ذهب القادة العراقيون الى روسيا مرغمين لشراء الاسلحة التي لا تضاهي الاسلحة الامريكية تطورا وتقنيا واختصاصا . كان العقد المبرم مع امريكا والذي ينص بتزويد العراق على 65 طائرة اف 16 من شركة لوكهيد الامريكية ولغاية العام 2020 وعلى اساس العقد يدرب ضباط عراقيين في امريكا وتهيأ للطائرات تلك مدارج في قواعدة بلد وسبايكر والامام علي اعطى العراق بعض من مبلغ الطائرات مع عقد اخر لطائرات الاباتشي المروحية بعدد 24 طائرة وتأجير 6 من هذا النوع للحاجة الملحة في الوقت الحاضر انتظر العراقيين رغم كل الشروط الموضوعة والذي كانت بأشراف مجلس الشيوخ
الامريكي البعض من تلك الشروط كانت محط جدل واضح للقادة العراقية ليقرر العراقيين ويطلب من الجانب الامريكي ازالة بعض الاجهزة من طائرة الاف 16 ومنها جهاز تسجيل اسرائيلي الصنع من نوع TEAC من انتاج شركة ( RADA) الاسرائيلية وكان الرفض العراقي لذالك الجهاز قويا قد يؤدي الى الغاء الصفقة وتحجج الامريكان ان هذا الجهاز لم تعترض عليه الدول العربية المستوردة للطائرة نفسها كمصر والسعودية وقطر لكن الاصرار على بقاء ذالك الجهاز كان واضحا من الجانب الامريكي ..
وشرط اخر وضعه مجلس الشيوخ في العقد وهو تحديد فترة تحليق الطائرة على ان لا يتجاوز الساعتين فقط خشية استخدام العراق لتلك الطائرات لضرب جيرانه في الكويت وقطر والاردن ويبدو ان هذا الشرط وضع بمشاورة الخبراء الاسرائيل لتحديد فترة الطيران لأن الساعتين كافية للوصول الى الكويت والاردن والسعودية في انطلاقتها من قواعد وسط وجنوب العراق ولم يعترض العراق على هذا الشرط لأن الحاجة الملحة لتلك الطائرات كانت على اشدها ..كذالك ومن الشروط المجحفة ايضا ان التوجيه الراداري ولفترة سنتان يكون بأشراف الخبراء الامريكين اي ان اي ضربة عسكرية لتلك
الطائرة لا تتم الا بموافقة وتوجيه المسيطر الجوي الارضي وهذا يجعل الطائرة عمياء الا بتوجيه الارض ايضا كان هناك امرا اخر ان تلك الطائرات لا تسلم بدفعات كمجاميع اي كل خمس طائرات او سبع او ثلاث بل تسلم كل فترة طائرة ولمدة تسع سنوات من العام 2011 الى العام 2020 وهذا الوقت يجعل من تلك الطائرة تصبح قديمة ولا تؤدي الغرض المطلوب مع العلم ان هناك عقود لدول عربية اخرى وبأسعار اقل ولفترات ايضا قليلة وتزود تلك الدول بطائرات بثلاث دفعات كل دفعة عشر طائرات او ثمان طائرات ولايتجاوز الوقت السنتان او الخمس سنوات على اكثر تقدير ..واضح ان هذه الشروط
وشروط اخرى جعلت من الرئيس السابق المالكي يذهب الى روسيا ليتعاقد على طائرات السيخوي وطائرات صياد الليل المروحية وبسرعة البرق وبأسعار على مدى بعيد تسديدها..اما طائرات الاباتشي فكانت العقبات التي وضعها الامريكان اكثر تعقيدا من تلك المقاتلة وكان ذالك خشية استخدام المالكي لضرب خصومه السنة والاكراد مع العلم ان تلك الطائرات لم تكن هي الافضل بعد ان رفعت منها بعض الاجهزة المتطورة لتحد من قدرتها القتالية بضرب اهدافها ..من تسارع الاحداث اليوم تجد ان الامريكان لم تكن نواياهم بتسليح العراق جادا لأنهم وكما تثبت احداث اليوم يتهيؤون لعودة
ثانية استنجادية من العراق ودول المنطقة بعد استفحال صنيعتهم الدواعش اللذين كانوا يزودوهم بالعدد القتالية وبالمعلومات السرية ويوجهون الشباب الاوربي والعربي للألتحاق بهم في سوريا لأسقاط حكومة الاسد ..اليوم هذا التحالف التي تقوده امريكا لمقاتلة داعش اخرج العراق كليا من المعادلة القتالية على الارض وفي الجو فالطائرات العراقية الروسية الصنع لا تستطيع تأدية مهامها بصورة اريحية ومستريحة لسيطرة الطائرات الامريكية والتوجيه الراداري على المنطقة فنجد الطيار العراقي القديم الخبرة او الحديث في القتال مرتبكا وهو يطير في الجو ويواجه
الطائرات الامريكية في خطوط قتالية واحدة فالطيار الامريكي والاوربي يعتمد في سيطرته على خطوط طيرانه على الشاشات في قمرة القيادة اما الطيار العراقي فأنه يعتمد على الرؤية البصرية وهذه محدودة الاتجاه في رؤيته واحيانا يتفاجأ الطيار بمرور طائرات من امامه فجاءة دون استطاعته المناورة وبالتالي يجعل منه غير مهيأ للقتال والسيطرة على توجيه صواريخه بدقة لعد ارتياحه نفسيا ..
اما على الارض معلوم ان اي دولة مهما كانت قواتها الجوية متطورة وقادرة على الحاق الهزيمة بعدوها لا يمكن لها ان تحقق النصر مالم تجد لها قوات على الارض يستطيعون التحرك وبالتزامن مع الطيران ومسك الارض وقضمها معتمدين على تقهقر العدو نتيجة تلك الضربات الجوية مع الضربات الارضية في وقت واحد لذالك نرى الاصوات ارتفعت على محدودية الضربات الامريكية ولم تكن بالمستوى المرجو لها اكثر من ثلاث اسابيع وقوات داعش تحتل المناطق والقرى وتحاصر الوحدات العراقية ولم تتأثر بالضربات الامريكية كل ذالك يراد منه اخراج القوات البرية ايضا من المعادلة كما
هو حال القوات الجوية ليعطي مؤشرا واضحا للقادة العراقيين ان المعركة ستطول الى سنوات وهذا يجعلهم التراجع عن تصريحاتهم بعدم السماح بتدخل قوات ارضية لمقاتلة داعش وسيحصل هذا اجلا ام عاجلا وهي الخطوة الثالثة للجيش الامريكي بعوده ثانية لأحتلال العراق فدخول القوات الامريكية في العام 2003 وعودتها جويا بطلب من الحكومة العراقية وستعود وبطلب ايضا من الحكومة العراقية ولكن على الارض هذه المرة ..وهذه العودة تجعل من العراق بلد لايقوى على السيطرة على كامل اراضيه لتجد الحكومة العراقية مرغمة على قبول اقتراحات جدا صعبة تؤدؤ الى وضع لايحسد عليه
بوجود ثلاث اقاليم قومية ومذهبية في العراق كردية وسنية وشيعية وربما توجد خطوة اخرى تعمل عليها امريكا وتطبخها على نار هادئة جدا هو الوصول الى ثلاث دول كردستان العراق ودولة سنية واخرى شيعية وكما يبدو نحن سائرين نحو ذالك التقسيم ولكن فقط للوصول لمبررات القبول وعدم الاعتراض وبأشراف امريكي دولي .