كشفت مصادر عسكرية و عشائرية عن مخطط مدروس لاخفاء اي آثر للتورط الايراني في ترتيب بيادق العملية الأمنية في تكريت و العلاقة السرية بين طهران و داعش، بعد الاعلان عن علاقة أمير دمشق بالمخابرات السورية، مشيرة الى حرق جوازات سفر لعناصر “داعش” تحمل تأشيرات دخول ايرانية، ما يفسرايضا عدم العثور بكميات كبيرة على قتلى داعش.
وتقول المصادر انه تم ممارسة ضغوط كبيرة لمنع تسرب صور هذه الجوازات ، خاصة مع موضة اعلامية بتصوير المقاتل للسر العسكري و نشره على مواقع التواصل الاجتماعي بعيدا عن النتائج التي ربما تُحرج القيادات الميدانية و تنفع خطط العدو، لكن العثور على جثث قتلها القصف الجوي الأمريكي و بحوزتها جوازات آسيوبة و من دول الاتحاد السوفياتي السابق مروا بايران قبل دخول العراق، هو السر النادر الذي لم يتمر تمريره للفضاء لاعتبارت معروفة.
ويحدد العثور على هذا الدليل نوع العلاقة بين داعش و النظام الايراني بعد أن ترعرع التنظيم ليس بعيدا عن عيون طهران في سوريا، مثلما يوضح عدم خوض ” معركة حاسمة” في تكريت، و بما يُعيد الأمور الى نقطة الصفر حزيران الماضي عندما تسربت معلومات شحيحة عن علاقة دخول داعش الى الموصل بالولاية الثالثة للمالكي و الضغط على الأكراد للقبول بها ما يفسر احتلال المناطق المختلف عليها قبل انقلاب السحر على الساحر كما يقولون.
وتنطبق هذه الواقعة مع روايات تتحدث عن عمليات انسحاب منظم لمسلحي داعش تقترب من مصطلح ” استلام و تسليم” في المناطق الممتدة من ديالى الى تكريت، أي في المحور الشرقي للمعركة، التي يبدو أن الجناح الايراني في داعش هو من تحمل وزرها، قبل انتهاء اللعبة، سيما مع رأي يقول ان داعش يتكون من خطوط لمخابرات دولية تقاتل كشركة مساهمة لحسابات بعيدة جدا عما أطلقوا عليه مظلومية ابناء المناطق الساخنة، الذين تحولوا دون غيرهم الى وقود لهذه الحرب الدولية، التي تهدف الى الحاق الضرر بوحدة العراقيين و تعميق التشنج الطائفي ما يستدعي اعادة قراءة المتغيرات، لمنع تحويل أبناء العراق الى محرقة بخطط مخابرات أجنبية، لا علاقة لها بدولة الخلافة أو نصرة هذه الطائفة ضد الأخرى، فالمكر الايراني حاضر في هذه المحرقة كـ “هولوكوست ” جديد في العراق.
لاتحمل داعش هوية طائفية بالمعنى الشائع بل تسير ضمن مخطط دولي محدد بخارطة أولويات و توقيتات، لذلك ينشط التنظيم في منطقة و يخمد في اخرى، مع مفارقة تزيد من دائرة الشك الايراني تتمثل في أن مسلحي التنظيم لم يستعيدوا منطقة في شرق العراق عكس ما يجري غربه، لذلك نطالب بالخروج من فخ القناعات المرتبكة وتبرئة آهل السنة من مجاملة داعش، الذين تحولوا الى ضحايا أمر واقع بفعل الحسابات التي أسست لتشكيل لجنة للتحقيق بسقوط الموصل دون غيرها، بحكم التواصل الجغرافي من سوريا الى إيران، ضمن المخطط الذي اشرنا اليه في السطور أعلاه.
ولكي تكتمل الصورة علينا تفكيك مصادر التمويل و النهب المنظم لثروات العراق، حيث النفط المنهوب من العراق تم ضخه الى ايران و سوريا، وتدمير تراث العراق ليس ببعيد عما “هذى “به مسؤولون ايرانيون باعتبار العراق عاصمة للامبراطورية الفارسية .
ايها العراقيون استفيقوا فقد بلغ السيل الزبي و لا تنسوا ان انتشار داعش ايضا له علاقة بتأمين خط نفوذ ايراني يمتد من الطوز حتى الرقة مرورا بشرق الموصل، مثلما تضمنته خارطة المحافظات الاضافية في العراق، وأن الدوران في نصف قطر دائرة مموهة ليس حلا، فداعش شركة مساهمة دولية فيها خطوط انتاج مختلفة الولاءات لكنها ليست العدو المزمن ضد ايران، فهناك عيون ترى و آذان تسمع ما يجري في السر و العلن، و الذي لا يبتعد كثيرا عن حقيقة تخريب العراق على
مراحل أسهلها مر، خاصة و أن داعش قد تؤسس لحرب طائفية بسبب عقول تعودت القراءة بالمقلوب و لا تستطيع العيش الا بالتناقضات كالذي يعد أمريكا دولة محتلة يجب محاربتها و صديقة ينبغي الأطمئنان لنواياه و كأن واشنطن حليفة لآعل السنة أو خائفة عليهم أكثر من غيرهم، القراءة الواقعية مطلوبة كي نتلمس طريق العراق مرة أخرى.