17 نوفمبر، 2024 11:22 م
Search
Close this search box.

وهزي…. “الخشلوك” يُعلن “بنخلته” ؛المسيح وُلد في العراق

وهزي…. “الخشلوك” يُعلن “بنخلته” ؛المسيح وُلد في العراق

على قدر ما أعلم لم يقع بين يدي مصدر إسلامي أو تاريخي أعطانا تحليل منطقي يشفي الغليل لنصّ قرآني معروف ,مع أنّ النصّ تكلّم صراحةً عن ولادة المسيح في العراق “العراق الجنوبي” وليس في أيّ مكان آخر خاصّةً لو سلّطنا الضوء على جوانب النصّ الأخرى سيتأطّر بما لا لبس في ذلك ..جال في خاطري العلاقة ما بين النخلة وبين ما حصل للسيّدة مريم عند ولادتها السيّد المسيح وانا أتابع المشاهد التلفزيونيّة الّتي ظهر فيها السيد “الخشلوك” صاحب قناة البغداديّة وهو يهدي مجسّد للنخلة العراقيّة إلى بابا الفاتيكان ,ولذا جاء عنوان مقالنا هنا بوحي من هذه المناسبة لأتمّم به مقال كتبته منذ مدّة ..فمقالنا يدور حول النصّ الرئيسي “جذع النخلة” المكان الّذي لجأت إليه الطاهرة مريم ,وقبل كلّ شيء وددت ألفت عنايتك عزيزي القارئ إلى تشابه هذا النصّ مع حالة من نفس النوع تكرّرت بعد عدّة قرون لم أجد الباحثون أعاروا “تكرار مادّة المصداقيّة في الدعوة من تكرار خامة استهدافها” أهمّيّة تُذكر وكما أعتقد ,ليس هذا النصّ فقط بل يوجد كمّ كبير من النصوص لم يُولها الباحثون أيضًا الأهمّيّة المناسبة من نواحي عدّة من بينها التاريخيّة أو الاجتماعيّة وليس فقط الدينيّة ,
وأسباب ذلك “العزوف” برأيي كثيرة لعلّ أهمّها جرعات المقدّس الزائدة عن حدّها “التقوى” الّتي كانت تثقل كاهل مشاعر الباحثون لدرجة التمنّع أو التهيّب في كلّ شأن قرآني وإن كان يقبل الإخضاع خارج التفسير الديني ,فالنصّ هنا وفق تحليل سوسولوجي أخلاقي متجرّد يأتي بحدث اجتماعي كبير تكرّر وإن بشكل مغاير للمرّة الثانية ولربّما ثالثة ورابعة ,ومع كلّ مصداقيّة راسخة يقابلها اختراق مغرض, كان يجب الانتباه إلى ذلك بوقت مبكّر, فرغم الفاصل الزمني  بين الحالة الأولى وبين ما قد تكرّر بأكثر من ستّمائة عام, أعني ما بين ما تعرّض له المسيح وبين ما تعرّض له “محمّد” في قضيّة هي الأكثر حسّاسيّة في مجتمعاتنا والّتي شاركهما سيّدتين واحدة هي الأمّ للمسيح والأخرى هي الزوجة لمحمّد كلاهنّ اشتركن بمحنة “أخلاقيّة” كلًّا على حدة زمنيّة ,وما جمعهنّ بالدرجة الأساس إضافةً “لوحدة خامة الاستهداف” أنّ كلاهنّ نزلت تبرئتهن من أعلى جهة في الكون وفي الوجود “الخالق” ذاته ,والسيّدتين هنّ مريم وعائشة فكليهنّ تعرّضتا للشكوك ,أمّ مريم من قبل حاخامات بني إسرائيل والثانية تعرّضت لمحنة مشابهة من قبل جهات ذات فتن وتصيّد وتشكيك أرادوا بها تمزيق المسلمين ووأد الإسلام وهو في مهده.. ثمّة شيء آخر ,”جذع النخلة” لا يقوى على هزّه قوّة عشر رجال أصحّاء وأقوياء فكيف لامرأة هي أقرب إلى كونها صبيّة وتعاني الإرهاق سببه “النفاس” جسدها واهن, ثمّ نراها تستطيع النهوض؟, وتستطيع أيضًا هزّ الجذع! إذًا كيف جرى الأمر؟ ..لربّما ,لو لاحظنا النصّ القرآني هنا ,ممكن ينقسم إلى قسمين بالإمكان طرق بابهما وبما نستطيع معه تنقية الحدث من حالة “الإعجاز” الّتي ادّعاها “العلماء” بعد أن أعجزهم تفسير الحدث: ف”وهُزّي” برأيي عنى بها النصّ “تحرّكي من مكانك” لا هزّي جذع النخلة كما هو متعارف, فنحن دائمًا ما نستخدم في اللهجة الشعبيّة في المخاطبة مفردة هزّي, كأن يقول أحدنا: “كوم هزّ طولك تحرّك شويّه”..
