17 نوفمبر، 2024 10:37 م
Search
Close this search box.

صوت من تحت النار

صوت من تحت النار

شكلت الحركات الجهادية, التي تكونت في أهوار جنوب العراق, نقلة نوعية في المعارضة العراقية عامة, والشيعية خاصة.
المعارضة وما تخوضه؛ تحتاج إضافة إلى جهدها العسكري, تحتاج إلى جهد إعلامي متميز, يكون الصوت الهادر والمكمل للعمل المسلح.
من هذا المنطلق, وِلِدَت أول جريدة ناطقة بأسم المعارضة الإسلامية العراقية, وبمباركة من آية الله العظمى الشهيد محمد باقر الحكيم, فكانت جريدة البينة التابعة لحركة حزب الله بحق صوت المعارضة العالي.

صدرت جريدة البينة ولأول مرة عام 1996, لتعبر عن صوت حركة حزب الله, التي تعد الأصل لحركة الجهاد البناء –أحد تشكيلات تيار شهيد المحراب- هذه الحركة التي وضعت بصمات بطولية, في الحرب ضد داعش, تلبية لفتوى المرجعية.

منذ عام 1998, أصبح صدور هذه الجريدة صدورا منتظما, بواقع عدد لكل إسبوع وكانت تطبع بالأجهزة اليدوية القديمة.

بعد سقوط الحكم البعثي, عاودت جريدة البينة نشاطها, لتكون أول جريدة تصدر بعد التغيير, حيث صدر عددها الأول في العراق بتاريخ 25/5/2003.

ولأن جريدة البينة صدرت من رحم الأهوار ممثلة صوتا للمجاهدين, لذا أصبحت هذه الجريدة صوت المظلوم بحق, وصارت صوت من لا صوت له, وعالجت هذه الجريدة, قضايا مهمة على الساحة العراقية, وواكبت كل المتغيرات الطارئة في ما بعد 2003, وكانت صوتا هادرا, في سبيل الدفاع عن حقوق الأغلبية في العراق, وتصدت للإنحراف والفساد, الذي شهدته الحكومات السابقة.

نالت البينة في سبيل ذلك, الكثير من السخط والغضب, من المتحكمين في القرار العراقي, وكذلك ممن احسوا بأن “البينة” تقف لإنحرافهم بالمرصاد, لذلك تم إستهداف هذه الجريدة إستهدافا مباشر, حيث تم تلغيم مقرها وزرع العديد من العبوات الناسفة قربها.

كادرها أيضا تعرض للإستهداف المباشر, حيث تعرض رئيس تحريرها عيسى السيد جعفر لهجوم مسلح, بسيارة ملغمة عام 2009 ولكن لطف الله حمى السيد من ذلك الإستهداف وإستشهد أحد مرافقيه.

رغم كل هذه التهديدات, لكن جريدة البينة بقيت ثابتة الموقف, معطاء في عملها, حيث لم تبخل هذه الجريدة على كل من رام الولوج لعالم الصحافة, إذ كان لها الفضل على كثير من الصحفيين, العاملين في الإعلام حاليا, من خلال الورش والدورات التي أقامتها هذه الجريدة المتألقة.

أحدث المقالات