23 ديسمبر، 2024 9:19 م

إقليم السليمانية ومسعود برزاني وإتجاهات الحرب المقبلة

إقليم السليمانية ومسعود برزاني وإتجاهات الحرب المقبلة

حرباً كردية كردية من اندلعت عام ١٩٩٤ على اراضي كردستان ، هذه الحرب كانت بين طرفين كانا طرفاها طالباني وحزبه من جهة وبرزاني وحزبه من جهة أخرى
بالفعل كانت حربا طاحنة ومريرة وعنيفة هذه المرة حرب طاحنة وعنيفة حتى نقل أن مقاتلو بيشمركة برزاني قتلوا أسرى بيشمركة طالباني والبيشمركة الاخيرة فعلت نفس الشيء بقتلها أسرى الاولى الأمر الذي جعل منظمات العفو الدولية في تقاريرها في وقته الى الخروقات التي ارتكبها الطرفان في مجال حقوق الانسان
 
واستمرت الحرب وادعى البرزاني ان منافسه الطالباني استعان بالقوات الإيرانية لتصفيتهم،فيما إستعان البرزاني بالجيش الصدامي لطرد قوات الطالباني من مدينة أربيل عام ١٩٩٦
 
الحرب لم تقف إلا بعد أن تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية، وتوجَت بالتوقيع على إتفاقية واشنطن عام 1998، ما اسفر عن إدارتين كرديتين إحداهما في أربيل، والثانية في السليمانية، وحكومتان كرديتان، وبرلمانان كرديان وجيشان وحزبان وقائدان ورئيسان وميزانيتان وإقليمان وقومان ينتميان لشعب بائس فقير
 
هذه المقدمة الطويلة نوعا ما تأتي في سبيل توضيح المسار التاريخي للعلاقة بين الطرفين في ظل نشوء متغيرات جديدة ومنها اقليم السليمانية
 
ويبدو واضحا ان إصرار رئيس كردستان مسعود بارزاني على الولاية الثالثة لرئاسة ( الاقليم )  جعل البعض من نواب حركة التغيير واخرون يلوحون بأنشاء إقليم السليمانية فيما ان البرزاني يتهم اصحاب الدعوات الى تأسيس أقليم السليمانية ” شرعوا منذ عامين بخلق أجواء للاقليم الجديد ” وفصله عن كردستان بإنهم يقودون مؤامرة ضد الشعب الكردي
 
 النائب عن حركة التغيير امين بكر  أكد في تصريحات ان قرب انتهاء الولاية الثانية من رئاسة مسعود بارزاني في التاسع عشر من آب ” 2015″ وتعنت البرزاني في التجديد له لولاية ثالثة وهو غير دستوري لان مواد دستور كردستان لا تجيز ذلك الا في حالة واحدة تتمثل في تغيير المادة الدستورية الخاصة بذلك، وهذا أمر مستبعد جدا في الظروف الراهنة
 
مسرور بارزاني النجل الاكبر لمسعود،وصاحب النفوذ الامني الواسع ينقل عنه في مجالس خاصة قوله ان دعاة اقليم السليمانية استغلوا انشغال الاقليم بمحاربة داعش وبدأوا يسوقون مشروعهم الانفصالي لمصلحة “ايرانية” واضحة بحجة ان طهران لم تستيغ تحركات مسعود في علاقاته التي تتطور يوما بعد يوم مع الاتراك مع موافقته على أنشاء قواعد أمريكية في اربيل مركز كردستان ومسائل اخرى ترفضها طهران
 
وسائل الاعلام الكردية سواء كانت في اربيل او السليمانية واضحة هذه الايام في طروحاتها حول الاقليم الجديد وبالفعل هناك حديث واسع من الشباب والاعلاميين والمراقبين وعموم المثقفين حول الموضوع سواء في جانب التاييد للمشروع او رفضه
 
الضمور الذي اصاب حزب “جلال طالباني” في الفترات الاخيرة وانشقاق نوشيران مصطفى من عباءته وعدم حصوله على الاصوات ولا المقاعد كما هو الحال في الايام الاولى للسقوط المدوي لصدام ونظامه أدى بالتالي الى التفكير جليا من قبل اعضاء الاتحاد الوطني الكردستاني في انشاء الاقليم طالما ان الامر فيه تاييد شعبي سيزيد من من شعبية الحزب
 
وفيما نرى ان قياديي الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني يبدون قلقا كبيرا من هذا المشروع الذي سيقلص من نفذوهم في كردستان  فأن قياديو الاتحاد الوطني وحركة كوران والاحزاب الاسلامية الكردية تتهم وعائلته بالاستيلاء على السلطة والمال والنفط والسلاح لذا فهم يرون تنحي مسعود بارزاني عن رئاسة الاقليم أمرا لا مناص منه.
 
ولا شك ان استحداث محافظة حلبجة كان يندرج ضمنا في هذا التخطيط حيث ان الاحزاب والقوى التي تعارض برزاني تملك خيارات واسعة خصوصا وان كركوك لازالت توالي الطالبانيين مما يجعل هؤلاء يفكرون في ضمها يوما ما الى اقليمهم المرتقب وقد يكون سببا في اندلاع الحرب المقبلة التي يتوقعها المراقبون بين الطرفين من جديد
 
الشي الاخر الذي لايمكن ان ان نتركه دون بحث او الاشارة اليه هو ان مسعود بالفعل يعاني من ازمات داخلية حادة  وان التهويل الذي يستخدمه في الاعلام حول الاعلان القريب للدولة الكردية ينبىء عن هذه الازمات الداخلية التي يحاول جاهدا ان يستثمرها في صراعه مع الحكومة الاتحادية ويصدر النفط من ميناء جيهان دون علم السلطات الاتحادية في بغداد