طفولةُ شاعر في أحلامهِ
——
مرةً ثانيةً
عاد ذلك الصبي
والذي كان يشبهني يوما ما أنا!
يتبعني حافيا
ذليلاً وباكيا
( كما كنتُ من قبلٌ أنا أتبعُ أبي )
يا ترى مَنْ قد دعَاهْ ؟
أم جاءَ يُوَدِعَا ؟
أثارَ غيظي
فأمسَكْتُ بنعالي ورميتهُ واحدا !
جلسَ يبكي ويلحسُ بمخاطهِ
كأنهُ لا يريدُ أن يفارقني
وربما أبدا
لكنهُ بغتةً
بجسدهِ النحيلِ استدارَ
وبعيوني طويلا رَنَا ..
أسرعَ مبتعدا …
حينَ أفِقْتُ عَزَّ عليَّ غمْضُ عيني
كأني ما بين حوافِ لَحْدٍ أهجَعَا
قلتُ : حمداً للهِ ..
قَنَعَ فَرَجَعَا ..؟
على أيِّ سخامٍ ولطامِ يأتي بعدَ ستينَ سنةٍ
يا تُرى إلى هُنَا ؟
*****