سيدي يا أبا الشداة ,تناديك أمي وأبي نادى علي مظهر العجائب تجده عوناً لك في النوائب,ياعلي لقد عاد أبن ملجم من جديد بفكراً وإسلام,يدعي الانتماء للإسلام ولقضية المسلمين يقتل وينهب ويسلب الأعراض,وأنه سيحقق العدالة لكنه أول الغادرين بك وبنا,عندما تمر الرجولة بموقف الاختبار والتخبط فلا يوجد هنالك أفضل من الدخول لعالمك ومعرفة أين نجدها وبأي مساراً يمضي ثباتنا ؟وبأي طريق تسير عليه ؟سيدي أخاطبك وأنا صغير جداً,وأنت عملاق يكبر في كل عصراً ,وفي كل يوم وفي كل ساعة وفي كل دقيقة وثانية من هذا الزمن الذي ليس له وفاء ,لم يعرف حقك الدهر ولاحقك أولادك الذين تناوشتهم سيوف وسموم الطغاة من بعدك وأنت تقول :أسألوني قبل أن تفقدوني فأني أعلم بطرق السماء قبل الأرض,فيطلبون منك كم هي عدد شعرات الرأس؟حقاً أنهم لا يعرفوك ولن يعرفوك فهم أقزام صغار يحنون للمال حنين الطفل الرضيع لثدي أمه,وأنت تتحدث عن علم جديد ,وقيم ومعايير الديمقراطية والليبرالية وعن حقوق الإنسان بعد عصرك ب(14) قرن من الزمن ,وتمنح قاتلك الحب والأمان والحنان وتعطيه من ماؤك وطعامك ,وتعطي لخوارج زمانك حقهم في ممارسة وإنشاء حزب سياسي معارض شريطة أن لا ينحرفوا بفكرهم ضد دولتك التي خصصت رواتب لليهود والمسيح بأسم المواطنة, ,صحراء مكة وقسوتها غير ولادة لتنجب فكراً عملاقاً متألق بحجمك,أنها تنجب وحوش أسوة بتلك الوحوش التي جردت الحسين من ثيابه وقطعت خنصر يده لتسرق خاتمه,وانتهكت حرمته في كربلاء تحت ذريعة الخروج على الدين وحمايته
هو نفسه التاريخ يعيد نفسه مع قاتلك,كيف يمكن أن يكون علي بهذا العطاء في بيئة ليس لها الا القتل والسلب؟سؤال حير مسلمين ومسيح وسيخ وهندوس ومفكرين من ديانات متعددة وهم يكتبون عنك أمهات المجلدات الضخمة ويصفونك بأروع الأوصاف والصفات والمعاني وكل منهم له نهجه في وصفك, الجواب وبكل بساطة علي هو تربية الرسول ,والرسول هو تربية السماء الذي وصفه الخالق وأمتدحه :(وأنك لعلى خلق عظيم),سيدي أنت لا تزال الفكر المتجدد والمنهج النابض في وجداننا الذي لم يعرف التحجيم والتعتيم رغم كل المحاولات التي أرادت النيل منك وهل يعقل ان بحر علمك سينضب يوماً ما ؟وفي كل يوم يكتشف شيء عظيم وجديد من مآثرك ,عقود من الزمن والطغاة يؤسسون لثقافة الحقد ضدك على منابر الكراهية ,والدماء تغضب لحيتك البيضاء وتقول بمقولتك الخالدة :فزت ورب الكعبة ,وعندما استشهدت قالوا عنك جهلاء القوم ممن غيبت شمس نورك عنهم :أو كان يصلي في المحراب,أي درر ولآلئ وزمرد الكلمات تستطيع ان تتواضع لتفي حقك ,وأي قلم سينال التشرف والافتخار بأن يخوص في الكتابة عنك وعن مفاخرك ومحنة صبرك ؟وأنت حب بلون البنفسج الساكن في قلوبنا والقلب عرش مابه انقلاب ومقلوبوا,وأي حب هذا الذي نكنه لك,وأنت لا يعرف مكانتك الا الله ورسوله ,ولا يعرف الله الا الرسول وأنت,لماذا نحبك ونذوب فيك هل لأنك علي؟ علي الذي يخاطب الدنيا مغرياتها وملذاتها ويقول لها :إليك عنّي يا دنيا , غرِّي غيري ، إليَّ تعرّضت أم إليَّ تشوّقت ؟ هيهات هيهات !فإنّي قد طلقتك ثلاثاً لا رجعة لي فيك ؛ فعمرك قصير ، وخطرك كبير,وعيشك حقير.
