لا أدري لمَ أتذكر ( صوت الببغاء ) كلما اقترب موعد جديد لتحرير مدن العراق ( المغتصبة ) وأعادة النازحين الى ديارهم .. ( السياسي ) العراقي الجديد اليوم هو أخر من يتكلم بالحق والفضيلة وأخر من يرتدي لباس الحكماء وآخر الطيبين وإياه أن يتحدث أو يجالس أو يعاشر إنسياً عليه الجلوس والحديث الى أمثاله من المرضى والمهووسين والشياطين .. وأكاذيب جديدة يطلق بها فتاوى الحقد والزور والغيظ عل الجميع وأولهم أهله وأشقاؤه في العراق , أهل الرُمادي الّذين نزحوا من ديارهم تحت لهيب القصف الأعمى وسرف الدبابات المتخاذلة ورصاص القناصة ، لم يكونوا يعيشون في خيام وكرفانات وبيوت شعر بل كانوا يقطنون في أفخم البيوت وأرقاها وكانت أسواقهم عامرة بهم وحقولهم خصّبتها قلوبهم الطيبة قبل حصادهم .. وفراتهم العظيم الخالد يشقُّ عبيرُ مائه حوضَ بقاعهم حاملاً حبهم لكل أهل العراق من وسطه إلى جنوبه .. أبناء الرُمادي أجبرتهم ظروف هذه الحرب الظالمة للدخول إلى بغداد لأسباب عدة وهم يعرفون أنَّ هناك في بغداد من ينتظرهم كي يُكمل عليهم آهاتهم فقد ضاقت عليهم الأرضُ بما رحبت ولم يبقَ طريقٌ واحد للنفاذ من هذا الجحيم وإنقاذ الإطفال والنساء والشيوخ والعجائز من نار ولهيب الحرب إلا الذهاب إلى بغداد أو مدن مجاورة .. فالطرق كلها مغلقة غرباً وشرقاً وشمالاً وممرٌ واحدٌ أنقذهم من الجنوب الشرقي وهو طريق بغداد وعبر مسيرة وقوافل معظمها كان سيراً على الأقدام أو المبيت في العراء .. نقول للسياسيين الفاشلين وضباب الحقد يكلل نفوسهم أنَّ وحدة العراقيين تجلّت بإستقبال أبناء بغداد وكربلاء وبابل والمدن العراقية الأخرى لأخوتهم من أبناء الرُمادي غير مبالين بتصريحات هؤلاء المسؤولين المرتعبين من تلاحم الشعب العراقي العظيم في عاصمته المجيدة بغداد .. ورسالتي الصحفية الى السادة مرجعيات النجف الاشرف وكربلاء المقدسة .. وادعوهم الى الوقوف جنباً الى جنب مع اهلهم ( ابناء مدن الانبار) النازحين المهجرين الى العاصمة العراقية بغداد ومحافظات الفرات الاوسط .. ودمتم.