الكتاب والقرآن لمؤلفه :الاستاذ الدكتور محمد شحرور
كيف تعامل معها المسلمون اليوم…؟
لقد وردت في الكتاب آلايات الحدية والحدود بتوجهات متعددة في تطبيقاتها صيانة للحق والعدل وتطبيق الصراط المستقيم بين الناس ، خوفا من ان يستغل القانون لصالح السلطة ، لأن نظرية الحقوق في القرآن مطلقة لا يجوز التجاسر عليها في كل الظروف والاحوال: كما عبر عنها القرآن الكريم بقوله : (تلك حدود الله فلا تقربوها البقرة ،187 ). منها :
الآيات الحدية : في البداية علينا ان نؤمن ان القرآن هو قانون الوجود الذي لا يتصف بطابع النسبية، فهو يحتوي على الطابع المطلق في المحتوى. لذا يعبر عنه بثبات النص وحركة المحتوى .ومن اجل اخضاع النص المقدس لحركة التطور الزمني لابد من تأويله علميا ليتماشى مع الزمن،حتى يقال عنه يصلح لكل زمان ومكان الآية 7 من آل عمران . فالآيات الحدية هي الآيات واجبة الالتزام في التنفيذ. كل شعوب الأرض نظرت الى دياناتها نظرة الاحترام والتقدير والتطبيق النظري والعملي لها الا نحن جعلنا من هذا القرآن العظيم كتابا يتلى من اجل تشتيت وحدة المسلمين وتحجرهم ومنعهم من اي تقدم وتحرير.
وقد جاءت الآيات الحدية أمرية في التنفيذ ،كآيات الحلال والحرام والسرقات للمال العام والتهاون في الثوابت الوطنية ،والزنى والاعتداء على الأعراض والحقوق،وقتل النفس الانسانية دون جرم مشهود ، الأنعام 151-153. . وكلها بنيت على المنهج المبني على العلاقة بين الوعي والوجود المادي،وبين المعرفة العقلية والمعرفة النظرية المجردة ، وترفض المعرفة الأشراقية الألهامية (معرفة الاسرار الباطلة كما يدعون).والآيات الحدودية هي التي تمتاز بمرونة التطببيق.
وهناك الآيات المحكمات وهي قابلة للأجتهاد.وآيات المتشابهات القابلة للتأويل المتعدد .وآيات لا محكمات ولا متشابهات.كل هذه الآيات بحاجة الى دراسة معمقة لاستخراج الهدف الاساس منها لا كما وردت في التفسير الفقهي الترادفي الذي ضيع معانيها في التطبيق.
جاءت اليهودية بتسع آيات بينات (الأسراء 101 ) وجاءت المسيحية بثلاث آيات بينات ( البقرة 87،وآل عمران 49 ) والقرآن جاء بأكثر من( ستة ألاف من البينات ،يونس 15) فأين هم واين نحن من العمل بها في التطبيق،ولا شيء) .فهل هو نقص فيها ام نحن لم نستوعبها على الصحيح. علينا ان نعيد الحسابات فقد
2
اصبحنا مهزلة الشعوب ، فهل نصحى لنعي ونعترف بنظريات القرآن في التطور الاخلاقي والاجتماعي لان لها بالحضاريات ؟أم نبقى نفاخر بلا أثبات ولا روح بعد ان حولوا ونهرول خلف المرجعيات التي لاصلة القوانين المدنية الى فتاوى وارشادات ،وهي ليس مخولة بها لا في القرآن ولا في دين المسلمين والمسلمات ؟ والا لماذا جاءت التغيرات السياسية المتعددة في الوطن العربي؟ فهل جاءت من اجل ظهور طبقات حكام الجور والسرقة والاعتداء والغش والتمويه ليخلقوا من شعوبهم شعوبا متخلفة في الحضارة والدين ؟ أم جاءت من اجل التغيير والتطوير واللحاق بالأمم الاخرى في العيش الكريم ؟.امريكا خمسمائة أمة في أمة واحدة ،ونحن أمة واحدة في خمسمائة أمة فهل هذا هو اسلام القرآن الكريم؟ التصافي والمحبة والصدق والامانة كلها غائبة عنا ،لكننا دوماً نقرأ القرآن على انه نحن الأعلون بين الأمم ،فهل هذا صحيح ؟؟
ويقول الناشر لهذا الكتاب الرصين الذي أتمنى ان يقرأه كل مثقف :ان المؤلف قدم في هذا الكتاب قراءة معاصرة ونظرة جديدة للأسلام ، تنطلق من خصائص اللسان العربي، ووقوفاعلى الأرضية الفلسفية والمعرفية للقرن الحادي والعشرين.
وقد عرض المؤلف وجهة نظر جديدة الى الوجود والمعرفة والتشريع والاخلاق والجمال والاقتصاد والتاريخ، استنتجها حصرا من آيات الذكر الحكيم ،أخذاً بعين الاعتبار شمولية الاسلام التي جاءت من حنيفية التشابه والحدود .
لقد تبين للمؤلف ان العمود الفقري للعقيدة الاسلامية،هو قانون تغير الصيرورة( التطور)، حيث تكمن عقيدة التوحيد،,قانون تغير الأشياء،,انطلاقاً من هذه النظرة،وضع المؤلف تعريفاً للأسلام وفقاً للآية الكريمة (ان الدين عند الله الاسلام )،وتوصل الى وضع منهج جديد في أصول التشريع الاسلامي القائم على البينات المادية واجماع اكثرية الناس، وان حرية التعبير عن الراي وحرية الاختيار ،هما اساس الحياة الانسانية في الاسلام.
من هذا المنطلق حث المؤلف الى ضرورة انكار الترادف اللغوي في القرآن .والى ضرورة معرفة فهم جديد للحدود الواردة في آيات الذكر الحكيم، وطرح فهما جديدا للسُنة النبوية الشريفة، والى ضرورة ظهور فقه جديد ينطلق من مبدأ التلازم بين الأستقامة والحنيفية ، وضرورة دراسة موضوع المرأة في الاسلام دراسة تتوافق مع النص المقدس بعيدا عن اراء فقهاء التفسير ورجال الدين..
لقد قمنا بعرض شامل لموضوعات الكتاب بكل جهد وأمانة ودقة وبذلنا من الجهد والوقت والمعاناة الكثيرحرصاً منا على الامانة الفكرية للمؤلف والناشر معا متوخين رحمة الله وغفرانه عن كل زلة لسان. ونتمنى من يستطيع قراءة الكتاب ان يطلع عليه ليفيد ويستفيد من هذا الكنز العلمي الرفيع في معرفة التشريع الاسلامي في القرآن الكريم. وليتمكن من اضافة كل جديد يستفاد منه الناس في التطوير والتحديث.والقرآن الكريم يقول :وألوا استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً،الجن 16. فهل يقرأون
ويطبقون .نأمل ان يتحول الاسلام اليوم الى أسلام محمد(ص) والقرآن الكريم ،لا اسلام الفقهاء المشتتين ورجال لسلطة والدين.
والله الموفق الى كل رشاد.