في غياهب السياسة ، كما في غياهب دهاليز المكر والخديعة ، يختبيء الكثير من النواب والوزراء ومن يليهم في المرتبة، ومنهم حتى رجال دين يرتدون العمامة وآخرون (مشايخ) يفضلون (لبس الأفندية) وبعضهم يرتدي (العقال العربي مع الدشداشة والحذاء الأبيض) أو ( الشحاطة) ، ويختبئون تحت عباءة من يرون فيه انهم الرجل القيادي الذي يمكن ان يحقق لمكونهم الآمال بأن ينتشلهم من واقعهم المزري ويزيل عنهم خيبات الأمل، وتراهم يلهثون خلفه قبل واثناء الانتخابات واعلان النتائج ، وينطبق عليهم القول ( وتحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ) ، وما ان تمضي المسيرة لأشهر حتى تدرك ان الكثيرين منهم راحوا يستقلون مراكب أخرى ، بعد ان تخلوا عن سفينتهم، وبعضهم هال عليه هذا ان يرى شعب مكونه النور أو يبحث له عن (مخارج مشرفة) ليرفع عنه ظلمه الفادح الذي طال أمده، وراح يلعب في ( جب هذا البعض الفار) كما يقال، لكي ( يتآمر) على قادة مكونه ويخذلهم الواحد بعد الآخر!!
وساسة المكون العربي (نوابا ووزراء وساسة ورجال دين ومشايخ) تجدهم ( كلهم في الهوى سوى ) عندما يتعلق الأمر بمصالحهم الأنانية الخاصة والحصول على (مغانم إضافية ) ، تراهم وقد خرجوا عن ( الاجماع ) الذي توافقوا عليه في بدايات تحركهم السياسي، وما ان وصل الكثيرين منهم الى السلطة حتى تغيرت مسالكهم وتوجهاتهم، وراح البعض من يحمل ( معاول ) لكي يثقب سفينة مكونه، كي تصاب بخروقات، بعد ان يغريه ( البعض) ببعض المكاسب ويوسوس في نفسه الآمارة بالسوء ان خروجه عن جماعته وبيع مصالح مكونه في سوق النخاسة هو من يحقق له أمانيه في ان يحصل على مبتغاه من مغانم السلطة التي يسيل لها اللعاب!!
حتى المواقع التي يفترض بأنها تدخل في الاعتبارات الدينية دخلت (سوق المزايدات) ، وأصبح من يدفع أكثر لنواب من داخل مكونه او من المكون الآخر ويدفع له (أكثر ) تكون ورقته هي ( المرجحة ) في الفوز بمنصب رفيع، حتى وان ذهبت مصالح مكونه الى مهاوي الجحيم، وهو يبقى ( يحلف بأغلظ الايمان ) انه جاء للدفاع عن مصالح هذا المكون وهم يعرفون حق المعرفة ، بأن هناك من سيأتي في (غفلة من الزمان) ليفوز بمنصب هو ليس من استحقاقه، الا ان الاقدار اللعينة وشراء الذمم هي من اوصلته الى كرسي السلطة الذي سيوفر لها مخارج الحصول على مادفعه من أموال اشتراها بمبالغ باهضة، وهو يريد إسترجاعها من مشاريع هذا الموقع بأي ثمن!!
والأخطر من كل هذا ان ينغمس نواب من المكون المحسوب ( ظلما ) على مايسمى بالمكون العربي في لعبة عقد (الصفقات) مما يدفعه لهم الاخرون لتخريب أي توجه لكيانهم السياسي ولقيادته واذا بهم يخذلونها في أحرج الظروف، بعد ان قبضوا من (صفقات التآمر) ما يشكل اكبر اهانة يوجهونها لمكونهم الذي ادعو تمثيله واذا بهم يبيعون مستقبله وحاضره ، وهو يبحث عن قامة هنا او هناك علها تكون معينا له في الملمات واذا بالكثيرين منهم وقد تنصلوا عن كل التزاماتهم تجاهه وضربوا عرض الحائط كل ما اقسموا به من يمين!!
عجيب غريب أمر نواب ووزراء وحتى رجال دين من المكون ( السني) انغمسوا في لعبة (التآمر) المكشوف وعرضوا مصالح مكونهم لمخاطر لاتحمد عقباها، وبقي رئيس الكيان السياسي الذي إختبأوا لفترة تحت عبائته وهو من أوصلهم بأصواته الى تلك المواقع، واذا بهم يتساقطون مثل شجرة شاخ عمرها ونخرت الارضة حائطها وخرجت عن الطريق، لتوجه سهام غدرها لمكونها وقيادته، وتمادت في ان تدخل (خنادق الاحتراب) ضده وتوجه سهامها كي تفتك به وتعرض سمعة مكونه الى الامتهان!!
الخارجون عن الأخلاق قبل القانون هم الجناح الاخطر في قيادات وسياسيي المكون العربي، وهم من باع الكثيرون منهم حتى شرفه وسمعته السياسية واوصلها الى الحضيض، عله ينال (مغانم) حتى وان كانت (دنيئة) الا انها ترضى طمعه وغروره وجوعه القديم الكامن في متاهات شخصيته الضائعة المغمورة، عله يكون بمقدوره ان يشبع نهمه الى المال والسلطة، حتى وان دخل ( صالونات الدعارة السياسية ) وراح ينهمك مع العاهرات وبائعات الهوى، ليدخل لعبة إغتنام (الأضواء) التي تم تسليطها عليه، وقد ارتضى ان يدخل مرحلة ( التسقيط السياسي) ضد نفسه والاخرين، فالسقوط الأخلاقي لم يعد يشكل بالنسبة للبعض من هؤلاء هما او رذيلة، لان من باع أخلاقه في المزاد العلني لن يضيره ان يدخل متاهات السقوط الأخلاقي من أوسع أبوابها..وما نراه هذه الايام من اتفاقات من خلف الظهور وتحت الكواليس وبين (صالونات الدعارة الحمراء ) خير مثال على مانقول!!