على الرغم من أنّ التمعّن في استقراء الملامح الأنثربولوجية – ANTHROPOLOGY لرئيس الجمهورية السيد فؤاد معصوم توحي وتعكس على أنه رجلٌ على درجةٍ عالية من الطيبة والحكمة , وبقدر تعلّق الأمر بالأعتداء المسلّح على اتحاد الأدباء والكتّاب , والذي شجبه الرئيس ودعا السلطات الأمنيّة لتوفير الحماية للمراكز الثقافية , فلا بدّ أنْ يقول قائل او مليون قائل أنْ : هل للرئيس من خيارٍ آخر في شجبه هذا .؟ وهل ذلك بكافٍ .؟
رائد عمر العيبدروسي
رئيس الوزراء السيد حيدر العبادي الذي منذ اليوم الأول لتسنّمه السلطة ولغاية الآن , فجميع او معظم تصريحاته لم تبعث على التشاؤم .! , فأنّه ارسلَ قائد عمليات بغداد ومسؤولين كبار من مكتبه الخاص الى مقرّ الأتحاد بغية التحرّي عمّا جرى .! وللإعتذار عمّا جرى ايضاً .!!
دونما تشكيكٍ في نيّات او نوايا كلا الرئيسين , وعلى الإطلاق , لكنَّ ما تفضّلا به غير قابلٍ للصرف لا في القواعد ولا في” علم النحو الرئاسي ” ولا في في غيره ايضاً .!
فأذا ما تناولنا او تعرّضنا لتشريحٍ جزئيٍّ لردّ الفعل الرئاسي تجاه الأعتداء الغامض او شبه الغامض على ” الأتحاد ” وبالدرجةِ الأقلِّ تبسيطاً في هذا التشريح او التفكيك , فماذا لو تفضّلَ ” من فضلهِ ” الرئيس الأول او الثاني او كلاهما وقاما بزيارةٍ شكليّة سواءً لتطييب الخواطر او عدمه < لمدّةِ دقائقٍ معدوداتٍ فقط > لمقرّ اتحاد الأدباء وتحت الأضواء المكثّفة والمُسلّطة لعدساتِ القنوات الفضائية , فأنها ستُحسب لهما اكثر مّما تُحسَب ” سيكولوجياً او بروتوكوليّاً ” لكُتّاب وأُدباء العراق برمّتهِ .. ثُمَّ أنَّهُ ” لغويّاً وغير لغويٍّ ايضاً ” فأنَّ تقديمَ اعتذارٍ للأتحاد فأنه يعني فيما يعني ” اعترافٌ ضمنيٌّ غير مباشر” بتبنّي مسؤولية ما حدث .!!! بالرغمِ من قناعاتنا المتكاملة أنّ الرئاستينِ او الرئيسين هما ابعد من البعيد لما حدث ..
والى ذلك ايضاً , فأنّ الأعتداء او العدوان على مقرّ الأتحاد لايمكن اعتباره كعملٍ حربي او عسكري على مستوى جيوشٍ متقابله .! , فلماذا قام الرئيس العبادي بأرسال ” قائد عمليات بغداد ” تحديداً لأجل التحرّي والتقصّي عمّا حدث .!؟ ألمْ يكن من الأجدر ارسال وزير الداخلية او خصوصاً قادة او بعض قادة الأجهزة المخابراتية او الأستخباراتية لأغراض مثل هذا التحرّي .!
ثُمَّ أنَّ مبنى اتحاد الأدباء سبق وأن هوجمَ لأكثر منْ مرّة , فما الأجراءات والآليّة الدفاعية – الأمنّة التى جرى اتخاذها للحؤول دون تكرار ذلك .؟ ثمَّ ايضاً ماذا لو ” لا سمح الله ” وتكرّر الأعتداء مرّة اخرى .!! فماذا سيقولان او ماذا سيصرّحان رئيس الحمهورية ورئيس الوزراء في حينها .! , ولأنّ المسألة لها اهميتها الكبرى ولها ما لها من أبعادٍ واصداء داخل وخارج العراق , فلا بدّ أن نتوسّع في الحديث لنقول : – اذا كان عدد المهاجمين المعتدين على مبنى الأتحاد يبلغ نحو خمسين شخصاً , فكم ينبغي ان يغدو عدد افراد الحماية .!
وفي الصدد هذا , فقد امسى القول او التساؤل يبعث على المَلَلْ في اعادته وتكراره ” بعد كلّ عدوانٍ غاشم ! ” وهو لماذا لم يجرِ لغاية الآن نصب منظومة ” كاميرات ” تنتشر في العاصمة او على الأقل قرب المراكز الرسمية وشبه الرسمية وغيرها , بغية إشعار مقرّات القيادات الأمنيّة بوقوع مثل هذه الأعتداءات في اولى لحظاتها , وبالتالي تمكين هذه القيادات من ارسال قوّة محمولة في طائراتٍ مروحيّة للتعامل عسكريا وبصورة فورية مع مثل هذه الحالات , وإذ لم تبادر وزارتا الداخلية والدفاع والأجهزة الأمنيّة بذلك طوال السنين التي مضت , وشهدنا ما شهدنا من حالات الأعتداء المسلّح , فلا يمكن التصوّر أنّ الرئيسين فؤاد و حيدر قد تفوتهما اهمية هذه المنظومة ..
ربما كان لطيفا وخفيفا لو بادر رئيس الجمهورية او رئيس الوزراء بالتبرّع بمبلغٍ مناسبٍ او متواضعٍ لأتحاد الأدباء كتعويضٍ نفسي وماديّ عمّا لحقه وتسبّب به المعتدون , ولا اقصد هنا التبرّع من المال الشخصي فلدى كلّ منهما < نثريّة > او ميزانية للنفقات الخاصة , بالرغم من قناعتي أنّ كلا الرئيسين لا يبخلان اطلاقاً للتبرّع من المال الشخصي ..