لقد ساجلتك القصور وهوت ,وتشرف كرسي الخلافة بك الذي جاءك طوعاً متذللاً وجلست عليه بكل تواضع دون التفاف ورياء على أرادة الرعية,وأنت تريد أقامة دولة
الحق ودفع الباطل عن المستضعفين والمحرومين ليكون حكماً عادلاً مستقيماً,ليأتي من بعدك مارق ومنافق وكذاب وأبن راية حمراء يجلس عليه ويكنى بنفس صفتك يا أمير المؤمنين ,وأنت ترقع ثيابك ,وتمنع عقيلاً أخاك الذي استماحك لبركم صاع لكثرة عياله ليسد جوعهم فتحمي له حديدة وكاد ان يحترق منها ,وتقابل الليل المظلم في محرابك بأنين وآهات واستغفار وأنت دائم الذكر لله ،كثير الفكر بآخرتك,لقد غال الحقد والحسد عليك وأنهال كأنه المطر لكنه مطر الكره والدهر يقسو عليك وينزلك مع شذاذ الأفاق ليساويك معهم أي دهراً هذا يضحك ويتبسم لمن لا أصل له ويلوي عنانه عنك ,حاولوا انتزاعك من الدنيا وقلوب محبيك فغيبتهم وبقيت شامخاً بعفوك وما أنت مسيء لعيوبهم ,وعدت أليها من أوسع الأبواب بضريح يسر الناظرين شكلاً ومضموناً ,وتجذرت وتركزت في قلوب الأحرار العاشقين بخطك وفكرك النير,وباتت كل الرهائن بالفشل والخزي ,وربحت أنت دون منازع ومصارع جاءك الحق يستغيث بك ,لأن الحق معك وأنت مع الحق,كيف ننتمي لعلي وهو فخر الكرام ؟هل ببكاؤنا عليه ؟هل ننتمي لعلي لمجرد ذكرى أحياؤنا لولادته واستشهاده ؟ هل ننتمي لعلي لأننا ندعي التشيع والآخرون هم ليسوا شيعة ؟فكيف يعشقه متفاخراً بعشقه مسيحياً ويهودياً وسيخياً؟ كنت أنظر لعلي من باب ألاسم والمسمى,وليس من باب من هو علي وماذا يريد مني؟أن الانتماء لعلي هو الانتماء للإنسانية التي تشرفت بأن يكون علي رمزاً من رموزها من حيث حكمه وعدله وعلمه ونهجه واحترامه لكل عناوين رعيته ,ورفضه للظلم ومن كان وراؤه ,وجلوسه مع بسطاء القوم ,وفرحه بقضاء حوائج الناس الموكلة اليه, وأباً لكل مواطنيه, حريصاً على سلامة مجتمعه وأمن الناس وأعراضهم لا يرد سائل ومحتاج ولا يمنع حرية رأي وتعبير, يوصي ولاته بمداراة شعوبهم ووضع مناهج ورؤى لبناء دولتهم بما يتناسب
حياة تسودها قيم الكرامة الإنسانية والحفاظ على أدميتهم وجعلهم أحراراً في تفكيرهم وسلوكهم ,لا عبيداً تمسخهم سطوة الخوف من الجلاد والحرمان والجوع الذي يدفعهم لأن يساوموا على شرف رجولتهم وثوابتهم ,وضعتك عنواناً في مخيلتي وطفت بك بين أروقة قلوب أحبتي فكنت الدليل لي في كل شدة ونائبة ,عاهدت نفسي بأن أسير على خطاك فسارت بي نفسي على هواي ,ورجعت اليك طالباً العفو فكنت ذاك البلسم الذي ضمدت به جراحي وما سقط من عنفواني .