3 نوفمبر، 2024 12:36 ص
Search
Close this search box.

كيف صور القرآن الكريم مصطلحي الرحمن والشيطان ؟

كيف صور القرآن الكريم مصطلحي الرحمن والشيطان ؟

الكتاب والقرآن … الحلقة الحادية عشر
تأليف الاستاذ الدكتور محمد شحرور
يقول الحق :
الرحمن علمَ القرآن * خلقَ الانسانَ * علمهُ البيان * …..والسماءُ رفعها ووضع الميزان * ألا تطغوا في الميزانِ * وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان ،(سورة الرحمن ). هذه آيات حدية لا تقبل الأختراق .

أبتداءً نقول ان مصطلح الرحمن ، ومصطلح الشيطان، هما النقيضان اللذان يعملان في الدماغ الأنساني ” التصديق والتكذيب ،أي” الحقيقة والوهم” ان المعرفة الانسانية تحتم على المسلم الصحيح ان يعرفهما ويعرف الفرق بينهما لغة في المعنى ، وأصطلاحاً للدلالة في التثبيت .

القرآن الكريم يطرح جدلية الانسان في الآية 54 من سورة الكهف، يقول الحق : (وكان الأنسان أكثرَ شيئاً جدلا). وتتضمن هذه الجدلية الحق والباطل (الحقيقة والوهم) وهي جدلية استمرارية بحيث يُفرز الحق عن الباطل حتى تظهر الحقيقة.ان الذين يهربون اليوم من الحقيقة هم واهمون ، والذين يتخذون النميمة بين الناي خاسرين ، لانها قدر موضوعي لابد ان يظهر بقوة المقتدر، فمهما تَهربوا من الحقيقة فستبقى تطاردهم حتى توقعهم في شباكها لتكشف زيفهم ، لذا على من تجرأ على لعدل والحق عليه ان يواجه المصير.

ونعود لكلمة الرحمن :

فهي تعني الرقة والعطف والرأفة ، وتعني الأحسان الى الأخر، وتعني القوانين الالهية في السيطرة والاستحكام ، وهو مصطلح أستحدث بنزول القرآن الكريم ، ودلالته اللفظية هي الرحمة بمعناها الأوسع بين الناس ، لذا اعتبر القرآن القوانين المادية الموضوعية والقائمة على الثنائيات في الكون هي قوانين رحمانية مادية ملزمة في التطبيق ، لكونها هي التي تحفظ الحقوق والواجبات للأنسان ، اي لتحقيق العدالة والاستقامة دون تكليف،كما في قوله تعالى : ( ولا تَلبسُوا الحقَ بالباطلِ وتكتموا الحق ,وانتم تعلمون ، البقرة 42). أي بعد تفريق الحق عن الباطل يجب ان لا نلبسهما معاً مرة أخرى، لذا أورد القرآن في نهاية الآية بقوله (وأنتم تعلمون). والمراد بها دلالية التأكيد .

والاية جاءت حدية ملزمة التنفيذ ،لذا يجب على السلطة والفرد الالتزام بها قانونا واخلاقا دون اعتراض من مصلحة ،او ظرف معين، او رغبة من فرد او حاكم ، وان كان يملك سلطة القانون. فدلالة المصطلح حدية لا تقبل التأويل . والا من يخالف فدلالته ان يبقى حائرا يطلب رحمة الاخرين في الرحمة والغفران؟ لكن الرحمة والغفران لا تعطى لطالبها ان كان مغتصبا حقا بتقصدٍ. كالخيانة الوطنية ،او سرقة المال العام ،او قتل النفس الانسانية دون حق معلوم. يقول الامام علي (ع) : ان الحق القديم لا يبطله شيء لأن العقل مضطر لقبول الحق . فالذين تمادوا على الحق والعدل لن يستطيعوا ان يهربوا من مواجهة القانون والمصير . لأن معرفة الحق تقريرية بموجب النص الآلهي.

