منذ قرنٍ من الزمن او اقلّ او اكثر من ذلك , ما برحَنا وما فتئنا نسمع المطالبات والمقترحات وما تعرضه الندوات , ونشاهد اللافتات والشعارات و اليافطات التي تنادي بمنح المرأة لحقوقها ومساواتها مع الرجل , والمطالبات والتوجّهات هذه ينادى بها من على ” المنبر الإعلامي ” من كلا الذكور والأناث , وتمرُّ سنونٌ وتأتي سنون والخطّ البياني لوضع المرأة ينحدر بأتجاه الإنحدار .!
وعلى الرغمِ من أنّ وضع ” حوّاء ” في العراق كان افضل واجمل قبل نحو نصفِ قرنٍ من الزمن , وبالرغمِ ايضاً من صعود التيارات الدينية الى السلطة وتشكيلِ اوّل وزارةٍ تُسمى او يُطلق عليها ” وزارة المرأة ” , لكنّ حاصل جمع او ضرب حصيلة المطالبة بحقوقهنّ افرزتْ فيما افرزتْ , أمرٌ ستراتيجيٌّ للغاية تتعجّبُ له وكالات الأنباء العالمية , وهو أنّ الست المرأة في العراق حينما يتوفّاها الأجل وتنتقل الى الرفيق الأعلى , فأنّ اللافتات واليافطات السوداء التي تُخبر وتُعلن وتنعى رحيلها الأبدي , فمن غير المسموح أن تذكُر < إسمها الصريح .!! > , ويُستعاضُ عنه بأنها ” كريمة الشخص الفلاني ” او ” عقيلة أو شقيقة الشخص الكذائي ” , وكأنّ ذِكر ” إسم المرأة المرحومة ” هو عارٌ وخزيٌ يلاحقانها وهي في القبر .! , وكأنّ ذِكر إسمها بعد وفاتها وكأنّهُ يوحي فيما يوحي الى ارتكابها واقترافها لجريمةٍ تمسُّ وتخلُّ بالشرف .!!
وأزاءَ هكذا عقولٌ وأذهان ” من الذكور ” نُقدّم الى ” وزارة المرأة ” إكليلَ نعوةٍ من الزهور , ولعلّ على هذه الوزارة أنْ تُحِلَّ نفسها بحلٍّ يحفظُ مكانتها قبل وبعد الموت .!!
[email protected]