أحزمُ وجعي، أدسُه في كيس القدر وامضي. الى أيّة جبهة تسوقُ مركبتك يا وجه َ النُعاس. نازلٌ مرتبة ً، صاعدٌ فوق بلاغة الصمت . تسلك ممرّ الخيبة والخسارة. تحتضنُ جسارتك حيناً، لا فرقَ في موازين المعيشة. أنتَ واحدٌ تنساق في أقبية الرهافة والزلات المفاجئة. بيدك معولُ الهدم، لكنك تقطعُ أعناق القَشّ ِ. يسخرُ من لعبتك هوامُ البسيطة ومن لُعابك يسيلُ على صدرك. قبلاً كنتَ أمنية َالعيون تتراقصُ حول قامتك أعينُ الغيد. الأن، تهاوت هيبتُك واضمحل شأوُك… في أقاصي مُخيلتك تنزفُ جراح ُذاكرتك أنساغَها. فيما تصدُّ باب عُزلتك قابعاً في كنف الظلام تقرأ أناشيدك على الفراغ المحتضر. فقدتْ قصيدتُك سخونتها، وابترد المعنى. وعافتك حُنجرة ُالمغنى. الأن، تجري بك المصادفةُ ُ تنساقُ لسياط ِمَوْجِها، تُرى : لمَ افتقدتْ شفتاك معجزة الغناء؟؛ بعيداً عن السطور والورقة العذراء ترمي أنّات ِ صراخك فوق كاهل العِتاب يزدان به المدى الأرحب. فتهذي بأسرارك القدسيّة شفتاك المُترهلتان. يا لأيامك المُكدسات طيّ دهاليز اللامبالاة وأغطية العتام. أنت لا تتعلم من بلاغة التجربة. تُضيّعُ خُطا ممشاك الأبدية.
سأمرّ على ليالي أحلامك، أجسُّ وهلَ غضارتها يخترمُ دغل ذاكرة بغدادك يومَ كانت تتسربلُ بزهوِ شبابها ونهارِ حاراتها المُشعّة بعسجد الأمن والأماني ..