تتاجر معظم القنوات الفضائية والصحف والمواقع والكتاب والاعلاميين والسياسين في الأمل كونه بضاعة لاتبور مهما مر عليها الزمن خصوصاً أذا كان المشتري هو شعب ثلثه أمي لا يقرأ ولا يكتب والباقي طائفي متعصب .وأنا لا أقول أن هذه المتجارة أتت بعد عام 2003 بل هي موجودة منذو أيام حكم النظام السابق الذي كان يقول دائما أننا قريباً سوف نعبر الى بر الأمان في حين أن البلد كان يعاني من عدة أمور أثقلت حمل الأنسان العراقي وأبعدته عن العلم والمعرفة والتطور وحتى عن محيطه العربي .وبعد عام 2003 تضاعفت المتاجرة بالأمل عشرات الأضعاف في ضل تعدد وسائل الاعلام والقيادات السياسية والكتاب والاعلاميين ضعاف النفوس الذين يضحكون على ذقون الشعب العراقي ويعدوه بغد أفضل في ضل ضياع المدن العراقية وتساقطها مثل قطع الدمينو على يد داعش وفي ضل فساد أداري كبير ومسؤسسات مترهلة وعديمة الفائدة وفي مقدمتها المؤسسات الأمنية .
لو صارحنا الناس بالحقيقة كنا على الأقل أدركنا الواقع ومآسيه بدل رفع شعارات مثل ( أخوان سنة وشيعة .هذا البلد مانبيعه ) ونبتسم بوجه بعضنا البعض كذباً ومافي قلوبنا يبقى في قلوبنا ..لو عالجنا ما في قلوب الناس من حقد وتعصب وطائفية لكانوا ربما قد غيروا خياراتهم الخاطئة التي أوصلتهم لما أوصلتهم اليه الآن .
لو كنا أدركنا أننا لا نملك جيش حقيقي بعد عام 2003 وأنما عبارة عن منتفعين وعاطلين عن العمل ومليشيات دمج بدون عقيدة ولا ولاء يرتدون الملابس المدنية تحت الملابس العسكرية ويهربون عندما يشتد القتال لما كانت سقطت المدن بهذه السهولة.ولو كنا أدركنا أن المسؤول عن الفساد الأداري في البلد هي الأحزاب المشاركة في العملية السياسية لما كنا وصلنا الى هذا العجز المالي والأقتصادي لدرجة تعجز الدولة فيها عن دفع رواتب بعض الموظفين في الوزارت .
أدراك الحقيقية هو من كان سيغير مستقبلنا وليس العيش على الأمل والتمني بغد مشرق ولا أعلم على من كان يعول الناس ؟على الولايات المتحدة أم على ايران أم على تركيا ودول الخليج !
عندما نتحدث عن أدراك الحقيقة لكي نجد حلول لمعالجة أزمات البلد يتهمنا البعض بمحاربة العملية السياسية الذي يكون القائمين عليها هم تجار الأمل الموهمين من يشتري منهم أن” كل شيء سيكون على بخير “وأنا أسمع هذه الجملة منذو صغري ولم أرى الخير وأنا متأكد أني والدي سمعها ايظا لم يرى الخير في حياته .
هل الشيعة بخير ؟ أبناءهم يقتلون في حرب خيل لهم أنها من أجل الدفاع عن المذهب والمقدسات .وأطفالهم ونسائهم وحتى شيوخهم نراهم كل يوم يقلبون في القمامة بحثاً عن لقمة عيشهم .ومدنهم في الجنوب شوارعها غير مبلطة ونحن في عام 2015 وهم يحكمون البلد منذو أثنى عشر عام ويشتكون نقص الخدمات وغيرها يومياً على القنوات الفضائية .أم هل السنة بخير ؟ أبنائهم قتلوا والأخر في السجون والمعتقلات بدون سبب. مدنهم تدمرت وعوائلهم تشردت ونزحت لتسكن في خيم بائسة وينتظرون رغيف الخبز بكل ذل وهم في وطنهم .أم هل باقي المكونات بخير ؟ المسيحيين خسروا كل شيء ولايكاد أحد يتذكرهم في هذا البلد .والأيزيديين نسائهم تعرضت للأغتصاب وتشردوا بكل مكان .
هل الرياضة العراقية بخير ؟ نحن لانملك ملعب واحد نستطيع أقامة مباراة فيه وحادثة ملعب الشعب وهو الوحيد الصالح للأقامة مباراة قبل كم يوم خير دليل عندما توفقت مباراة فريقي الزوراء والشرطة لمدة 30دقيقية بسبب أنقطاع التيار الكهربائي في الملعب .وباقي الرياضات والاتحادات لم تحقق أنجاز يذكر.
هل الاعلام العراقي بخير ؟ ماعدا ثلاث أو أربع صحف ومثلها من القنوات وهي محاربة والباقي كل القنوات والصحف أما حزبية أو حكومية أو تتبع لرجال دين وهي تصفق لمالكها الفاشل وجميعها تعطي صورة وردية عن الوضع المزري في العراق.
هل الفن العراقي بخير ؟ لا توجد مسلسل عراقي واحد أو فلم عليه القيمة كلها صراخ وسكارى وكلها بأنتاح فقير وأخراح وسيناريو فاشل فيما تتفاخر الدول العربية بأنتاجها خصوصاً في شهر رمضان الذي تفصلنا عنه أسابيع قليلة.
نحن لسنا بخير ولم نقترب من الخير أو نراه منذو زمن بسبب أستمرار الناس بشراء الأمل بدل شراء الحقيقة وأدراكها لذلك ظل البلد يتراجع فيما أستطاعت بلدان لايتجاوز عمرها الأربعين عام مثل الامارات العربية المتحدة أن تتقدم في كل شيء حتى أصبحت وجهة عالمية للسياح والأستثمار وحتى العلاج .