أما الشيطان : 2

فهو مصطلح مادي موضوعي له وجود خارج الوعي الأنساني غير مدرك ، لأنه يُذكر ولا يرى ، كما في قول الحق : ( واذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزؤون،البقرة 14 ). فالشياطين هنا قد تعني اشخاصاً غير ظاهرين للعيان ، وقد تعني أوهاما لا تقدر الا بقدر، وقد تعني دلالات معنوية مرتكبة باللا أرادية من قبل الأنسان . حتى قال بعضهم اذا كانت غير مدركة فلماذا يحاسب عليها الأنسان …؟ تلك مسئلة بحاجة الى اجابة فلسفية وسايكولوجية مقنعة. لأنها ظاهرة أنسانية مفسرة بدليل الفعل المرتكب من مرتكبيه.هنا تعني ان الشيطان قد يكون شخصا غير ظاهر للعيان ، لكن النفس الانسانية لها قدرة التفريق بين الحقيقة والوهم لذا فهي تتحمل التقدير .نتمنى ان تجيبنا مرجعيات الدين عن هذا التساؤل ان كنا من المخطئين ؟

هي في الحقيقة تعني الباطل الذي يجب ان يدرك تلقائياً. أما ورود كلمة الرحمن في بداية كل سورة تعني التذكير بقوانين الربوبية التي تدعو الى التطور، وهي قوانين رحمانية تعمل بشكل موضوعي سواءً أدركناها ام لم ندركها ،لأن القدرة الآلهية أمر خارج نطاق الأدراك البشري كما في قوله 🙁 الرحمن فأسئل به خبيرا،الفرقان 59). فالعقل هو الدليل .

ان القوانين الرحمانية التي وردت هي( قوانين الجدل) اي وحدة الخلق وصراع المتناقضات في الشيء الواحد وجدل الأزواج في الأشياء، هي قوانين الثابت والمتحول المُخزنة في الامام المبين الذي يحتوي على قوانين التصرف في ظواهر الطبيعة ،وكذلك السلوك الأنساني بعد حدوثه. فورود كلمة الرحمن في القرآن تعني مفهوم القوانين التي جاء بها الخالق لتنظيم الحياة البشرية على الارض ، ولم ترد في مفهوم الرحمة أبداً، وهو المولد لذا قال الحق : ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون،الانبياء 26).لذا فأن حياة الانسان وافعالهُ كلها مدركات بدلالات قانونية وفق مبدأ العدالة والحق المطلق في القرآن ،لذا لا يجوز تجاوزها ابدا حتى لو تعارضت مع المصالح الذاتية للفرد ، فهل يدرك المخالفون للنص تجاوزاتهم على المطلق الرباني اليوم …؟ وهل أنهم جهلة لا يدركون ؟. هنا لا يمكن ان يقبل الأعتذار عن الخطأ اذا كان بتقصٍد، فهل من يتأمر على الوطن، ويسرق اموال الناس تمحوه زيارة الكعبة في الحج مثلاً ؟ امر في غاية الرفض وعدم القبول.

في العالم الرحماني لا توجد (لا معقولات) وانما هناك عجز العقل الأنساني عن الأدراك لما لا يدرك ، لذا جات بصفة الصيغة المادية الصوتية مثال ذلك (الجن والملائكة) ، فهي موجودة وثابتة بالنص القرآني لكنها غير مدركة ولامرئية ابداً.وكما في عصا موسى التي تحولت الى ثعبان واعادها الله بقدرته الى سيرتها الأولى دون ان يدركها الانسان .يقول الحق : (وما تلك بيمينك يا موسى قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهشُ بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى قال : ألقها ياموسى فألقاها فأذا هي حية تسعى قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الاولى ، (طه17- 21) .

من هنا نستطيع ان نلمس قوانين التطور ودلالاتها المعنوية والفلسفية التي أودعها القرآن فينا ، وطلب منا التطبيق ،وهنا سر أيداع العقل في الأنسان . وتغير الصيرورة وقوانين الزوجية في الاشياء (مخلق وغير مخلق) و (معرشات وغير معرشات). وهكذا ولد الكون وخلقت القوانين الربانية التي لا يجوز اختراقها بمن آمن بالله واليوم الاخر كما في قوله تعالى 🙁 وجئتكم بآية من ربكم فأتقوا الله وأطيعون،آل عمران 59) . والطاعة هنا تكليف وواجب وليس اختيارا . لذا فان قوانين القرآن هي الوجود المادي المخلوق الذي يتماشى مع التطور . ومن هنا نقول ايضاً ان النص القرآني ثابت ومحتواهُ متحرك ليتوائم مع التطور الزمني للحياة ، والا كيف نثبت ان القرآن صالح لكل زمان ومكان ؟ . أن من يخرج على النص قصدا لا يمكن ان يحصد الا الريح في كل ما يرغب ويريد . أما الخيانة بكل أنواعها فهي مردودة على صاحبها بالمطلق ، وخاصة خيانة الاوطان ،انظر الآية 120 من سورة التوبة ومخاطبة القرآن للأعراب الذين تلكئوا عن نصرة الرسول (ص) بعد غزوة مؤته وتلكأ الاعراب عنها. والآية 42 الذي طلب الحق تعالى من الرسول (ص) بعدم السماح لهم بالتلكوء عن المهمة الانسانية.

