23 ديسمبر، 2024 8:59 م

 داعش … استمرار لشرعنة القتل

 داعش … استمرار لشرعنة القتل

على الرغم من التطور التقني الذي وصل له العالم والاستخدام الهائل للطاقة الفكرية التي يتمتع بها العقل البشري الا ان هذا التطور وهذا الاستخدام مازال شكليا ولا يتعدى الامور الكمالية ولم يصل لحد الان الى جوهر الانسان او لنقل ان يرتقى الانسان بأفكاره وبمعتقداته الى درجة توازي ما وصل اليه من تطور فالأنسان في عصرنا هذا يستخدم احدث اجهزة الحاسوب واجهزة الاتصال ويستقل ارقى السيارات التي تمتع بتقنية عالية جدا بل ويتهيأ في القريب القادم الى تشكيل فرق سياحية للاطلاع على الكواكب الاخرى وهل هناك قدرة على العيش والتعايش فيها ومع كل ذلك نرى ان هذا التطور لم يشكل رادعا او عائقا امام الانسان يمنعه من ان يقتل او يدمر الاخرين او يجبرهم على اعتناق امور لا يرغبون بها ولا يعتقدون بها بالمرة فنلاحظ ان الالاف من البشر يقتلون في سبيل تمرير صفقة اسلحة!!! او الاف الدور والمنازل تهدم على رؤوس اصحابها من اجل فكرة توسع لإمبراطورية مضى الى تدميرها الاف السنين !! او يذبح الاف البشر يوميا من اجل السيطرة على مصادر الطاقة وهكذا… وما نشهده في زماننا هذا من قتل وتشريد وتهجير واستباحة وغيرها من الامور التي تقوم بها ما يسمى بداعش خير دليل على ذلك . والسؤال هنا هل ان داعش هي وليدة اليوم وانها منظمة ارهابية او جماعة متشددة ؟؟ وللإجابة على هذا نحتاج ان نرجع بأفكارنا الى قبل اكثر من مئة عام حيث تم تبني مشروع التناحر الطائفي والاستقواء بالدين والعقيدة لإبادة الاخرين حيث بدأ المشروع من خلال ترسيخ افكار ان الدين الاسلامي لا يعني ان تكون ملتزما بالصلاة او الصوم او الحج وغيرها مما يصطلح عليه بفروع الدين وانما الاسلام الحقيقي ان تقتل نفسك في سبيل الله وان حي على خير العمل هو الجهاد في سبيل الله وانه لا يمكن في اي حال من الاحوال ان تكون مسلما ومؤمننا حقيقيا اذا لم تكن مجاهدا واما معنى الجهاد هو ان تقوم بقتل كل من لا يوافقك في هذه العقيدة كائنا من يكون وطبعا اول من يمكن ان نصفه مخالفا في هذا الفقرة هو

الرسول الاعظم (ص) واهل بيته (ع) وعليهم فيجب قتلهم ولأنهم قد رحلوا من هذه الدنيا الغرارة ولم يبق الا ذكرهم وقبورهم فيجب تهديمها وازالتها من الوجود ومحو اي اثر لهم مادي او فكري وهو الذي حدث في عشرينيات القرن الماضي من هدم القبور وتخريب المراقد المقدسة ومنذ ذلك الحين بدأت المسيرة الشيطانية لهذا المشروع الخطير وتم اختيار مسميات معينة في كل حين الى ان وصلت الينا (القاعدة ، الجهاد والتوحيد، النصرة، بوكا حرام ، داعش،…… والقائمة تطول) ولا يتصور ان المعني او المستهدف في هذا المشروع هم الشيعة بل الاسلام بصورة عامة كما هو واضح في ليبيا او مصر او الصومال وبعض الدول الافريقية والاوربية ولكي يستمر هذا المشروع بسلاسة وبانسيابية يجب تحشيد الطرف الاخر عن طريق بعد سياسي او قومي او عقائدي فالمهم هو ان يكون هناك في الجهة المقابلة من يصد الهجوم حتى تكون الامور اكثر واقعية ، وقد يتساءل القارئ انه ما ذا يريد الكاتب بهذا السرد والتحليل فأقول ان الذي اريد ان اصل اليه هو ان داعش والقضاء عليها لن يكون بتكثير العسكرة وتجييش الجيوش لأننا نحارب عدوا تعداده يصل الى المليار فكل من يتصف بانه مسلم يمكن ان يصل في مرحلة من الضعف فيستسلم لغسيل الدماغ ويأتي مجاهدا ولا يضع نصب عينه سوى الموت والموت لا غير اذن ما هو الحل؟ انا اعتقد ان الحل يكمن في العودة الى الله وان يعتقد الشيعة ان هناك اربعة عشر معصوما ولا يوجد غيرهم كما يجب عليهم ان يعتقدوا انه لا يوجد شخص في العالم يريد المصلحة للآخرين بنسبة مئة بالمئة كما يجب عليهم ان ينظروا لإمامهم المهدي المنتظر فهو الملاذ لهم والا يجعلوا بينهم وبينه اي واسطة واذا لم تتم هذه الامور فستزداد الامور تعقيدا ويزداد القتل والانتهاكات يوما بعد يوم وان غدا لناظره قريب .