بدل أن تكون الوزارات مكان يجلس فيها الكفوء والاختصاص ويضع خبرته بما ينفع ويرفع عطاء الوزارة خدمة لوطنه وشعبه .. تحولت إلى مزادات من يدفع أكثر وهذا نتاج المحاصصة القبيح الذي يعطي الكتلة المعنية الحق في الترشيح والإقصاء والتبديل .. والمتبادل بين الناس وشبكات التواصل الاجتماعي أن الكتلة أو من بيده الحل والربط تملي شروط وتحديدات والتزامات مالية على المرشح للوزارة تعد بملايين الدولارات وبما إن لا رقيب ولا حسيب على ما يقوم به الوزير فتراه يطير فرحا لهذا التكليف وتصبح الوزارة ليست لعامة الناس وإنما له ولأهله وأقربائه وأصدقاءه ومن تفرضه الكتلة أو التيار أو الحزب تخدمهم بإشكال وألوان متعددة الوجوه تعود بالفائدة لكل هؤلاء ..
أليس الوزير من استأجر الوزارة لمدة أربع سنوات بسرقفلية بالأعجمي أو { خلو } بالمصري وبذا يعود ريعها واستثمارها كحق طبيعي ورسمي للفساد المحمي من كتلته !! فأية جدارة أثبتها وزير حتى يتحول من الكهرباء الى النفط ومن الدفاع الخشنة الى الثقافة الناعمة !! ومن الإسكان والأعمار إلى الصناعة التي هي مدار حديثنا التي رشح لها الوزير الذي خرج من شباك وزارة الأعمار ليدخل من باب وزارة الصناعة بعد حمل ثمن أتعابه وأخذ الجمل بما حمل .. وأرشدكم الى المواقع والفضائيات كمرجع لمعرفة المزيد من الأرقام التي تشير الى حجم المبالغ الخيالية ثمن الاستيزار والبيع والشراء المهتمة بالفساد والمفسدين !! وحتى لا نتجنى على وزير الاعمار السابق اللاحق ونغمط أعماله غير الخمط والصمط ..
عبرت على احد جسور بغداد الممتدة من الكرخ إلى الرصافة فشاهدت لوحة كبيرة خط عليها ما ياتي [ برعاية معالي وزير الأعمار والإسكان تم انجاز وتطوير الجسر ] وفرحت لهذا الانجاز الكبير والمدهش وهو عبارة عن ربط اعمدة بلاستيكية ملونة بسلاسل حديدية لعمل فاصل بين السيارات التي تستخدم الجسر وصبغ حافات الرصيف !! والذي يعزز الفساد في هذه الوزارة هو قيام أثنان من التيار الصدري بالاعتداء على نائب اعترض على الشخصية المرشحة والتصويت عليها بالاقتراع الآلي وليس برفع الأيدي مما فوت عليهم فرصة قبض المقسوم وكذلك المقابلة مع فضائية تعهد بالرد عليها بالفصل والدية والعشائر عندما أحرج بمشاهد الفساد وتعينات الاقارب !!..والشواهد كثيرة وأثيرة في بقية الوزارات المصابة بالشلل والتي يطغى عليها الطابع الاستهلاكي وضعف الإنتاج والخدمات والتي تحتاج الى إصلاح في الاستثمار وخلق فرص العمل والتأثير في السوق ورفد خزينة الدولة بأموال اضافية دون الاعتماد على واردات النفط المتأرجحة ..ومن يتصدى لهذا العبء قبل فوات الأوان .. ليلقم الفساد بحجر ليطفيء نار النهب والسلب المستعرة في البلاد !!