وبأنتصار الفقهاء على عهد المتوكل العباسي (232 للهجرة) على عهد الخليفة المآمون العباسي وحركة الاعتزال العلمية، تم قصم الفكر الاسلامي العقلاني ، وهنا ضاع الفرق بين الكتاب والقرآن وضاع معهما العقل ، واصبح النقل اساس الاسلام لا

3

العقل ، وهي الكارثة التي حلت بالاسلام ولا نزال نعايشها الى اليوم حين حلت نظرية الجبرفي العقيدة الرسمية لعامة المسلمين، بمعنى ان ما حصل ما كان سيحصل اذا لم تكن أرادة الله قد أرادت حصوله ، فهو قضاء الله وقدره. هنا اصبح النص الديني لا يشكل المعيار الوحيد للسلوك السياسي . هذه النظرية هي التي قال فيها الماوردي(ت450 للهجرة) والغزالي ( ت505 للهجرة). وكاظم اليزدي في النجف الأشرف في اثناء احتلال العراق عام 1918 وغيرهم كثير. التي أفقدتنا التقدم والتطور وفق معايير ا لاسلام الحضارية وتبناها وعاظ السلاطين ، والتي يروج لها الفقهاء الذين خرجوا عن المفهوم العام للقرآن كما في فقهاء التهريج الذين اباحوا قتل الاسلام والمسلمين دون رادع من ضمير كما في القاعدة وداعش وغيرهم كثير.

و اليوم تعدى الامر الى المسئولين حين وصف رئيس جمهورية مصر العربية المتزمت في الدين ،طائفة من المسلمين ( بالكفرة والانجاس) وحث على قتلهم ، ونفذ بعض الجهلة طلبه ممن يدعون الاسلام باطلا جريمة قتل المسلمين، كما حل بالشيخ المسلم المرحوم حسن شحاته والاخرين في منطقة الاهرام المصرية بالقاهرة . ان الرئيس المصري المخلوع الدكتور محمد مرسي بموجب قوانين القرآن والدين متهم بالاجرام ويجب تقديمة لمحكمة التاريخ ،ولا يستحق ان يحكُم المسلمين بعد ان اخترق شريعة الأحكام في النظرية والتطبيق.واليوم يلاقي جزاءه المحتوم .

اما الشيطان كمصطلح :

فقد جاء للدلالة على الباطل في الفكر الأنساني وهو النقيض للرحمن تماماً الذي هو طرف الحقيقة في الوجود المادي كما في قوله تعالى 🙁 يا أبتِ لا تعبد الشيطان ان الشيطان كان للرحمن عصيا ،مريم 44). لذا فالرحمن يمثل الجانب الموضوعي الحقيقي في قوانين الوجود ، والشيطان يمثل الجانب الوهمي في الفكر الانساني ، وفي كليهما دلالة واضحة في القصد.

فكلمة بسم الله الرحمن الرحيم هي ليست فواتح للسور كما اوردها لنا المفسرون خطئاً، بل هي قوانين الوجود المادية التي وردت في كل سورة قرآنية . لذا فالأستعاذة من الشيطان في قراءة القرآن المقصود بها هو صد الشيطان من تحويل قراءة القوانين الآ لهية الى اوهام شيطانية ، وهذه هي منتهى الحكمة في مصطلح الرحمن الذي لم يدركه الفقهاء فظل معطلا في رؤوس الناس الى اليوم، يُقرأ ولا يُفهم .

