لم يكون تواجد القوات الامريكيه في منطقة الخليج العربي جاء بعد عاصفة الصحراء في عام 1991 وملىء المياه الخليجية بجيوشها وقواعدها كحالة افرزتها نتائج الحرب المدمرة على العراق بعد ان قام نظام صدام بصدع العلاقات العربية واحتلاله لدولة الكويت , بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ظهرت الولايات المتحدة الامريكية كدولة قوية وما تطمح اليه هذه الدولة من الالتفاف على شرعية الدول التي تقرر مصيرها بيدها وطمعا ان يكون لامريكا موطىء قدم بعد ان سبقتها بريطانيا وما عملته من محاربة جميع القوى التي ارادت ان تتقرب الى المياه الخليجية وابعدتها بما فيها روسيا لتنفرد باقامة علاقات مع مشايخ البحرين وقطر ومسقط ونجد, في القرن العشرين دخلت امريكا كقوة في منطقة الخليج العربي من خلال توقيع حزمة من الاتفاقيات في مختلف المجالات اولها الاتفاقية الاولى سنة 1945 بين السعودية والرئيس الامريكي هاري ترومان على انشاء قاعدة جوية للقوات الامريكية في منطقة الظهران وتم الاتفاق , وكانت هنالك اتفاقية عقدت عام 1972 اعطت بموجبها حق الامتياز والحصانة الى كافة العاملين الامريكين , وفي 4 حزيران عام 1980 تم توقيع اتفاقية التسهيلات العسكرية بين الولايات المتحدة وسلطنة عمان تتيح للولايات المتحدة حق استخدام القواعد العمانية, ولايختلف الامر حينما وقعت امريكا اتفاقية في مجال الاتصالات مع البحرين وان تعطي الشركات الامريكية حرية لخدمة الاتصالات البريدية ودخول شركات في هذا المجال , اما فيما يخص القمة الخليجية الاخيرة في منطقة كامب ديفيد فقد دعى اليها الرئيس اوباما قبل شهرين من انعقادها وجاءت الرغبة لدى زعماء وملوك الدول الخليجية في 13 و14 من شهر مايو / مايس عام 2015 بعد ان اتضح الموقف الدولي اتجاه الحكومة الايرانية والوصول الى توقيع حول اتفاقية الملف النووي الايراني , ظهرت المخاوف لدى حكام دول الخليج فاستجابت لعقد القمة الامريكية والتي بموجبها استطاعت ان تتنازل عن الكثير من مطالبها في سبيل الحفاظ على عروشها بعد ان طلبت دولة الكويت بانشاء ملف نووي على غرار ملف ايران , هذا ما جعل الرئيس اوباما ان يبدي مرونه وتجاوبا مع مسائل التهديد الايراني وسياسة ايران النووية اتجاه المنطقة واعطى ضمانات كافية الى الدول الخليجية بان امن الخليج العربي ياخذ اولوية في السياسات الامريكية وهو يراقب عن كثب كل مايجري من تحولات وتطورات عسكرية في هذا المنطقة
وكان وراء انعقاد المؤتمر في امريكا وحضور الملوك والمسؤولين هو المخاوف من الوصول الى اتفاقية 5+1 حول برنامج ايران النووي وربما يلقي بضلاله ما سينتج كقوة عظمى لدولة ايران في منطقة تخالفها في السياسات والمصالح فعمدت على جعل الاتفاق هو بمثابة وقاية وحزام امان من اي عدون قد يحدث من ايران اتجاه منطقة الخليج العربي , وهذا ما أكده الرئيس اوباما في البيان الختامي حينما قال (واشنطن مستعدة للعمل المشترك مع دول مجلس التعاون الخليجي للتصدي لأي تهديد خارجي لوحدة أراضي أي دولة من دول المجلس بما يشمل إمكانية استخدام القوة العسكري) بالتأكيد هذا انذار مباشر الى ايران بالابتعاد عن اي مطامح وتهديدات لهذه المنطقة , في الوقت الذي قال اية الله العظمى السيد علي الخامنئي ( أن امريكا هي الداعم والمخطط للآرهاب وان ايران حاربت الارهاب وستستمر على هذا النهج وان امريكا تبحث عن مصالحها في الخليج الفارسي وأن اقتضت الضرورة ستعمل على جعل المنطقة غير مستقرة ) , وقد ابدى محللون سياسيون ووطنيون واعضاء في الحكومات الخليجية عن انتقادهم الشديد لهذا الاتفاق الذي يحدد امكانية الدولة ولم يسمح لها بالتطور والعمل على انقاذ هيبتها من اي اعتداء خارجي يعتمد على امكانياتها وقدراتها , وعلى الرغم مما تملكه الدول الخليجية من قدرات اقتصادية فقد اكد بعض السياسيين والوطنيين يجب العمل على الاعتماد لبناء مؤسسة عسكرية مستقلة وتأسيس جيش وطني وبناء قدرات ومنظومة أمنية ذاتية من الان لسنوات يعزز تلك القدرات بدلا من اتفاقية لاتحميها وهي راكده لاتسمح باخذ مجالها وتنميتها على المستوى الذي يخرج طوق الدولة من الخضوع والقيود , فان الاتفاقيات عادةً ما تكون على اساس التبادل في المصالح المشتركة وبما يخدم سياسة الدول لا على اساس التابع والمتبوع لدول هي من تفرض عليك تخطيطها وحمايتك وتتحكم بمصيرك ومستقبل بلدك , مع العلم ان دول الخليج العربي ليس لديها جيوش نظامية قوية تعتمد على القدرات الذاتية في الدفاع حينما تتعرض الى غزو او اعتداء مثل الجيوش الموجودة في دول المنطقة , فقد اعتمدت على انشاء مدارس فكرية ودعم حركات ىتكفيرية ومليشيات سنية متشددة بالاتفاق مع امريكا وجلبت لها عناصر من سوريا وليبيا والمغرب وتونس ومصر ودربتها وعمدت على ارسالها الى بعض الدول , وخير دليل على ذلك مايجري اليوم في سوريا والعراق فهي حركات تكفيرية باموال وافكار خليجية وبرعاية امريكيا ,