يمر العراق بفترة عصيبة ولم يَعُد بالأمكان الصبر على منْ تسبب في ضياع العراق وإنكساره.فقد حان وقت فرض الحل.
ضاعت الموصل وضاعت تكريت وضاعت الأنبار.معارك بين كرٍّ وفر وبات واضحاً عجز قواتنا عن تحقيق النصر على داعش الأرهابية .ومن ينكر دور الحشد الشعبي بالحفاظ على بقية من العراق جاحدٌ مغرض عدو للعراق.ففي الوقت الذي إنهار به جيش العراق كان الحشد الشعبي هو رأس الرمح بتلقين داعش الدروس البليغة.وعندما فشلت حكومة الكتل السياسية ببناء جبش وطني قوي مقتدر على مواجهة داعش, بل بنت جيشاً هشّاً سهَّل لداعش إحتلال الموصل وتكريت والرمادي ,لجأت حكومة الكتل للحشد الشعبي اليد الضاربة للشعب ليدرء الخطر ويبعد داعش عن بغداد ومن ثم تحرير تكريت والزحف لتحرير الرمادي..
إن سقوط الرمادي هو إعادة لسناريو سقوط الموصل وتكريت فمنْ باع العراق ؟وأين التحقيقات الشفافة ؟ وأين المحاكم التي أحيل لها باعة الوطن والشرف والضمير ؟ وعندما فشل القضاء العراقي لأسبابٍ معلومة
بالقصاص ممن باع الموصل وتكريت , كانت الأشارة الخضراء للخونة بيُسر بيع الأنبار .فسهل على الخونة بيع الرمادي.
إن ما نحن فيه هو حصاد فشل الكتل السياسية التي تقود العملية السياسية الفاشلة.هذه الكتل التي إعتمدت المحاصصة منهجاً وطريقاً يسهل لها ديمومة إستمرارها بإبتزاز الوطن ونهب ثرواته وهدر كرامته.محاصصة طائفية وعرقية وكتلوية .فهذا هو الداء .وبما إننا عرفنا الداء وشخصّنا المرض فقد سهل علينا إيجاد الدواء وسهُل العلاج .فالكرة بملعب السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي فهو المسؤول اليوم عن العراق وسيادته .وبيده العلاج وهذا غير ممكن وهو مقيد بمآرب زعماء هذه الكتل .فعليه أن يضع المصلحة الوطنية نصب عينيه. وهو مطالب الآن بإعلان حالة
الطوارئ وحل مجلس النواب ليبعد هؤلاء الفاشلين عن القرار ويكون القرار وطنياً عراقياً خالصاً لا مرتهناً لإرادات أجنبية ومصالح دول لا تريد لنا الخير. وهذه فرصته ليكون بطلاً قومياً يذكره التأريخ. فإن لم يستطع هذا فعليه تقديم إسقالته وتوضيح الأمر للشعب ليرى أين مصلحته.
ومن المهم أن يسعى رئيس الوزراء لتحميل مجلس الأمن الدولي و دول التحالف التي إحتلت العراق مسؤولية إعادة الأمن والسيادة لأرض العراق وشعبه فقواتنا المسلحة غير مقتدرة على دحر داعش . لأن المحاصصة أنهكتها ودمرت قدراتها ومزقتها .نحن بحاجة لدعم دولي على الأرض من من أي مصدر ومن أي جهة . لا بعمليات جوية خجولة فقط .
ولنأخذ بعين الأعتبار إن الحل العسكري وحده لن يحقق النصر على العدو. بل بالقضاء على الفساد.فالفاسدون هم من باع العراق, يتحقق النصر على داعش بالمصالحة الوطنية الحقيقية لا بمباوس لحى وولائم وتبادل إبتسامات صفراء. لقد شخص الشعب الداء ووضح الدواء.وعدا ذلك هباء.فمن عرف الداء عرف الدواء.