جاء شهر رمضان من سنة أربعين للهجرة يحمل بين أحداثه أعظم فاجعة مرّت على المسلمين بعد فقد نبيهم ” ص ” هذه الفاجعة التي خطط لها ونفّذها < الداعشي > الأول في الإسلام عبد الرحمن بن ملجم المرادي (لعنه الله) مع نفر من أصحابه الخوارج الذين تعاهدوا أن يقتلوا أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب ” ع ” فكانت تلك الفاجعة الأولى والإغتيال الأول من سلسلسة مؤامرات أبناء آكلة الأكباد والخوارج على النبي الكريم ” ص ” وأهل بيته الطاهرين ” ع ” لتأتي فاجعة كبرى ورزيّة عظمى أخرى فاقت سابقاتها في كل شيء عندما تجرأ الداعشي الثاني يزيد بن معاوية ” لعنه الله ” على قتل ريحانة رسول الله في واقعة لم يشهد التاريخ بمثلها بعد فاجعة استشهاد أخيه الإمام الحسن (ع) لما قتله معاوية اللعين مسموماً ولم يسمحوا بدفنه قرب جده النبي (ص) ورموا نعشه الطاهر بالسهام … وكذا سائر أئمة الهدى قضوا نحبهم بين مقتول و مسموم من قبل الكائنات الوحشية بفرعيها ” الأموي والعباسي ” وهكذا تستمر الرزايا الى يومنا هذا ، حيث لم ينتهي الأمر عند تلك الأفعال الأموية والعبّاسية المروّعة التي أُرتكبت في حق العترة الطاهرة بل طالت هذه الأفعال كل من يدين بالولاء لهم وأصبح أتباع مدرسة أهل البيت ” عليهم السلام ” مستهدفين ومطاردين في كل زمان ومكان لا لذنب ارتكبوه سوى أنّهم كانوا مصداقا ً لحديث خاتم الأنبياء والمرسلين محمّد ” ص ” حين أوصانا بالتمسّك بالثقلين يوم قال :
( إني تاركٌ فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ) .
وعلى هذا الأساس صُبّت علينا المصائب صبّا مثلما صُبت على المعصومين ” ع ” وصار أتباع أهل البيت في دائرة انتقام كل من يبغض علياً وأبناء علي ” ع ” منذ ذلك الحين الى يومنا هذا ، وسأعرض عليكم قصة تاريخية لقنبر مولى الإمام علي ” ع ” حدثت مع الحجاج بن يوسف الثقفي ” لعنه الله “
قال الحجاج ذات يوم :
أُحب أن أُصيب رجلا ً من أصحاب أبي تراب < علي بن أبي طالب > حتى أتقرّب الى الله بدمه !!!!!
فقيل له مانعلم أحدا ً كان أطول صحبة لأبي تراب من قنبر مولاه . فبعث في طلبه فأتى له . فقال الحجاج : أنت قنبر ؟
قال نعم .
قال : أبو همدان ؟
قال : نعم .
قال : مولى علي بن أبي طالب ؟
قال : الله مولاي وأمير المؤمنين علي ولي نعمتي .
ثم قال له الحجاج إبرأ من دين علي !!!
قال له قنبر : وإذا برئت من دين علي تدلّني على دين غيره وأفضل منه ؟؟؟
قال له الحجاج : إنّي قاتلك ، فاختار أي قتلة أحب اليك … !!؟
قال : صيّرت ذلك اليك … قال : ولمَ ؟؟
قال : لإنّك لاتقتلني قتلة الّا قتلتك مثلها … وقد أخبرني أمير المؤمنين أن منيّتي تكون ذبحا ً ظلما ً بغير حق .
فأمر الحجاج به فذبح !!!!!.
وهكذا كان ومازال يعامل أشياع أهل البيت ” عليهم السلام ” وقد تفنن الحكّام والولاة من أمويين وعباسيين في قتل الشيعة ومارسوا ضدّهم أبشع أساليب القتل والإضطهاد على مر العصور على يد التيارات السياسية مثل حزب البعث الكافر ، ومثل التيارات الإسلامية المتشددة والمنحرفة مثل الوهابية بكل صنوفها كالقاعدة وداعش و … ، وهكذا لا تنقضي هذه الإنحرافات وهذا الهتك لحرمة الإنسان ، إلا على يد حفيد الأمير (ع) ، الإمام المهدي (ع) ليستأصل الإنحراف وأهله ، فنقول :
أين المُعدّ لقطع دابر الظلمة
أين المنتظر لإقامة الأمت و العوج
أين المُرتجى لإزالة الجور و العـدوان …
اين مبيد العتاة و المردة مستأصل أهل العناد و التضليل و الإلحاد
أين معز الأولياء و مذل الاعداء ؟؟؟ .