الأديان نصوص , وقد يرى البعض غير ذلك , لكن جوهر كل دين يكمن في نصوصه , ولا دين بلا نصوص.
كما في الأديان الثلاثة المعروفة بكتبها , وغيرها من الأديان ذات النصوص المتداولة.
والنص مكتوب بلغة , ولكي يتحقق إدراك النص لا بد من معرفة لغته ووعيها بالكامل.
ومَن لا يعرف لغة النص , لا يمكنه أن يدّعي فهم دينه وعقيدته المكتوبة بلغة يجهلها.
ومشكلة معظم الأديان , هذه الهوة الشاسعة ما بين اللغة والنص , أي ما بين المتدينين بدين , ولغة نصوص ذلك الدين.
وعندما نقترب من الدين الإسلامي , فأنه دين لديه كتاب وسنة وأحاديث ونصوص كثيرة , ولغتها العربية , والذي يريد أن يفهم الدين ويعبّر عن جوهره , لا بد له من إحاطة كاملة بلغة الضاد.
وما يتحقق في الواقع العربي , أن الجهود حثيثة وماضية لإضعاف اللغة العربية وتدميرها أو إلغائها , وإفقادها لدورها وقوتها وقدرتها على التفاعل الحي مع الحياة.
وبضعف اللغة يضعف الدين عند العرب , وبضعفه عندهم يضعف عند غيرهم , لأن العرب من المفروض أن يكونوا أدرى الناس بالدين , لأن نصوصه مكتوبة بلغتهم والقرآن عربي.
وبناء على ضعف اللغة العربية عند العرب , جعلهم لا يستوعبون الدين كما هو , وإنما كما يحلو لهم أن يرونه ويتمنطقون به , مما دفع إلى طروحات عجيبة غريبة لها تابعين جاهلين بلغة العرب.
وبسبب التشظي الإدراكي الناجم عن الإمعان بجهل لغة الضاد , تعيش الأمة الإسلامية , مرحلة صعبة وقاسية , تنتشر فيها أوبئة عقائدية خطيرة , ذات قدرات مطلقة على إصابة البشرية بمقتل.
ومن أهم خطوات مواجهة هذه المحنة العقائدية , أو النكبة الإدراكية التي تمر بها الأمة , هو العودة إلى اللغة وترسيخ أهميتها ودورها في الحياة المعاصرة , والجد والإجتهاد في تعليمها وتعظيمها , وربطها بالهوية الذاتية والوطنية والدينية والحضارية.
فلن يصنع العرب حضارة معاصرة , إذا أهملوا لغة الضاد التي بها أنزل القرآن , وتكلم نبيهم وعلماؤهم وجهابذة فكرهم وحضارتهم عبر القرون.
فعودوا إلى اللغة العربية , وتعلموها وإدرسوها وتمتعوا بثراء مفرداتها وجمالها ودلالاتها ومعانيها, لكي يتحقق القضاء الشامل على الإرهاب!!