لايمر يوم إلا و تتوضح الصورة أکثر فأکثر عن تزايد الدور المشبوه لإيران في العراق خاصة و المنطقة عامة، والدور مبني اساسا على حماية المشروع الايراني الذي يسعى حثيثا للتبلور و الهيمنة تدريجيا على المنطقة.
إستغلال الاحداث و التطورات و الظروف و الملابسات السياسية في العراق و سوريا و اليمن و توظيفها بسياقات تخدم الاهداف و الغايات الايرانية المشبوهة، هو من أحد الاسس التي يرتکز عليها الاسلوب و النهج الايراني الممنهج من أجل الهيمنة الکاملة على هذه الدول و القضاء على کل أنواع و أشکال المعارضة و الرفض للدور الايراني، وان الدور الذي أدته و تٶديه الاحزاب و الجماعات و الميليشيات التابعة لإيران لايزيد عن دور الوکيل في تأدية و إنجاز المهام المناطة به کما توضح و يتوضح رويدا رويدا.
تصريح محمد حسين صفار هرندي، المستشار الثقافي لقائد الحرس الثوري الإيراني، من أن”طهران مدينة لحلفائها في سوريا والعراق ولبنان واليمن لأنهم يحملون وزر الجمهورية الإسلامية بمحاربة أعدائها ويبعدون سواتر الحرب من حدودنا آلاف الكيلومترات”، إعتراف صريح بعمالة و تبعية هذه الاحزاب و الجماعات و الميليشيات لإيران وانها ليست إلا مجرد وسائل لتحقيق الغايات الايرانية والتي هي مستمرة طالما بقيت الاوضاع بهذه الصورة، وان ماقد کشفت عنه مصادر عراقية حکومية و عسکرية رفيعة المستوى يوم الثلاثاء 30 حزيران، عن مشارکة واسعة لقوات الحرس الثوري الايراني(قرابة أربعة آلاف مقاتل) في معارك مرتقبة بالعراق وان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد وافق بعد تعرضه لضغوط کبيرة من ميليشيات الحشد الشعبي، يعطي إنطباعا واضحا عن الذي يجري في العراق و المنطقة من ناحية الدور الايراني.
اولئك الذين يدافعون عن هذا الدور المشبوه و يشيدون بدور الميليشيات الشيعية التي ليست إلا ميليشيات تابعة عقائديا و عسکريا لإيران، عليهم أن يلتفتوا الى التصريح الذي أدلى به قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، الشهر الماضي، من أن تدخلات إيران في اليمن وسوريا تأتي في إطار “توسع خارطة الهلال الشيعي في المنطقة”، کما أن اللواء رحيم نوعي أقدم، وهو من كبار جنرالات الحرس الثوري، کان قد دعا في 10 يونيو الجاري، ميليشيات الباسيج للتطوع من أجل القتال في سوريا والعراق حفاظا على الأمن القومي الإيراني، وقال إن “إيران إن لم تقض على داعش في العراق وسوريا، فستحاربها في خوزستان (الأهواز) وحتى في طهران”!
خلال مجريات الامور و الاوضاع کلها ومنذ دخول تنظيم داعش للعراق، نشاهد بأنه وعلى الرغم من کل هذا الضجيج و الصخب بشأن محاربة داعش، فإن الاخير ينمو و يتوسع وبعد أن کان متمرکزا في الموصل و يدور الحديث عن تحرير الموصل منه، صار يتواجد في الانبار و يترکز الحديث الان على العمل من أجل تحرير الانبار، وخلال کل ذلك نلاحظ بأن دور إيران و الميليشيات العميلة التابعة لها يزداد و يزداد، وکأن العراق عبارة عن کعکة بين داعش و طهران، ومن هنا، فإن ماقد قيل بشأن أن الحل يکمن في القضاء على داعش و إنهاء دور الميليشيات و طهران في العراق، انما هو عين الحقيقة و الصواب، لأن طهران تسعى بکل جهدها لإستمرار الاوضاع الحالية في العراق و المنطقة خدمة لإستراتيجيتها المشبوهة، ويبقى الحل الاکبر و الامثل هو دعم مشروع المعارضة الايرانية من أجل التغيير في إيران والذي تقوده السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية لأن بقاء هذا النظام يعني مجئ و تأسيس المئات من التنظيمات المشابهة لداعش.
[email protected]