كل الذين يتحدثون عن مرحلة مابعد 2003 ووجوهها وحكوماتها وأحزابها ونوابها لايعرفونهم كما يعرفهم بعض الصامتين الذين نأوا بأنفسهم أباءا وعزة وتعففا , ولكنهم ظلوا مرابطين عبر بوابة البحث والكتابة والمحاضرة على قاعدة زكاة العلم تعليمه , ولهم في ذلك أسفار كثيرا ما أستمتع فيها من يعرفونهم , وكثيرا مانهل منها عشاق الثقافة وهم قلة في مقابل هذا الغوغاء المنتشر في وسائل ألآعلام التي أصبحت تعج بكل ما ليس له علاقة بالثقافة والسياسة .
وحديثنا عن واحد من الذين أدمنوا الظهور بالصفوف ألآولى خصوصا بعد 2003 بدون أستحقاق مبرئ للذمة على مقولة المتشرعة الذين يعتبر أبراهيم الجعفري نفسه واحدا منهم , ولكن يظل هذا زعم شخصي لايقوى على مواجهة مضامين النفس الشرعي الذي تحمله وثيقة شرعية لدى المتشرعة تسمى بصفات المؤمنين التي ذكرها رسول الله “ص” كما يقولون وهي ” 103 ” ويقولون أن ألآمام علي طلب من رسول الله “ص: تعدادها , فعددها رسول الله ونحن هنا لانذكرها كلها ولكن بعضا منها مما يناسب المقام : يقول “ص” عن صفات المؤمن : جوهري الذكر , واقفا عند الشبهات , متواصلا الى ألآخوان , لايقبل الباطل من صديقه , ولا يرد الحق من عدوه ” نكتفي بهذه الصفات الخمس لنرى أين منها أبراهيم الجعفري وهي بالمناسبة تشكل كل الذين معه من أحزاب السلطة , أما عن جوهري الذكر فلم نجد للجعفري بين من عمل معهم وعاش عمره معهم هذه الصفة , فأغلبهم يحملون رأيا سلبيا عنه , أما الوقوف عند الشبهات فلم يكن الجعفري بعيدا عن الشبهات لآنه عندما ترك حزب الدعوة شكل ما يسمى بتيار ألآصلاح وأذا به أسوأ من السيئين بحزب الدعوة ومكاتب ألآصلاح ألآن مقفرة معزولة شعبيا , مما يعني أن الجعفري لم يحسن ألآبتعاد عن الشبهات وتظل فضائيته ” بلادي ” تجلب له شبهة لايمكن دفعها , أما التواصل مع ألآخوان , فتاريخ الجعفري خصوصا بعد 2003 هو تاريخ أسود , لآن هناك رجالا كان يرتبط بهم الجعفري وقد قطع الجعفري ذلك ألآرتباط بطريقة لايمكن تبريرها , لذلك ظلوا أولئك الرجال حجة على كل مدعيات الجعفري , أماا مسألة لايقبل الباطل من صديقة فهو متورط فيها لآنه مجرد قبول من يعملون في تيار ألآصلاح وهم من المنبوذين أجتماعيا ويكفي أنه قبل ترشيح بعض المجرمين المتهمين بقتل شباب مناطقهم قبلهم في قائمته ألآنتخابية وهذا معناه قبلوه للباطل وسكوته عنه من الذين تقربوا له , أن فشل الجعفري الحزبي في كل من حزب الدعوة وتيار ألآصلاح يثبت فشل الرجل حزبيا , أما حكوميا فناهيك عن مجلس الحكم سيئ الصيت , فأن الجعفري لم يظهر لياقة وحنكة في أدارة الحكم سواء في الكابينة الحكومية أو في تحالفات التحالف الوطني الذين كان يجتمع بهم على أنه الرئيس , فلم تظهر له مواقف تحافظ على هيبة التحالف الذي كان يجتمع فيه مزور الشهادة مثل المدعو خالد ألآسدي , وسمسار الصفقات المالية للمالكي المدعو حليم الزهيري , وسارق المال العام في قضية مصرف الزوية عادل عبد المهدي ,وفالح الفياض الذي لايحسن شيئا سوى أنه من أتباع الجعفري واليوم وبعد عشرة أشهر من وجوده في وزارة الخارجية لم يحسن أدارة هذه الوزارة ولم يطهرها من تراكمات سلفه الذي جعلها حكرا لمكون عنصري قبلي , وعلى جسامة ألآحداث الخارجية والداخلية التي تمر بالعراق لم يظهر للجعفري حضور دبلوماسي يعيد للعراق هيبته الدبلوماسية المفقودة من أيام هوشيار زيباري الذي أخذ المالية عنوة من جراء المحاصصة , هذا الفشل الذي تحدثنا فيه عن الجعفري هو موجود عند المالكي وعلاوي والنجيفي والمطلك وعمار ومقتدى واليعقوبي , وأخيرا بدأ يظهر على العبادي , وحال الشعب العراقي اليوم مع هذا الفشل الحكومي والحزبي يقول بما قاله جرير :-
أبني علية أحكموا سفاءكم .. أني أخاف عليكم أن أغضبا
أتقوا غضب الشعب , وقد حذرتكم المرجعية من ذلك .