23 ديسمبر، 2024 11:26 م

أقيلوا رجال الحكيم. نصرة لداعش…

أقيلوا رجال الحكيم. نصرة لداعش…

تمر علينا هذه الأيام الذكرى السنوية الأولى لتصدي المرجعية الرشيدة لداعش وإيقاف تقدمها، بفتوى الجهاد الكفائي المقدس، وبما أن التنظيم نفسه قد أعترف أن أعداده داخل العراق كانت في حينها قليلة، وأنه لم يتوقع سقوط الموصل وما تلاه، وإخلاصا لدماء الشهداء، وحماية لأنفسنا يجب علينا ألا ننسى من كان سببا بدخول داعش في بادئ الأمر، بقصد أو بدون قصد، لينتشر في ثلث الجسد العراقي كالسرطان.

لم يكن أمر الانسحاب للقوات الأمنية هي الخيانة الوحيدة، ولكن سرقة ميزانية 2014 بالكامل مع العلم بهبوط أسعار النفط كانت هي الخيانة الكبرى، فبلد لا يستطيع دفع رواتب موظفيه، بالتأكيد لن يستطيع الصمود أمام تنظيم إرهابي، ممول ومدعوم من دول عدة بما فيها أمريكا وإسرائيل.

كذلك من المنطق أن نتشبث بمن رفع الراية وتصدى لداعش وهم المرجعية والشرفاء الذين أتبعوا فتواها بدون أي تردد، وقد كان متوقعا أن يهاجم هؤلاء الشرفاء من الماكنة الإعلامية المساندة لداعش، ولكن ما لم يكن متوقعا، أن يروج لهذه الأكاذيب والإشاعات من يدعي أنه مرجعي، ومؤمن بالحرب المقدسة ضد داعش والفساد.

أكثر من يتعرض لهذه الإشاعات هم رجال الحكيم، والسبب هو نجاحهم المنقطع النظير فمن الناحية العسكرية، لا يوجد نصر على داعش لم يكن لهم دور فيه، من آمرلي، فالمكيشفية، الى الرمادي وتلال حمرين، وغيرها من المناطق الساخنة، وكذلك فوجود معسكرات تدريب لهم معدة للتصدي لأي طارئ، داخل المدن الرئيسية ساهم في أستتباب الأمن داخلها، كما حدث بصد هجوم داعش في منطقة البوعيثة ببغداد، والتلويح بجاهزية ستة آلاف مقاتل لكل من يهدد أمن البصرة وسلامة أبنائها.

ومن ناحية أخرى فالرجال الحكيم في الدولة الفضل الأكبر بسد العجز في الميزانية الذي تسبب فيه الخونة المفسدين، فارتفاع صادرات النفط الى أرقام قياسية بتاريخ العراق وبفترة قصيرة كان بفضل حكمة وحسن أدارة عادل عبد المهدي، ونجاح الزبيدي بتحويل 160 مليار دينار عائدات عبور الأجواء العراقية إلى حساب وزارة المالية لدعم العجز في الموازنة، والخطوات الجبارة لعبد الحسين عبطان في تحويل وزارة مستهلكة لم يكن لها دور يذكر، الى وزارة منتجة يشار اليها بالبنان، كل ذلك من غير اللجوء الى الحلول الترقيعية التي دفع ثمنها المواطن، والتي أتبعت من بقية الوزارات مثل طرد موظفي الأجور اليومية، وإيقاف التعينات، والتأخر بدفع رواتب الموظفين، وإذلال الطلبة المبتعثين بتقليل رواتبهم والإصرار على استمرار التخفيض رغم ارتفاع أسعار النفط مجددا.

هذا هو الفرق بين النجاح والفشل بحسابات العقل والمنطق، وهو الأساس بتحديد فساد المسؤول من عدمه، لا الإشاعات والاخبار الكاذبة التي نهت عن تداولها المرجعية الرشيدة، لكي ننجح بتغير الواقع المتردي الذي نحن فيه، يجب أن نشد على يد الشرفاء ونشجعهم، ونحاسب المفسدين، لا أن نساوي الشريف بالفاسد، والناجح بالفاشل، تعصبا وعزة بالإثم، فنحن من سنكون السبب والضحية بنهاية الأمر.