من هنا فأن المصطلحين الرحمن والشيطان هما اطراف العملية الجدلية في الفكر الأنساني كما أوردهما القرآن الكريم ،فالرحمن يمثل الجانب المادي الموضوعي، والشيطان يمثل الجانب الوهمي في الفكر الأنساني .لذا فالأستعاذة من الشيطان الرجيم قبل قراءة القرآن تعني التصدي له لتحويل القراءة القرآنية الى قراءة مادية رحمانية وابعادها عن اي توجه شيطاني . فمن يبتعد عن تنفيذ اي قانون ضد المادية الرحمانية سواءً كان فردا او حاكما فهو في دائرة المسائلة الربانية عنه حتماً.

من هنا أيضاً لابد لمن يتصدى للتفسير القرآني عليه ان يكون عالما باللغة والعلم، مبتعداً عن الترادف اللغوي الخاطىء و بكل عناصر المعرفة الانسانية ليعطي للقارىء المفهوم القرآني في التطبيق ، فالقرآن ما جاء ليقرأ ويجود بأنحناء الرؤوس كما اعتادت عليه مدارس الدين ، بل جاء ليقرأ ويفهم ومنه تستخرج القوانين الناظمة للوجود الانساني الملزمة في التطبيق . لذا ظل الطالب عندنا بليدا في معرفة التأويل .

القرآن ليس دستورا للناس بل كتاب هداية منه تستل القوانين .فأين نحن اليوم من السلف الذين اهملوا الزمان والمكان واغتالوا التاريخ واسقطوا العقل امثال وعاظ السلاطين ، الذين خربوا الاسلام والمسلمين واشاعوا الفتنة بينهم بحجة الفرِق والطائفية المذهبية المقيتة الباطلة شرعا وقانونا لعدم ورودها في القرآن، فأجازوا تخريب الاوطان واحتلالها من قبل الأجنبي ، وقتل المواطنين بحجج المذهب والدين وهم ودين السماحة على طرفي نقيض.

4

نعم ان القرآن هو المعجزة الخالدة لمحمد(ص) صالح لكل زمان ومكان الى يوم الدين وما ورد فيه ملزم التنفيذ، كأي نص في قانون او دستور. فأين علماء التخصص من التفسير الصحيح. وأين المنهج المدرسي الذي نريده لطلابنا الجدد املا في تغيير النظرة الحقيقة للوجود الرباني الحكيم .

أنظروا مناهج التعليم في مدارسنا اليوم في العراق الجديد والوطن العربي وما فيها من تخريفات المؤلفين والتي حولوها الى اساطير . حتى اصبحت دروس الكيمياء والاحياء تحشر فيها آيات القرآن الكريم حشرا دون سند. واصبحت دروس الدين تدرس بمنهجين مختلفين في المدارس دون تثبيت كما في الصلاة والآذان والأرث والوصية ،وهذه جريمة يجب ان يعاقب عليها القانون مرتكبيها. أية شريعة دينية او مذهب اسلامي يقبل التفريق بين المسلمين والقرآن يقول :ان هذه امتكم أمةً واحدة ًوانا ربكم فأعبدون ،الأنبياء 92 .

والتعليق هنا مني وليس من المؤلف المحترم فأقول :

———————————————-

شعوب كثيرة لها ديانات منزلة وغير منزلة حسب اعتقادها ، وشعوب لا ديانات لها ، ظلت تدين بما خلفته الطوطمية لها كما في أدغال أفريقيا السوداء ، وشعوب اصلأ عاشت ولا زالت بلا دين لها بالمطلق كما في اليابان والصين. لكنها تقدمت وتطورت وأتخذت من شعوبها ووطنها دستورا أنسانيا لها،ما عرفت الفرقة ولا الطائفية ولا العنصرية ولا الاستغلال للمال العام الذي به تتطور البلدان لها ومع الاخرين ، ووضعت أقسى العقوبات لمن يخون الوطن والدولة والمال العام وقتل النفس الانسانية بلا جرم مشهود.منه استنبطت القوانين والقيم وعلاقاتها مع نفسها والشعوب الاخرى ، فعاشت هادئة وهانئة ومستقرة بكراماتها، وكونت حضارات يدين لها العالم اليوم بالتقدير والاحترام ، ونحن نستجديها اليوم ونملك القرآن والدين، ألم يكن هذا نقصا وعيبا لدى الموجهين من قياداتنا ومرجعياتنا الدينية اللاهية بالمال والبنين ، فأين مرجعيات الدين في التوجيه والتقييم ؟. بعد ان تحول الانسان والوطن الى تخريب.