( إليكِ ) أي “عليك به”, أي بالجذع ,( بجذع النخلة ) أيّ “اشبكي ذراعيك حول الجذع واحضنيه”, عندها “ستنهضين” و”ستجدين رطبًا تسّاقط ومُسّاقط جاهز على الأرض”.. لقد فسّر المفسّرون في عصور متأخّرة أنّ هزّ الجذع على أنّها معجزة إلهيّة هي الأخرى ,مكّنت امرأة في غاية الضعف من هزّه!, ثم أطنب المفسّرون بعدها في ذلك فزادوا عليه!.. كما وهنا النصّ يعطينا إشارة لربّما مهمّة في علوم وبحوث أخرى مصدرها سيكون نفس الموضوع ,على سبيل المثال حدّدت زمن الولادة أي ولادة المسيح تمّت في أواسط شهر يوليو تمّوز أو في أوائل آب “أوغسطس” وليس في مواسم الثلوج مثلما أسقط الغرب واقعهم البيئي على زمن الولادة, بل تمّت وقت النضوج الكامل للتمر “تمر آراميّة تعني ثَمَر” وهو في حالة “رطب” وهي كلمة أيضًا آراميّة ,وذلك لا يعني بالنسبة إلينا إلّا شيئًاً واحدًا كما أعتقد ,وهو أنّ مكان “الولادة” ما بين مدينة ساوة أو بحيرة ساوة “السماوة” وما بين “مدينة” البصرة ..والنخلة كما هو معلوم ,وأشرت سابقًا في مقال سابق ,لا يُمكنها النموّ ولا الثمر حتّى وإن نجحت زراعتها في المناطق الّتي شاع على أنّ المسيح وُلد فيها كفلسطين أو ما جاورها ولأسباب بيئيّة معروفة ..يبقى هنالك تساؤلات منها: “وهل الرطب مقتصر على العراق ليس في جزيرة العرب مثلًا؟” جواب ذلك ,بحسب اعتقادي, المسيح بُعث إلى بني إسرائيل وتمركزهم الكثيف كان العراق, وما وجودهم بجزيرة العرب أو اليمن إلّا قبل مائة عام تقريبًا من البعثة المحمّديّة ,كما ذكرت ذلك الكثير من المصادر, لمّا علموا من أحبارهم “قرب ظهور نبيّ يخرج من جزيرة العرب” فهاجر الكثير من اليهود “من العراق وليس من مكان آخر” تجاه جزيرة العراب “هجرة نستطيع نشبّهها بهجرة الحروب الصليبيّة الأولى نحو الشرق وبادّعاءات دينيّة لكنّ أهدافها سياسيّة”, وهنا ستكون “الهجرة” اليهوديّة لمقاصد ,أي هجرة لغايات سياسيّة كما أعتقد طلاها أحبارهم كالمعتاد بغيبيّات: ( ..وكانوا من قبل “يستفتحون” على الّذين كفروا فلمّا جاءهم ما عرفوا كفروا به ..) قرآن. إضافةً أنّ الرّطب لا يتكوّن بشكله هذا بمكان غير العراق ,فبقيّة البلدان ينضج تمرًا بعمليّة نضوج من جهتي التمرة بينما الرطب عندنا بغالبيّته نضوجه يتمّ من اتّجاه يبدأ من أسفل “الخلال” بتثخين “الّلامين” كما نلفظ  لام “الله”.. ومن الأسئلة أيضًا: كيف وصل المسيح إلى تلك المناطق ما عُرفت ب”القدس”؟ أي “ساح” إليها ..ممكن تكون الإجابة شافية إن رسخ في تصوّرنا المساحة الواسعة للمسطّح المائي الكبير الّذي كان يغمر مساحات كبيرة من العراق وما جاوره من بلدان آنذاك ربطته بما يُطلق عليه اليوم بالبحر الميّت ,بجنوب سوريّا بلبنان ,ومن بقايا ذلك المسطّح ,الأهوار الحاليّة ,وسط وجنوب العراق وبحيرة “ساوة” ..كلّ ذلك يعني أنّ هنالك قد جرت عمليّات إبحار مستمرّة من موانئ عراقيّة انطلقت بكلّ الاتّجاهات ,و”كربلاء” إحداهنّ , إن صحّ المسمّى “الأكدي” لهذه المدينة..

أحدث المقالات