18 نوفمبر، 2024 4:21 ص
Search
Close this search box.

باسم الدليمي/88

باسم الدليمي/88

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إنشاء الله}
حكمة الامام الشهيد.. آية الله العظمى محمد باقر الصدر، من قيادته حزب “الدعوة” الإسلامية؛ لتحرير السني والشيعي والمؤمن غير المسلم، من طغيان المجرم المقبور صدام حسين، تحققت بإستشهاد باسم سعدون عزيز الدليمي، تولد 1967، الذي إعتقل في العام 2000، وله من العمر أربعة وثلاثين عاما.. أعزب.. لم يتزوج، إنما على أهبة إكمال حياة أربكتها العقوبات الدولية.. الحصار، لكن مخالب الطاغية أنشبت سعارها في روحه؛ فيضا الى رحاب الله.
 
فئوية
يسكن الشهيد الدليمي بغداد، من عائلة ذات أصول عربية صحيحة النسب، تنحدر من صحراء الرمادي التي يسفي رملها طهارة سلف وكرم محتد.
يعمل عزيز مهندسا لامعا، وكان بإمكانه الاكتفاء بذلك، لكنه آثر دينا حقا على دنيا باطلة، إستنادا الى تفوق دراسي ومهني؛ فقبل نيل بكلوريوس الهندسة، متخرجا في الجامعة، عرف بسمو أخلاق وشجاعة مواقف واضحة!
دامت مواقفه تؤكد الدلالة.. يوما فيوما.. على رزانة وهدوء شخصية ووعي يتسامى فوق الانتماءات الفئوية، التي لا يراد بها وجه الله حقا.
 
الدعوة
إعتقل جهاز الامن الخاص الشهيد باسم، جراء إنتمائه لـ “الدعوة” مساقا الى حتفه وهو سعيد! الأمر الذي زاد غيظ قاتليه وأصابهم بالهستيريا، بينما شخصه بمهابة الاماراء في روايات القرون الوسطى، رابط الجأش هادئاً، كأنه ذاهب الى عرسه وهم يتجهون الى وهدة القبر، في سقوط حاد!
 
جهل
حكم عليه جهاز الامن الخاص بالاعدام شنقاً حتى الموت، من دون صلاحيات قضائية ولا إجراءات قانونية، ولم يهتز حتى حبل المشنقة؛ لأن روحه كائن أثيري خفيف، داعب الموت فإغتنمه فرصة للنجاة من دنس الحياة، ملتحقا ببارئه.. يرتشف عذب ماء الكوثر، في جنان النعيم، بينما الجثة الطاهرة “تتلولح” في “شناطة” حبلهم.
لم تكتفِ التنظيمات الحزبية وأجهزة الامن، بإعدامه؛ إنما واظبوا على مضايقة العائلة، يذكرونها بأنه فنى ذاته لأجل حزب يخص طائفة معادية،…، خاب جهلهم!
ضيقوا خناق العيش على العائلة، في ظل ظروف الجوع والحصار، سنتين قبل ان يفرج الله الغمة عن أمة العراقيين.. ظلوا يلاحقونهم بمضايقات شلت حياة العائلة، وعكرت صفاءً لن يعود، ريثما سقط عرش الطاغية المقبور صدام حسين… يوم الاربعاء 9 نيسان 2003.

أحدث المقالات