أمريكا دولة واحدة تتكون من خمسمائة أمة لكنها في أمة واحدة، نتعايش فيما بينها بالقانون ، وليس للفرقة فيها من نصيب . بينما نحن أمة واحدة نعيش في خمسمائة أمة في التفريق في المذاهب والدين .أنظر حقوق الأرامل في الدستور الامريكي الرائعة والكفيلة باحترام المرأة وقيمها، بينما قوانينا الاسلامية التي احتقرت المرأة ولم تمنحها الا النزر اليسير من الحقوق حتى اصبحت عالة على اهلها والمجتمع وادى بها الأمر الى ضياع . لاحظ حالة الأرامل في العراق اليوم بعد التهجير.

نحن قد قلبنا الدنيا وأقعدناها اليوم بديننا الاسلامي وكلنا نشهد بالشهادتين، لكن تعالَ على معتقداتنا وتطبيقاتها تجد فيها الف معتقد ومعتقد، والف عادة وعادات والف مذهب وطائفة كلهم متناحرون، حتى خلقنا من المسلم غريما للاخر يستحل دمه وماله وعرضه ، واتهمنا الاخرين بالهرطقة والزندقة واحللنا عليهم القتل والتجريم دون سند من دين وداعش والقاعدة وكل المتزمتين الجهلة في مذاهب الدين والذين يدعون للانتقام من الاخرين دون سند مثالاً ،الا خسئت نفوسهم في التطبيق ،فلا ادري هل نحن احسن من الغير في الالتزام والتطبيق؟ أم هم احسن منا في العقيدة والتثبيت ؟اسئلوا اهل الذكر ليجيبوكم عن الصحيح.

ان الصادين عن الآوطان ، والمزيفين للحقائق، والخارجين على القوانين ، والناكثين للعهود ،والحانثين للقسَم واليمين، والسارقين لأموال الناس بالباطل ، والمتسترين على الأعوجاج ، واللاهثين وراء الحكام من المواطنين والمسئولين،والذي يعاشرون الحياة بوجهين مختلفين من النمامين ،هم الذين تنطبق عليهم كلمة الشياطين وغالبيتهم من الكافرين ، فمصطلح الشيطان ماجاء في القرآن ليرمى على الناس جزافا او للمسخرة من هذا وذاك كما تعودنا نحن ان نطلقه على الأخرين ،بل جاء تقصدا لمعرفة الحق من الباطل في التحقيق على الشياطين ومن يتستر عليهم فهو شريكهم في التقصير. ومالم يحدث الاصلاح الحقيقي في الدولة والأنسان وتعدل القوانين للصالح العام دون تمييز، سنبقى وتبقى الدولة دون تغيير.

5

لقد أضاع التغيير السياسي بعد 1958 الاستقرار في الدولة العراقية . واضاع البعثيون بعد 1963 الوحدة الداخلية العراقية والقانون معاً ، واضاع من جاؤا بعد 2003 بكل مكوناتهم السياسية الهوية العراقية ومفهوم الدولة . لقد فشلوا جميعاً فشلا ذريعا في الاهداف التي اعلنوها قبل التغيير، حين طغت عليهم النزعات المادية والسلطوية فتخلوا عن الوطن والشعب والاخلاق العامة والخاصة وتحولوا الى زمر من الخارجين على الله والوطن والشعب .انهم ليسوا رجال دولة بل مافيا دولةلا اخلاق لهم.

نقول لهم ونوجه الكلام للمسئول الأول بالذات ،اما ان تفعل وتغيير الاحوال بالقانون، أو تتنحى لغيرك ، فلا تضيع وقت الاصلاح فكفانا ما اضاعه سلفك بحق العراق وتاريخ العراق .

أن النظرية الشيطانية التي يطرحها القرآن الكريم اليوم مجسدة في قادة وكتل نظام الحكم عند العراقيين دون استثناء ، هؤلاء الذين سيكتًب سطورهم التاريخ بأقلام الظلام .

اذا لم تنتهِ عصابات الكتل السياسية … وسلطة الدين لن تكون هناك دولة…؟

[email protected]

أحدث المقالات