18 نوفمبر، 2024 12:57 ص
Search
Close this search box.

ما بين ثرثرة الحاكم والمحكوم‎

ما بين ثرثرة الحاكم والمحكوم‎

كان سقراط من الذين انتفضوا على ثرثرة الناس فعندما كان يخاطبه أي انسان قائلاً : صباح الخير يا سقراط كان يقول له أعرف أننا في الصباح ولكن ما الذي تقصده بالخير ؟ هل هو خيري أنا أو خيرك أنت أو خير كل الناس ؟ وليت سقراط موجود اليوم لدفن نفسه من كثرة الثرثرة ، والثرثرة هي الكلام الكثير بلا فائدة ، واذا كانت الثرثرة هذا تعريفها ،فنحن كم سمعنا وكم دخل في رؤوسنا كلام من هذا النوع؟!، صدر من الساسة والقادة في العراق، لا بل حتى الشارع تغلب عليه هذه الصفة، رغم قساوة التوصيف، لكن الحقيقة هذه، فلا تكاد تمر دقائق لا تسمع فيها متذمرا من الوضع والفساد والقبح، الذي اصبح سمة ملازمة لمن في السلطة، والثرثرة تكمن في عدم فاعلية هذا التذمر، فقد اصبح التذمر والانتقاد لنفسه، أي تذمر للتذمر، ولا يستتبع موقف او عملا تجاه القبح والفساد، ولو خرج البعض وانسلخ عن هذه الصفة وبدأ يتخذ موقفا تجاه المعاناة، فستتكفل به ثرثرة ساسة الفساد وقادته وتخمده وتعيده الى جسده المخدر، فثرثرة المسؤولين تصف الفساد وتتحدث عنه، في وسائل اعلامها، وتصدر البيانات في ادانة الفاسدين، كلهم يتحدثون عن كلهم، فاسدون يتحدثون عن فاسدين، ويطالبون بمحابستهم، وهم في موقع المحاسب بفتح السين ، هذه الثرثرة هدفها التخدير والاستحمار، وقد اثبتت فاعليتها طوال الاعوام التي مرت، فهل سمعتم ان احد الحيتان تمت محاسبته ومحاكمته؟!، وانا اتحدث مع نفسي عن الثرثرة او لعلي اثرثر، كتب على شاشة احدى القنوات عاجل من عواجلها لاحد القادة، يقول “ان الاعتداء على المتظاهرين اعتداء علينا ” ،
حقيقة ضحكت كثيرا على هذه الثرثرة، وتذكرت تصريح بهاء الاعرجي قبل ايام حول تظاهرة البصرة، حيث قال انها ليست عفوية ومن ورائها جهات، ومدفوعة الثمن، وقفز الى ذهني ايضا اقتراحه ومن معه في لجنة الطاقة، حول فرض كمرك لا يقل عن 200% على اجهزة التبريد، فياسيادة القائد هل يوجد اعتداء اكثر من هذا ؟!، وملحق العاجل هذا “يطلب فيه محاسبة المسؤولين عن الفساد في هذه الحكومة وفي السابقة “، ولا اعرف هل هذه الدعوى تشمل وزرائه في كلا الحكومتين السابقة والحالية؟! ،حقيقة الامر ان هذه التصريحات لا تخرج عن كونها ثرثرة تخديرية، فقد تعود هذا القائد على وضع احدى ارجله في الحكومة والاخرى خارجها، يقفز بها وقت الحاجة وعند الضرورة، ولا اظلم عبد المهدي الكربلائي لو قلت عنه انه زعيم في الثرثرة فقد عودنا ان يطل علينا كل جمعة في ثرثرة متسلسلة ونسى او اعتمد على نسيان الناس انه هو ومرجعه من اوجب انتخاب اصحاب الفساد ولمرات متكررة ،فالى مزيد من الثرثرة مادامت سوقها مزدهرة.

أحدث المقالات