18 نوفمبر، 2024 12:36 ص
Search
Close this search box.

الوهابية في خطر وأمريكا لا تمتلك السلاح لحمايتها6/1!

الوهابية في خطر وأمريكا لا تمتلك السلاح لحمايتها6/1!

السعودية مهددة بأسلحة عابرة للحدود والقارات والدروع والقبب الصاروخية. وهذه الأسلحة لا تحتاج الى تكنولوجيا عالية وهي رخيصة الثمن في معيار الانتاج مثلما  شخّصها ووصفها، كتحذير مبطن، الرئيس أوباما نفسه لـ”حلفائه وأصدقائه” الحكام السعوديين والخليجيين في خطابه الذي ألقاه في نهاية مؤتمر كامب ديفيد الأخير. أعطى ذلك المؤتمر للحكام السعوديين “تطمينات” ولم يعطهم “ضمانات” ما أقلقهم كل القلق.

أعتقد أن تطورات القضية الفلسطينية منذ نجاح الثورة الإسلامية في إيران التي دعمت المقاومة بالمال والسلاح علناً ودونما وجل، والإشعاعات الديمقراطية المنبعثة من المنطقة وخاصة بعد “الربيع العربي” وتطورات الوضع العراقي وتناقص أهمية النفط السعودي والتوسع في دنيا العولمة، كلها حاصرت النظام السعودي الذي رمى بالمشروع الطائفي لمواجهة هذه التحديات. يمثل هذا المشروع أقصى ما لدى ذلك النظام الشمولي من عناصر القوة في محيط عربي أثبت ركاكة شرائحه المثقفة عموماً واليسارية منها خصوصاً؛ لذا وجد المشروع قبولاً مدمراً على الأرض سيحتاج الى بعض الوقت لوأده.

ومع هذا، ترنح ذلك المشروع الطائفي أمام خط الصد الذي شكلته الجماهير المستهدفة لتورطه بإرهاب غير مسبوق من حيث الفعل الاجرامي والفكر الأكثر إجراماً بإسم الإسلام. وبدأ الحبل يضيق حول رقبتي النظام السعودي والمذهب الوهابي اللذين هما وجهان لعملة واحدة.

شعر النظام السعودي ووراءه حلفاؤه الخليجيون (عدا سلطنة عمان)، شعر أن إدارة أوباما (وليس ممثلو الاحتكارات الكبرى وإسرائيل) غير مستعدة بل لا  تستطيع إنقاذ النظام السعودي من هذه الورطة المصيرية. إنه محق لأن أمريكا، ببساطة، لا تمتلك السلاح اللازم لحماية النظام السعودي حيال هكذا نوع من تهديدات عابرة للحدود وسلاحها الجماهير بضمنها الجماهير السعودية والخليجية المتململة. السلاح الذي تريده السعودية من أمريكا هو عبارة عن استراتيجية باهضة الثمن جداً قد تقود الى حرب عالمية بعد أن فشلت استراتيجية أمريكا في العراق وسوريا مما أفقدها القدرة على التحكم في شؤون المنطقة بقدر مطلق ومن ثم توظيفهما في إسعاف النظام السعودي من هذه الأخطار العابرة للحدود والتي أسماها ذلك النظام بـ”التمدد الإيراني”.

من هذا خرج حكام السعودية على سياستهم التقليدية المعهودة والمستندة الى الدبلوماسية الهادئة وتقديم الرشى بمال النفط المنهوب الوفير الكسول والتبشير بالتعاليم الوهابية الطائفية المتطرفة ودعم المجموعات الإرهابية، وتم كل ذلك تحت مظلة المصالح الامبريالية العالمية والصهيونية – خرجوا من المعهود ودخلوا في مرحلة المغامرات العسكرية المكشوفة لحماية النظام السعودي وتوابعه بقيادة حلف طائفي عالمي يعتمد استراتيجية “خير وسيلة للدفاع هو الهجوم” وهي استراتيجية أتوقعها أن تؤدي الى دمار النظام السعودي نفسه حيث نأت كثير من الدول العربية والإسلامية بنفسها عنها.

 وكان شن حرب الإبادة على اليمن أول خطوة على هذا الطريق الوعر وقد يأتي دور سوريا ثم العراق وإيران من بعد، إذا نجحت السعودية في اليمن، ربما معوِّلة ومراهِنة على وصول رئيس أمريكي جمهوري جديد من الصقور ينقض سياسة أوباما ويستجيب للمطالب السعودية المغامرة من شدة اليأس.

غير أن هذه المحاولات اليائسة محكوم عليها بالفشل وتشي بزوال النظام الوهابي الذي ستسهم أمريكا نفسها بزواله ولكن في إطار سيناريو لا يدع مجالاً لإنتفاع العرب والمسلمين من زواله، وذلك بعد أن إستنزفته الإمبريالية منذ عقود طويلة دينياً وأخلاقياً وسياسياً واقتصادياً وعسكرياً وأصبح عوداً يابساً ونحن في عصر العولمة الذي يتطلب عملاء للإمبريالية من طراز جديد إما نظماً ديمقراطية وفق النمط الغربي أو عصابات إرهابية كتنظيم القاعدة والنصرة وداعش وما شاكلها.

كل هذا يحتاج الى كثير من التوضيحات والتفاصيل في الحلقات القادمة.

أحدث المقالات