء واِزدياد الفساد والفتن والدمار والهلاك)).