3 نوفمبر، 2024 12:34 ص
Search
Close this search box.

اقتلوا الطائفية إن كنتم تريدون الحل

اقتلوا الطائفية إن كنتم تريدون الحل

إن خطر الطائفية التي تجذَّرت وتعمقت في العراق لا يقل عن بقية المخاطر التي يواجهها حاضرا ومستقبلا، بل هي الخطر الأكبر و مصدر كل الأخطار والأزمات والدمار، لأنها تتحكم بالوطن والمجتمع بطريقة تقوم على أساس الفكر والخطاب الطائفي الانفعالي، واستنفار الصراعات ، وإشعال الفتن ، وتغليب المصالح الطائفية على مصلحة الوطن ، وتفتيت النسيج المجتمعي، وتقطيع أواصر الوحدة والتماسك والمحبة، وإشاعة الفوضى والأزمات التي تتغذى وتعتاش عليها، وتغييب الهوية الجامعة التي تنعم بأبوتها كل مكونات المجتمع، وتسمح بحرية التفكير والتعبير، على عكس الهوية الطائفية التي هي عبارة عن “دوغماتية” مغلقة، وتشدد وتعصب وتحجر فكري وسلوكي، تحيط نفسها بسور يدفع بها نحو الانغلاق والتقوقع فتشعر واهمة بأنها الحقيقة المطلقة التي يبغي أن يذعن إليها الجميع ولو قسرا مما يدعوها إلى ممارسة العنف والقمع والتكفير وإلغاء الآخر، ولذلك نجد أن مَن يتبنى الطائفية  لا يملك إلا قناعات وأفكار ورؤى جامدة لا تنطلق به نحو آفاق الحياة الواسعة وثقافة التعايش السلمي واحترام الآخر، فهو دائما يعيش حالة الخوف من الآخر ولهذا يعمد الطائفيون دائما إلى تغذية قواعدهم بثقافة مضطربة تقوم على أساس الغلبة وتقديم المصالح الفئوية على المصالح العامة، وكما أن للطائفية آثار وخيمة وكارثية على المجتمع عموما إلا أنها سرطان ينخر بجسد وعقل من يتبناها فهي تلغي العقل والفكر والنظر والتدبر بل تقلب الموازين والحقائق، وتلتف حتى على معتقداتها لأن ما يرتبط بالطائفة ما هو إلا شماعة يمرر من خلالها الطائفيون مخططاتهم وأجنداتهم ومصالحهم الشخصية فيصبح الصادق كاذب والفاسد صالح ، والقتل والتهجير والتكفير انتصارا للمذهب .
ما مر ويمر به بلاد الرافدين من أزمات واحتقانات وفتن وقتل وتهجير وفساد وانعدام الأمن والأمان وتردى في الجوانب الخدمية والسياسية وغيرها ومحرقة كبرى لا تبقي ولا تذر هي من إفرازات التوجه والتحكم الطائفي الذي يسيطر على المواقف والقرارات والتوجهات، ولهذا كان إبعاد خطر الطائفية وذبحها بسكين الوطنية والكفاءة والمهنية من أولويات التغير الحقيقي  ( لا الإعلامي) الذي ينبغي أن يشهده العراق فلا مناص ولا حل لإنقاذ هذا البلد إلا  باستئصال هذا السرطان ومن يروج له ويغذيه ويعمقه ويركزه ..

أحدث المقالات