23 ديسمبر، 2024 6:49 م

أمراض الطفل المدلل ..

أمراض الطفل المدلل ..

لماذا حين نقرأ نصوصا جميلة نتصور انها تمثل روح منتجها وسلوكه اليومي؟هذا التصور الخاطىء رافقني طويلا، في البدء تجرعت خيّبة التضاد الحاد بين الشخص ونصه، ثم حاولت ان اجد تأويلا سيكلوجيا : مرة أقول هي لحظة تطهرية يحاول المؤلف الاغتسال بماء النص ومرة ارى في النص لحظة انفصام معرفي ثم تعود العصا الى ماضيها كأفعى ..لكني اتساءل كيف يدّعي أحد المبدعين العلمانية ويتقزز اذا دخل جامع لأهل السنة للتعزية ويهامس جليسه عن تقززه وهو مايزال في الجامع نفسه !! ومافعله من يدعيّ العلمانية يستنكف منه الطائفي البسيط فالمساجد بيوت الله.وآخر يدعيّ الاممية واذا اراد ان يتنابز بالالقاب يصف الآخر انه عجمي أو بلوشي أو فيلي أو تكليفي، ناسيا ان العجم البلوش والأكراد الفيلة وسكنة تلكيف لهم مساهماتم في نهضة العراق ولهم شهداء في الحزب الشيوعي العراقي وفي الحركة الوطنية وتعرضوا لترقين القيد وهم احياء ولم يغادروا العراق، صمدوا وناضلوا كعراقيين ..اما مدعيّ الاممية، فطوال الحكم الفاشي كان يسافر ويؤلّف كتباً ويحظي برعاية الحكومة الدموية. .آخر لم يكتب فصلاً من رواية وماكتب َ غير ماألفناه منه وكلما تحدث قال انتهى عصر الشعر ،هذا عصر الرواية ..أحدهم يوصينا بقراءة كتب المستشرقين فقط !! فالمستشرقون لايأتيهم الباطل ولايذهبون إليه ، وطبعا هو لم يقرأ (البابكية) للدكتور حسين قاسم العزيز وكيف فنّد جهل المستشرقين وتحاملهم ، وصاحبنا طبعا لايرتاح لكتاب ادوارد سعيد(الاستشراق ) ويجهل (النزعات المادية في الاسلام) للعلامة حسين مروّة. ولم يقرأ تفنيدات المترجمة آمال محمد الروبي ، على (باتريشيا كرون) في كتابها..(تجارة مكة وظهور الاسلام) والمترجمة لم تبخس المستشرقة حقها، لكنها قدمت للقارىء العربي هوامش ضرورية …ومبدع آخر يوزع كتبه كمنشور سري واذا أستهداه أحدٌ نسخة قال له : اشتر لك نسخة وانا ادفع ثمنها !! وهناك مَن له فتوى ثقافية : الانسان بعد الاربعين عليه أن يتفرغ للكتابة فقط ، آخر حين يستعيد الماضي في نصوصه لايتذكر سواه ! كأن الماضي يوتوبيا لشخص واحد ، هؤلاء كأنهم نسق المتعدد في الواحد وهؤلاء اذكياء وكلهم بدرجة خمس نجوم في الثقافة العراقية بسبب حياء / خوف القارىء وهؤلاء ،عرفت أصابعهم كيف تدغدغ خاصرة القارىء العابر بالكلام المطلوب …وهكذا ضمنت هذه الاصابع حماية اجتماعية كثيفة الظل ..والحماية الاجتماعية بدورها ضمنت واجهتها الثقافية الصالحة للأستعمال الدائم..

أمراض الطفل المدلل ..
لماذا حين نقرأ نصوصا جميلة نتصور انها تمثل روح منتجها وسلوكه اليومي؟هذا التصور الخاطىء رافقني طويلا، في البدء تجرعت خيّبة التضاد الحاد بين الشخص ونصه، ثم حاولت ان اجد تأويلا سيكلوجيا : مرة أقول هي لحظة تطهرية يحاول المؤلف الاغتسال بماء النص ومرة ارى في النص لحظة انفصام معرفي ثم تعود العصا الى ماضيها كأفعى ..لكني اتساءل كيف يدّعي أحد المبدعين العلمانية ويتقزز اذا دخل جامع لأهل السنة للتعزية ويهامس جليسه عن تقززه وهو مايزال في الجامع نفسه !! ومافعله من يدعيّ العلمانية يستنكف منه الطائفي البسيط فالمساجد بيوت الله.وآخر يدعيّ الاممية واذا اراد ان يتنابز بالالقاب يصف الآخر انه عجمي أو بلوشي أو فيلي أو تكليفي، ناسيا ان العجم البلوش والأكراد الفيلة وسكنة تلكيف لهم مساهماتم في نهضة العراق ولهم شهداء في الحزب الشيوعي العراقي وفي الحركة الوطنية وتعرضوا لترقين القيد وهم احياء ولم يغادروا العراق، صمدوا وناضلوا كعراقيين ..اما مدعيّ الاممية، فطوال الحكم الفاشي كان يسافر ويؤلّف كتباً ويحظي برعاية الحكومة الدموية. .آخر لم يكتب فصلاً من رواية وماكتب َ غير ماألفناه منه وكلما تحدث قال انتهى عصر الشعر ،هذا عصر الرواية ..أحدهم يوصينا بقراءة كتب المستشرقين فقط !! فالمستشرقون لايأتيهم الباطل ولايذهبون إليه ، وطبعا هو لم يقرأ (البابكية) للدكتور حسين قاسم العزيز وكيف فنّد جهل المستشرقين وتحاملهم ، وصاحبنا طبعا لايرتاح لكتاب ادوارد سعيد(الاستشراق ) ويجهل (النزعات المادية في الاسلام) للعلامة حسين مروّة. ولم يقرأ تفنيدات المترجمة آمال محمد الروبي ، على (باتريشيا كرون) في كتابها..(تجارة مكة وظهور الاسلام) والمترجمة لم تبخس المستشرقة حقها، لكنها قدمت للقارىء العربي هوامش ضرورية …ومبدع آخر يوزع كتبه كمنشور سري واذا أستهداه أحدٌ نسخة قال له : اشتر لك نسخة وانا ادفع ثمنها !! وهناك مَن له فتوى ثقافية : الانسان بعد الاربعين عليه أن يتفرغ للكتابة فقط ، آخر حين يستعيد الماضي في نصوصه لايتذكر سواه ! كأن الماضي يوتوبيا لشخص واحد ، هؤلاء كأنهم نسق المتعدد في الواحد وهؤلاء اذكياء وكلهم بدرجة خمس نجوم في الثقافة العراقية بسبب حياء / خوف القارىء وهؤلاء ،عرفت أصابعهم كيف تدغدغ خاصرة القارىء العابر بالكلام المطلوب …وهكذا ضمنت هذه الاصابع حماية اجتماعية كثيفة الظل ..والحماية الاجتماعية بدورها ضمنت واجهتها الثقافية الصالحة للأستعمال الدائم..