25 نوفمبر، 2024 11:34 م
Search
Close this search box.

عمامة محبة ووئام ,وعمامة بلاء وانتقام

عمامة محبة ووئام ,وعمامة بلاء وانتقام

أحد الأصدقاء الذين اعرفهم يقول لي :عندما يأتي شهر الأحزان محرم الحرام لدي موكب حسيني ولي الشرف بخدمة زوار أهل البيت المتوجهين لزيارة ابي الضيم الأمام الحسين (ع) وهذه شعائر أحييها طبقاً لقول الأمام الصادق {رحمة الله من أحيا أمرنا} ,هذا كله لا غبار عليه والأجر كما يقولون على قدر المشقة ,لكنني فوجئت وهو يرتدي دشداشة سوداء وعلى رأسه عمة سوداء أسوة بالعمة التي يضعها على رؤوسهم السادة من نسل النبي(ص),بيت القصيد أنه من العوام وليس سيد ورجل دين قد أنهى مراحل علمية من الدراسة في الحوزة العلمية ,ولا يمارس القراءة بمجالس العزاء بحق أهل البيت بذكرى مصائبهم ,أن وضعه العمامة جاء من باب الوجاهة والكرامة والرفعة التي تتحلى بها هذه الأسرة الطيبة الطاهرة المطهرة ,وفعلاً يقول لي : بمجرد أن أضع العمة على رأسي يتوافد الناس مقدمين علي يستأنسون بي وهناك من يريد أن يقبل يدي وآخر يأخذ معي صورة للتذكار بأن له الشرف أن التقط صورة مع أبن بت الزهراء (ع) بغض النظر عما كانت النية والسريرة الطيبة التي دفعته لهذا العمل ,فمثل هذا الفعل سيجرأ الآخرين لأن يقوموا بهذه الأعمال ويحتالوا على الناس بأسم الحسين ومظلوميته ,ويدعون أنهم سفراء للأمام المهدي عج ,حتى يستحوذوا على عطف الناس البسطاء الذي يكنون الحب والمنزلة الرفيعة لآل البيت بأن يمارسوا عليهم الخديعة ,كيف لا وقد أوصانا الباري بحبهم واحترامهم جزء من مقومات الدين الاسلامي ؟,نريد من العمامة وهي تاج رسول الله ,بشأنها ووزنها بأن تكون غمامة سلام ووئام كما فعل الرسول (ص) مع أصحابه وأعدائه ,وليس مصدراً لمن يغذون العنف والإرهاب كالبغدادي مرتدياً السواد من أعلى رأسه لأخمص قدمه يدعي تطبيق الخلافة الا أسلامية ,ايضاً هو يلبس العمة السوداء ويصدر الفتاوى التي تبيح القتل وسفك دماء الأبرياء العزل ,وعلى وجه الخصوص مواكب عزاء وأفراح أهل البيت عليهم السلام ,وشتان مابين عمامة صديقي الذي يخدم القريب والبعيد في ذكرى عاشوراء ,وبين أولاد شذاذ الأفاق القادمين (الانتحاريين ) من وراء الحدود تغذيهم ثقافة الحقد ليفجر نفسه على مواكب زوار الأئمة (ع) ليلتحق بركب الرسول ويجلس معه للغداء,فإذا كان الحبيب المصطفى ينتظر في الجنة من يقتل الناس بغير ذنب تحت عبارة (عبدت القبور والأوثان) ؟فماذا سيقدم ويفعل لمن يريد المواساة لأهل بيته الكرام ولمصائبهم ويسكب

دموعه ويعيش الآهات والعبرات,والفرح لأفراحهم ؟ اعتقد أن الإجابة واضحة في الآية الكريمة بقول الباري:{قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } فأهون الشرين قبول ما يفعله ذاك المتنكر بزي السيد ,ولا قبول زي البغدادي وعمامته السوداء التي تحتها شيطان مارد.

أحدث المقالات

أحدث المقالات