يعود قاتل متقاعد جاسون باتريك (يعمل حاليا كميكانيكي سيارات) لمزاولة نشاطه الاجرامي الضاري، بعد أن يعلم بخطف ابنته المراهقة المدمنة على المخدرات…حيث يتوجب عليه أن يقتل كل اللذين يقفون بطريقه، وصولا لرأس الأفعى المافيوزي العتيق الملقب بالأمير( يقوم بالدور بروس ويلز)، وحتى يتمكن من الوصول اليه فانه يسعى للاستفادة من خدمات وتعاون صديق مهنة مخضرم “جون كوساك”…هذا باختصار هو ملخص فيلم الأكشن والعصابات اللافت “البرنس”، الذي تعتمد ثيمته الأساسية على مبدأ “الغاية تبرر الوسيلة”، مهما كانت هذه “الأخيرة” اجرامية وغير اخلاقية، وهي تستند لمقولة “ميكافيلي” بكتابه الشهير: “هذا الذي يهمل فعل الحاضر من اجل ما يتوجب القيام به بالمستقبل، عاجلا سيؤدي ذلك لدماره اكثر من المحافظة على وجوده”!
فيلم العصابات الحركي العنيف هذا من اخراج بريان ميللر يفتقد للكاريزما والطاقة الايجابية، ويحاول استنساخ اسلوبية فيلم “تيكن” الشهير للممثل ليام نيلسون، كما أنه يستفز المشاهد بكثرة حالات القتل
واللقطات العنيفة الغير متوقعة، ويحاول المخرج ادخال جرعة زائدة مثيرة من “الأكشن الاجرامي” بواسطة حشره لشخصيات غريبة لافتة، مثل الكوري رين الذي يخفي ضراوته السادية وراء شخصية مراهقة ناعمة، “وخمسين سنت” الأسمر الذي يمارس القتل بلا تحفظ وبشكل استفزازي، كما أن لقطة الاستهلال الغامضة بالفيلم تبعث على الحيرة، فجاسون الذي فخخ سيارة ويليس، لم يكن يقصد على ما يبدو قتل زوجته وابنته وانما هو ذاته، ولكن لسؤ الحظ فقد ركبتاها باللحظة الأخيرة، وتبدو هذه اللقطات المثيرة وكأنها مستنسخة عن فيلم العراب الشهير، عندما يقوم أحد الحراس المتواطئين بتفخيخ سيارة توني (باشينو وقام بدور الابن الأصغر لزعيم المافيا) أثناء لجوءه لقرية ايطالية نائية، حيث تقتل عروسه الجديدة بدلا منه!
هنا يظهر زعيم المافيا الأصيل بروس ويليز الذي يسمى مجازا بالأمير، ويبدو كعادته باردا ولامبالي، فيما يحاول “سام” جون كوساك تقليد آل باشينو بفيلم العراب، ويبدو ذلك جليا باستنساخ المخرج لمشهدالانتظار على بوابة المستشفى قبيل الهجوم العنيف المتوقع لأفراد العصابة.
يحاول بريان ميللر أن يترك بصمة اخراجية مميزة، وخاصة باستخدامه لبروس ويلز كمافيوزي “كاريزمي” عتيق عنيد يسعى بلا هوادة للانتقام، وكأنه قدرمكتوب، تماما عكس النمط اللانساني الذي يبدوعليه “جاسون باتريك”، الذي يظهرمدفوعا للقتل والانتقام، وبدا غير مقنع تماما ولكنه مسلح
بقوة “سوبرمانية” لا يمكن تصديقها، وخاصة بالمشاهد التي يحمل فيها ابنته المريضة المدمنة، ثم يتمكن من قتل حوالي “دستة” من الحراس المسلحين دون أن يمسه أي أذى!
لا شك أن عناصر الايقاع والتمثيل والتصوير وانسيابية المشاهد كانت لافتة ومتميزة، وهذا تحديدا ما انقذنا كمشاهدين من الملل والتشبع من العنف المجاني “الغير مقنع”، وأدى
ذلك للوقوع ببئر “السطحية والتفاهة واللامعنى”، وكان يمكن للسيناريو أن يستغل ثيمة الفيلم “الذكية” لكي يقدم فيلم عصابات من الطراز الأول، اذا ما اخذنا بالاعتبار ميزانية الانتاج الضخمة،ومستوى الممثلين الحرفي، وكذلك مهارات التصوير والاخراج والمؤثرات الخاصة.