25 نوفمبر، 2024 1:54 م
Search
Close this search box.

رد على الأبواق النفطية, أفكاركم تهدد وحدة البلد

رد على الأبواق النفطية, أفكاركم تهدد وحدة البلد

العراق اليوم يتعرض إلى هجمة شرسة, من قبل قوى عالمية, تهدف إلى تفتيت العراق, إلى كيانات صغيرة ضعيفة متناحرة, وما داعش إلا أداة أوجدها الغرب, لتثبت حدود المستقبل, والهجمة مخصصة للعراق وسوريا, بهدف إزالتهما من الوجود, كي يصحو العالم على واقع جديد, يضمن سيطرة القوى العالمية, على مصدر الطاقة للعقود المقبلة.
هنا يحتاج العراق إلى تقوية المركز, ليمسك أجزائه من الانفلات, خصوصا إن أعطاء صلاحيات أوسع للأجزاء في التصرف بالثروات,  سيضعف البلد, ويأخذ به نحو التقسيم.
أمريكا, كان ديدنها عندما تأتي لبلد ديمقراطي, فإنها تبذل جهود كبيرة لتحوليه لنظام طاغوتي, بيد قائد وحزب واحد, كي يحصل الصراع الداخلي, الذي ينتج أزمات وحروب, تدفع نحو أضعاف البلد, ويكون مهيئاً للارتماء بأحضان أمريكا, وهكذا فعلت في بلدان أمريكا اللاتينية كالسلفادور ونيكاراغوا.
وعندما تجد أمريكا بلد يحكمه طاغوت مستبد, وحزب متفرد بالسلطة, هي تمده أولا لتستفيد منه اكبر قدر ممكن, وعندما يصيبه الضعف, تتحول أمريكا لداعية لنشر الديمقراطية, واغلب البلدان التي تعيش تحت حكم طاغوتي لعقود طويلة, تصبح الديمقراطية الأمريكية فيها, سببا للانقسام والصراع, وليست حلا للرقي, فالديمقراطية التي تروج لها أمريكا, هي إن يكون الحكم بيد التجار والأغنياء, تحت عنوان الانتخاب, ويتحول الشعب لفاقد السلطة والتأثير, وتصل للحكم فئة من التجار والطامعين, وهو ما يحصل في العراق.
وحدة العراق في خطر, نتيجة الديمقراطية الأمريكية, التي أنتجت مشاكل فاقت تصور المخطط الغربي.
من يريد الحفاظ على العراق, يجب إن يفكر ألان في جعله قويا, ومعافى من أي ضعف, والقوة تأتي من مركزية اقوي, بحيث تمسك البلد من التفتت, إن صراع اليوم هو صراع على الثروة, لذا عندما نفكر في إعطاء صلاحيات أوسع, نكون قد وضعنا معولا في قلب العراق, ألان البلد غير متهيئ لهكذا أفكار جميلة, التي ينادي بها بعض الشخوص, والأقلام الخاضعة لسلطة الأحزاب, في مسعى لإثبات الجدارة, بعيد عن قراءة للوضع الحالي, ومخاطر هكذا أفكار, فهي أفكار تسير بنسق واحد مع مخطط التقسيم, الذي يجتهد به الغرب لتحقيقه.
النفط يجب إن يبقى ريعيا, خصوصا في هذا المقطع الزمني الخطير, كي نحفظ حقوق الناس, ولا يحق لأي شخص المزايدة, على قوت الناس, وكي نتطور هناك مجالات كثيرة, كالاهتمام الحكومي بالصناعة والزراعة والسياحة, فلماذا لم تقم الحكومات المحلية في بناء مصنع واحد في كل محافظة, ولماذا لا تستغل الحكومات المحلية ما يرصد لها من مبالغ ضخمة جدا , أين برامج المحافظات للتطور؟ انه دليل فساد, فكيف إذا تم إعطائها مشاركة اكبر بالنفط, من خلال مشروع تروج له بعض الأقلام, بالتأكيد ستزيد غنيمة الفئة الحاكمة في المحافظات, ولا يتحقق شيء للشعب, لأننا لسنا مهيئين ألان لهكذا أفكار جميلة, فهي كالسم بالعسل لو طبقت ألان.
عندها لن ينفعنا ارتفاع معدل صادرتنا, لان ما ينتج يختفي, وثانيا ترتفع حدة الصراع السياسي بين المحافظات المنتجة للنفط, والمحافظات التي لا تنتج, خصوصا الموصل والانبار وتكريت, الباحثة عن أي شيء لترفع قميص عثمان, وهكذا نجد إن الأفكار الجميلة ستوجد واقع مخيف, لا يحقق شيء ايجابي للعراق.
ملاحظة مهمة للسيد الوزير, يجب عدم حسن الظن بالبطانة, فهي تجمل لكم القبيح, وتنفخ في بالون كبير, إلى إن ينفجر, عندها لن ينفع السيد الوزير أفكاره الجميلة.
نعم بعد عبور الأزمة, والحفاظ على وحدة العراق, وإصلاح النظام السياسي, والخلاص من الدولة العميقة, عندها يمكن إن نفكر بتطبيق هكذا أفكار.
مجرد رأي حر, بعيد عن النظام الإعلامي القائم على التملق.
والسلام.

أحدث المقالات

أحدث المقالات