أنت خليفة الباري في الأرض, وأكثر بكثير من إسمك, فأنت إسم ودين وقيم وتاريخ, وطموح وأحلام وأدوار مختلفة, وماضي وحاضر ومستقبل, وعبدا لرب واحد أحد, خلقك من تراب, وجعلك في أحسن تقويم, وأوجب عليك الطاعة له.
عراقي.. بلد الحضارات, والأنبياء والرسل و الأصالة العربية وكرم العشائر, أرضه مقدسة بما تحمل من رفاة الأطهار, منبع الفكر والعقيدة والعلم, بلد العلماء والحكماء, ومعاني أخرى كثيرة, تجمعها كلمة العراق, لتعرف من أنت ! .
الإختيار هو الإنتقاء و الإصطفاء و الإنتخاب, وهذا يعني تحديد موقف, وربط مصير أفراد أو عائلة أو بلد, في الحاضر والمستقبل, والطموح لتحقيق أهداف, من أجل المجتمع والحياة والرفاهية, فأنت المسؤول عن إختيارك .
إذا الإختيار.. ما يحمل من ردود أفعال, سواء كانت إيجابية أم سلبية, يكون تأثيره مرتبط باكثر من شخص, بل يشمل ما يحيط به وفق نطاق التأثير, فليكون التفكير بالإختيار, ليس من أجل الشخص فقط, ولكن من أجل ما يحيط ويؤثر به, فتتحمل مسؤولية إختيارك, ومسؤولية من وقع التأثير عليهم, بسبب اختيارك.
أن هذا التكليف له شرعية وأمانة, كلفنا بها الباري, يحتم علينا صيانتها, والحفاظ على أمانة القادر المقتدر, التي أوكلها لنا خلفاءه في الأرض, لإصلاحها بالإيمان والعقيدة, متمسكين بما أنزل على رسوله, لنشر العدل والمساواة .
أنعم الباري علينا بنعمة الإسلام, وبرسوله الأعظم وآل بيته الأطهار, لهم صفات و أخلاق نقتدي ونتمسك ونعمل بها, تعلمناها من مدرسة وصبر سيد الشهداء, ومن تبعهم, بحمل هذه الرسالة , لماذا لا نختار على أساسها ؟ من يمثلنا, ويكون مصدر ثقة لنا, في إدارة شؤون بلدنا .
نعلم أننا في بلد مقدس, له خصوصية مختلفة بين بلدان العالم, تحمل صفات وأخلاق ومبادئ, ورثناها عن الرسول وآل بيته, تفتقر لها شعوب العالم, لماذا لا تكون مقياسنا ؟ ونضعها أمام أعيننا, عند التفكير بالإختيار, فتكون نجاتنا وإنقاذنا من الضياع إلى بر الأمان, بعدما وجدنا أنفسنا, نغوص في الكوارث, والواقع المرير الذي نعيشه, ونتحمل إزرها, بسوء الإختيار .
عشنا التجارب في السنوات السابقة, وما تحمل من دروس, علينا الإنتباه كي لا تكرر, وتعود حجر عثرة, تحطم مستقبلنا, وأمال الأجيال القادمة, التي سجل التاريخ علينا سوء تصرفاتنا, رغم دفعنا الثمن غاليا,